قال ألفريد كيلى، الرئيس التنفيذى لشركة "فيزا"، إن الحكومة المصرية تمتلك رؤية جريئة لتطوير اقتصادها ودخول عصر الاقتصاد الرقمى، وزيادة كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين، وتعزيز شمول الملايين من المصريين فى النظام المالى الرسمى لمصلحة الدولة بأسرها، مؤكدًا أن مصر تعمل على خلق بيئة قوية للتحول نحو الاقتصاد الرقمى، حيث قامت بتأسيس المجلس الأعلى للمدفوعات، وسنت تشريعات تهدف إلى الحد من استخدام النقد فى الدوائر الحكومية، لافتًا إلى أن تقليص التعامل بالنقد يعزز شفافية النظام المالى الرسمى ويقلل حجم الاقتصاد غير الرسمى.
وأضاف ألفريد كيلى الرئيس التنفيذى لشركة "فيزا"، فى حوار خاص مع "انفراد"، أن التحول للمدفوعات الرقمية يحسن حياة الأفراد، ويدعم الأعمال التجارية ويحفز التقدم الاقتصادى والازدهار، حيث يبدأ هذا التحول برؤية حكومية جريئة توازن بين النمو الاقتصادى لجميع المواطنين وبين حماية المستهلك وحماية البيانات والأمن الاقتصادى، مؤكدًا أن العالم يشهد تحولًا نحو المدفوعات الرقمية، وتجاوزت المدفوعات الرقمية المدفوعات النقدية لأول مرة فى عام 2016، فى أماكن مثل المملكة المتحدة، تمثل التعاملات النقدية الآن حوالى 40% من جميع المدفوعات، بانخفاض من حوالى 62% فى عام 2006 وفقا للتقارير، وفى الهند، نجح برنامج وقف التعامل بفئات نقدية فى تسريع المدفوعات الرقمية.. وإلى نص الحوار.
* كيف تصف أهمية زيارتك لمصر وما مدى أهمية هذا السوق بالنسبة لشركة فيزا؟
- لدى حكومة مصر رؤية جريئة لتطوير اقتصادها ودخول عصر الاقتصاد الرقمى، وزيادة كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين، وتعزيز شمول الملايين من المصريين فى النظام المالى الرسمى لمصلحة الدولة بأسرها.
وهذه أول زيارة لى لمصر بصفتى الرئيس التنفيذى لشركة فيزا والتقى رئيس الشركة، ريان ماكينيرنى، بالرئيس عبد الفتاح السيسى، وأعضاء بالحكومة فى مايو 2017، ووقع مذكرة تفاهم لتوضيح رغبتنا فى دعم هذه الرؤية، ومذكرة التفاهم، والعمل الذى بدأناه، إلى جانب شراكاتنا مع جهات مثل البريد المصرى، تدل على أهمية تحمل مسؤوليتنا كشريك للحكومة فى الجهود التى تبذلها لرقمنة الاقتصاد المصرى، بما سيعود بالفائدة على الاقتصاد وعلى المواطنين.
والحكومة تخلق بيئة قوية لهذا التحول نحو الاقتصاد الرقمى، فقد قامت بتأسيس المجلس الأعلى للمدفوعات، وسنت تشريعات تهدف إلى الحد من استخدام النقد فى الدوائر الحكومية، وتعد جهود الحكومة لرقمنة نظام دفع المرتبات والمعاشات كلها أمثلة على التقدم الذى أحرزته على طريق نشر ثقافة المدفوعات الرقمية وتعزيز الشمول المالى، ويتمثل دور فيزا فى دعم ومساعدة الحكومة فى تحقيق استراتيجيتها عبر مساعدتها بخبرتنا وحلولنا التكنولوجية العالمية.
والمدفوعات الرقمية تعتبر محفزًا للابتكارات فى التجارة فى جميع أنحاء العالم، وبسبب قوة وسرعة وموثوقية وأمن شبكتنا العالمية، نعتقد أننا الشريك الأنسب للحكومة المصرية لتحقيق أهدافها والدخول بقوة لعصر الاقتصاد الرقمى.
* ما العناصر الأساسية الواجب توفرها للتحول إلى الاقتصاد الرقمى؟
- التحول للمدفوعات الرقمية يحسن حياة الأفراد، ويدعم الأعمال التجارية ويحفز التقدم الاقتصادى والازدهار، وغالبا ما يبدأ هذا التحول برؤية حكومية جريئة توازن بين النمو الاقتصادى لجميع المواطنين وبين حماية المستهلك وحماية البيانات والأمن الاقتصادى.
