اختتمت قمة الإقراض العالمية، فعالياتها أمس الأربعاء، فى العاصمة الإماراتية أبو ظبى بإقامة حفل توزيع جائزة برنامج الخليج العربى للتنمية "أجفند" الدولية ذات الفروع الأربعة، والتى تبلغ قيمتها نصف مليون دولار.
وقال رئيس برنامج الخليج العربى للتنمية "أجفند" الأمير عبد العزيز بن طلال، فى كلمته التى ألقاها فى ختام القمة، إن تلك القمة تعد بمثابة انطلاقة عالمية جديدة فى التعامل مع قضايا التنمية، مشيرا إلى أن "أجفند" دخل مرحلة جديدة فى حراكه التنموى بتغطية 133 دولة بمشاريع بلغت أكثر من 1500 مشروع.
وأضاف أن هذا البناء الذى بدأ منذ 16 عاما، ويعلو باستمرار بفضل دعم دول الخليج العربى له، خاصة دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة رئيسها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، صاحب الأيادى البيضاء فى دعم اللبنات الأولى للبرنامج.
شهد الاحتفال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتى، وكل من عضو لجنة الجائزة جلالة الملكة صوفيا ملكة إسبانيا، والبروفيسور محمد يونس الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2006.
ووصف طلال قمة الإقراض بأنها "منتدى للإبداع فى التنمية"، مشيرًا إلى أن مخاطر التقسيم والتقزيم التى تطل برأسها فى المنطقة تشكل تهديدًا حقيقيًا للاستقرار ولأى تنمية بشرية، ففى البيئات التى تنتج الكراهية والشقاق النزاع، ويدعى فيها شذاذ الآفاق امتلاك الحقيقة الكاملة، لا يستطيع المبدعون أن يبدعوا، ولا الباحثون أن يتوصلوا لنتائج بحوث تخدم البشرية، ولا يأمن الإنسان العادى على نفسه، لأنه لا يدرى من أن أين يأتيه الخطر.
وأشار إلى أن جائزة "أجفند" الدولية لمشروعات التنمية البشرية الريادية، أثبتت جدواها وملأت شاغرا فى ميدان التنمية، وها هى تؤدى دورها بنجاح باعث على الرضا والتفاؤل، فالمشروعات الأربعة التى فازت، جميعها مشروعات رائدة تهدف إلى معالجة القضايا التى تشكل محاور أساسية فى التنمية البشرية لمجتمعاتها، موجها التهنئة للمكرمين، وهم يتلقون الجائزة، ولمسئولى المشروعات التى أعلن فوزها خلال اجتماع لجنة الجائزة فى وقت سابق فى مدينة أبو ظبى وتحت مظلة قمة الإقراض.
وأعرب عن سعادته بالإضافة النوعية التى حققتها الجائزة فى التنمية العالمية مسترشدة بالتوجه الاستراتيجى لـ"أجفند" القائم على عدم التمييز بين الشعوب والمجتمعات، وعلى الابتكار والتكامل والشراكات التنموية والعلاقات المتبادلة، لافتا إلى أن الهدف هو التطوير المستمر والبحث والكشف عن مشروعات إبداعية تفتح آفاقا جديدة لصالح المجتمعات الإنسانية.
وأعلن أنه تم اختيار "التمكين والاندماج الاجتماعى للاجئين والنازحين داخليا"، موضوعا لجائزة "أجفند" الدولية لعام 2016، وهو الهدف الذى تسعى إليه "أجفند" عبر بنوك الإبداع التى أسستها فى تسع دول حتى الآن.
ومن جانبه، عبر الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة عن سعادته باستضافة أبو ظبى التى أصبحت جزءا هاما من الاقتصاد العالمى وبيئة تسمح للشركات بالنجاح والازدهار لقمة الإقراض وحفل جائزة "أجفند" الدولية، موضحا أن "تسليم الفائزين جوائزهم اليوم يتيح الفرصة لنحتفل معا بتحقيق الأهداف العالمية لحملة الإقراض وروادها والقادة العالمين الذين يعتبرون نماذج يحتفى بهم، لما أسهموا به وللكثير الذى تمكنوا من تحقيقه وإحراز فروق إيجابية فى حياة الأفراد".
وأشاد بروح التعاون الإقليمى والعالمى الذى ظهر خلال فعاليات القمة والذى يؤكد أن التعاون ينتج عنه نجاحات كبيرة، موجها الدعوة لكى نركز على أهمية السلام فى المنطقة والعالم أجمع.
ووجهت الملكة صوفيا، ملكة إسبانيا، التحية للأمير طلال بن عبد العزيز، على جهده فى دعم المحتاجين للتمويل فى الكثير من دول العالم، من خلال مؤسسة "أجفند"، وتكريس جهودها لتقديم التمويل اللازم للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، والتى أسفرت عن نجاحات عديدة.
فيما أكد البروفيسور محمد يونس، رئيس مؤسسة يونس للأعمال الخيرية، والحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2006، أن الأمير طلال بن عبد العزيز أصبح رائدا فى مجال العمل التنموى بعد إنشائه مؤسسة "أجفند"، ووضع النظام المؤسسى الذى تعمل من خلاله ويستند على تقديم الدعم المالى والمعنوى للمحتاجين، حيث تساعدهم على الرقى والتقدم والنجاح فى مشاريعهم الصغيرة ومتناهية الصغر.
وأضاف "يونس"، فى كلمته خلال مؤتمر "قمة الإقراض" الذى بدأ فى 14 مارس الجارى، أن مؤسسة "أجفند" بات لها دور ريادى وقيادى فى تقديم الدعم للمحتاجين، مكرسة جهودها لخدمة الفقراء فى مختلف دول العالم، ودعم المشروعات الصغيرة.
وتابع "أن هذا المحفل الدولى الذى يضم مشاركين من مختلف دول العالم التقوا فى هذا البلد لتتويج والاحتفال بالنجاحات التى تحققت خلال العام الماضى".