تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير فى التأثير على أسعار النفط العالمية، فبعد مطالبتها جميع الدول بوقف استيراد النفط الإيرانى اعتبارًا من نوفمبر، ارتفعت الأسعار بشكل كبير على مدار اليومين الماضيين، وهو ما يجبر الدول المستوردة للنفط الإيرانى للبحث عن مصادر جديد لتلبية حاجتها من النفط قبل أن تتعرض لعقوبات أمريكية سيفرض الرئيس دونالد ترامب على المتعاملين مع طهران.
وتنتج إيران -ثالث أكبر مصدر للخام داخل "أوبك" بعد المملكة العربية السعودية والعراق- حاليًا نحو 3.8 مليون برميل يوميًا من النفط الخام، وتقوم بتصدير نحو 2 مليون برميل إلى نحو 10 دول أوروبية وآسيوية.
الدول المستوردة للنفط الإيرانى
تتصدر الصين قائمة الدول المستوردة للنفط الإيرانى حيث تقوم بكين باستيراد نحو 600 ألف برميل يوميًا من طهران، وتحتل الهند المركز الثانى لنحو 450 ألف برميل يوميًا، ثم كوريا الجنوبية التى تستورد نحو 250 ألف برميل يوميا، وتركيا بنحو 200 ألف برميل يوميًا، ثم إيطاليا التى تستورد نحو 180 ألف برميل من طهران يوميًا، بالإضافة إلى اليابان التى تستورد 130 ألف برميل يوميًا، وفرنسا 110 ألف برميل، وأيضًا اليونان يبلغ حجم استيرادها اليومى 100 ألف برميل ثم إسبانيا التى تستورد ما يزيد على 70 ألف برميل يوميًا.
وخلال جولة العقوبات التى فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى على طهران أوائل عام 2012 بسبب برنامجها النووى وانتهت عام 2016 منحت واشنطن عدة دول آسيوية إعفاء من العقوبات، ما سمح لها بمواصلة الاستيراد من إيران، فانخفضت صادرات النفط الإيرانية من 2.5 مليون برميل يوميا قبل 2012 إلى ما يزيد قليلا عن مليون برميل يوميًا، لكن هذه المرة ألمحت واشنطن بالفعل أثناء الإعلان عن تجديد العقوبات فى مايو إلى أنها لا ترغب فى منح إعفاءات.
وتسعى الولايات المتحدة لحث حلفاءها على خفض واردات النفط من إيران إلى الصفر بحلول نوفمبر، لفصل إيران عن السوق حين يتم إعادة فرض عقوبات، وبحسب ما نقلته وكالة رويترز عن مسئول بوزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة تحث دول على وقف واردات النفط الإيرانى اعتبارًا من نوفمبر المقبل، وإنها لن تمنح أى استثناءات من العقوبات.
ارتفعت أسعار النفط اليوم الأربعاء، حيث سجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمى مزيج برنت نحو 76.92 دولار للبرميل.
الأوضاع فى ليبيا
الأوضاع فى ليبيا أيضًا تدخلت منذ أمس فى التأثير على أسعار النفط وتسببت فى المساهمة فى ارتفاعها، فمنذ الإعلان عن تسليم قوات القائد العسكرى خليفة حفتر المتمركز فى شرق ليبيا السيطرة على موانئ نفطية إلى المؤسسة الوطنية للنفط التى مقرها فى شرق البلاد.
وقال حفتر إن مؤسسة النفط الرسمية التى تحمل الاسم ذاته لكنها تعمل من العاصمة طرابلس لن يُسمح لها بالإشراف على ذلك النفط.
وقال سوكريت فيجاياكار مدير تريفكتا لاستشارات الطاقة ”الخطوة تزيد مخاطر توقف إنتاج النفط الليبى لأن مؤسسة النفط التى فى طرابلس هى الكيان القانونى الوحيد الذى له الحق فى بيع النفط، ويقترب الإنتاج النفطى الليبى حاليا من نحو مليون برميل يوميا.
توقعات بهدوء الأسعار مع زيادة الإنتاج الروسى والسعودى
لكن من المتوقع أن تهدأ أسعار النفط قليلا وسط زيادة الإمدادات النفطية من روسيا والسعودية، حيث وصل إنتاج النفط الروسى 11.054 مليون برميل يوميًا منذ بداية يونيو ارتفاعا من 10.97 مليون برميل يوميًا فى المتوسط فى الفترة من مارس إلى مايو.
ويفوق ذلك حصة روسيا البالغة 10.947 مليون برميل يوميا بموجب اتفاق عالمى يهدف إلى خفض إنتاج النفط.
وقال وزير الطاقة الروسى ألكسندر نوفاك إن بلاده ستزيد إنتاجها النفطى بما يصل إلى 200 ألف برميل يوميا فى النصف الثانى من العام. ومن المتوقع أن يبلغ إنتاج النفط الروسى فى العام الحالى 550 مليون طن 11 مليون برميل يوميًا.
وأيضًا تخطط السعودية لضخ ما يصل إلى 11 مليون برميل يوميًا من النفط فى يوليو، وهو أعلى مستوى فى تاريخها، ارتفاعا من حوالى 10.8 مليون برميل يوميا فى يونيو، بحسب بيانات رويترز.
وهذا التحرك من جانب السعودية، أكبر مصدر للنفط فى العالم، إشارة واضحة إلى جديتها فى دفع أسعار النفط للانخفاض بعد أن أثار مستهلكون كبار، مثل الولايات المتحدة والصين والهند، مخاوف من أن الأسعار تصعد إلى مستويات شديدة الارتفاع.