والمدفوعات الرقمية يمكن أن تساعد فى تطوير المجتمعات، وهى تحمل العديد من الميزات مقارنة بالنقد، حيث تتسم بالشفافية بحيث تقلص التسرب من النظام المالى الرسمى، ويتم تحويل المدفوعات مباشرة إلى الحسابات المصرفية للأفراد والشركات، وهذا يعنى أن المزيد من الناس سيصبحون قادرون على الوصول إلى خدمات مالية مهمة أخرى توفرها المؤسسات المصرفية، ويعنى أيضا انخفاض نسبة الاقتصاد غير الرسمى.
وتجربة المستخدم هى المفتاح الأساسى لانتشار ثقافة المدفوعات الرقمية. لن يستخدم الناس أى شيء أصعب أو أقل كفاءة من البديل "النقد"، والمواطنون يريدون دفع فواتيرهم، وشراء القهوة، والذهاب إلى السينما، وطلب البقالة، وإرسال واستقبال الاموال، وإذا لم تكن تجربة المستخدم جيدة، فلن يستخدم الناس المدفوعات الرقمية.
ويجب علينا بذل جهد لجعل الحلول الرقمية أفضل من النقود، فى مكان مثل مصر، تعتبر خدمات الهاتف المحمول مهمة للغاية، لذلك يجب علينا تطوير حلول الدفع استنادًا إلى فكرة أن المواطنين يتفاعلون بشكل كبير مع الهواتف المحمولة.
وهناك عنصر مهم آخر يتمثل فى ضمان أننا نساعد الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر على قبول المدفوعات الرقمية، وهذه الأعمال هى شريان الحياة للاقتصاد، حيث تتعامل هذه الشركات على مستوى العالم مع أكثر من 6.5 تريليون دولار فى السنة وتتفاعل مع أكثر من 4.5 مليار عميل كل يوم، يجب أن نضمن دمجهم فى الاقتصاد الرقمى.
* كيف يمكننا تعزيز ثقافة المدفوعات الرقمية وتوضيح فوائدها؟
- نحن بالتأكيد نرى تحولًا عالميًا نحو المدفوعات الرقمية، وتجاوزت المدفوعات الرقمية المدفوعات النقدية لأول مرة فى عام 2016، فى أماكن مثل المملكة المتحدة، تمثل التعاملات النقدية الآن حوالى 40% من جميع المدفوعات، بانخفاض من حوالى 62% فى عام 2006 وفقا للتقارير، وفى الهند، نجح برنامج وقف التعامل بفئات نقدية فى تسريع المدفوعات الرقمية.
ومع ذلك، لا يزال النقد وسيلة دفع لملايين الأشخاص، وفى بعض الحالات، تعد أداة الدفع الوحيدة، لهذا السبب، لا نريد أن نوقف التعامل بالنقد، بل نشجع البديل الرقمى، وهو بديل أفضل وأكثر أمانًا وأكثر موثوقية.
ويعد الهاتف المحمول بمثابة انطلاقة جديدة للمدفوعات الرقمية. ففى حين أن الاعتماد على بطاقات الدفع لا يزال منخفضًا نسبيًا – 90%، من إنفاق المستهلكين فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ما زال نقدًا، أصبح لدى الجميع هاتف محمول، وربما 2 أو 3، ويعد هذا تحولًا هائًلا لأننا نستطيع الآن تقديم منتجات مالية من خلال هذه الأجهزة، بما فى ذلك المدفوعات.
على الجانب الآخر، لدينا بائع التجزئة أو التاجر، وأجهزة نقاط البيع مكلفة وتتطلب الإنترنت الثابت والكهرباء، والتى لا يمكن للجميع الوصول إليها، والمحمول يعتبر تغيير لقواعد اللعبة، باستخدام هاتف محمول ورمز QR هذا الصندوق الأسود والأبيض الصغير الذى تشاهده الآن على العديد من المنتجات التى يمكن قراءتها بواسطة كاميرا الهاتف المحمول، يقبل التجار الدفع عبر الهاتف المحمول، مما يسمح للأموال بالانتقال مباشرة إلى حساباتهم المصرفية بأمان، وبشكل مريح، وعلى الفور.
وبسبب ذلك، أصبح لدينا القدرة على ربط مليارات الأشخاص بشبكتنا. ويمثل ذلك بداية حقبة جديدة لم تعد فيها المدفوعات الرقمية مقيدة بالبنية التحتية السلكية. يمكن تحويل أى جهاز متصل بالأنترنت إلى جهاز دفع رقمى من "فيزا"، مما يسمح بالتوسع فى التجارة الرقمية إلى أجزاء من العالم لم تكن ممكنة فى السابق.
* كيف يمكن للهاتف المحمول أن يساعد فى نشر ثقافة المدفوعات الرقمية فى مصر؟
- نسبة انتشار الهواتف المحمولة أكثر من 100% فى مصر، ويعتبر فرصة عظيمة لنا للعمل على زيادة اعتماد المدفوعات الرقمية فى السوق.
وأطلقنا العام الماضى خدمة تمكن الناس من الدفع عبر استخدام رمز الاستجابة السريعة وذلك بالتعاون مع QNB Al Ahli والبنك الأهلى المصرى، ونحن نستعد لإطلاقها مع بنوك أخرى قريبا، ويعد رمز الاستجابة السريعة أداة قبول منخفضة التكلفة، مما يساعد التجار الصغار، ونعتقد أن هذا الابتكار هو التحول الذى سيساعد على انتشار ثقافة المدفوعات الرقمية وسيساعد على شمول الملايين من الناس والتجار فى النظام المالى الرسمى، الأمر الذى سيعود بالفائدة على الاقتصاد كله.
* كيف تنظر للقيادة وما هى أهم أولوياتك التى تجعل منك قائدًا ناجحًا؟
- القادة والشركات الكبرى يشجعون القيادة على كل المستويات، كقادة، نحن نضع الأولويات ونظام عمل الشركة بأكملها، وينبغى أن نكون قدوة للجميع، وفى فيزا، مبادئنا القيادية مهمة بقدر مهمتنا ورؤيتنا للأعمال، وما نقوم به وكيف نفعل ذلك مهمان لنجاحنا.
والقادة يكسبون الاحترام بدلاً من أن يتم احترامهم بسبب المنصب الذى يشغلونه، فالقائد يجب أن يكون قدوة، يجب أن يتذكر التفاصيل الصغيرة، يجب أن يشرك الموظفين أو من يقودهم فى صنع القرار وفهم طبيعة الكيان الذين يعملون به.
* يصادف هذا العام الذكرى الـ10 لتأسيس شركة فيزا كشركة مدرجة والذكرى 60 منذ أن بدأت الشركة رحلتها، ما هو مفتاح نجاح فيزا؟
- ما يدركه القليل من الناس هو أن شركة فيزا كانت على الأرجح الشركة الأولى فى مجال تكنولوجيا المدفوعات على مستوى العالم، ونعتقد أننا قمنا بقيادة التحول الرقمى للتجارة منذ ذلك الحين، وأنشأنا أول شبكة دفع رقمية فى العالم، وهى VisaNet، والتى لا تزال تشكل أساسًا للابتكارات التى نقدمها للعالم.
وشهدنا التحول إلى تقنية الدفع اللاتلامسية، إلى ظهور مدفوعات آمنة ومدفوعات إنترنت الأشياء، وانتقلنا من كوننا اتحادًا مملوكًا للبنوك، إلى شركة متداولة فى البورصة، وانتقلنا من كوننا تقنية شبكة خاصة إلى منصة مفتوحة حيث يمكن للأشخاص بناء الحلول على شبكتنا، ونتحرك من البطاقات الفعلية إلى تفاصيل الحساب المخزنة على الأجهزة المحمولة، ونستمر فى تطوير تقنيتنا، وفتح شبكتنا، لدعم احتياجات المؤسسات المالية والتجار والمطورين والحكومات لمساعدتهم فى الوصول إلى المدفوعات الرقمية والاستفادة منها.
وعندما تم طرح أسهم فيزا فى البورصة قبل 10 سنوات، فى عام 2008، كان هذا هو الاكتتاب الأولى الأكثر قيمة فى بورصة نيويورك فى تاريخ الولايات المتحدة، وما زالت لحظة محورية تضع فيزا على الطريق لتصبح الشركة التى هى عليه اليوم، فى ذلك الوقت، كان لدى فيزا 5200 موظف فقط وسعر سهم يبلغ 11 دولار، نحن الآن مؤسسة عالمية تضم أكثر من 15000 موظف موهوبين ومتفانين.
والتغيير كان السمة الأساسية للـ60 عامًا الماضية، حيث أننا قدنا التحول من الورق إلى البلاستيك إلى المدفوعات الرقمية، ولكن كان هناك عامل واحد لم يتغير - القوة الدافعة وراء نمو فيزا وقيمتها كانت دائما موظفينا، وموظفى فيزا يقودون التغيير فى الصناعة وفى الشركة.