بعد أن وصل سعره لنحو 86 دولار للبرميل مطلع شهر أكتوبر الجارى ، وهو السعر الأعلى للخام منذ منتصف 2014 ، إلا أن السعر انخفض بشكل كبير ليخسر نحو 10 دولارات للبرميل بشكل مفاجئ ، وهو ما يثير التساؤلات عن أسباب هبوط أسعار النفط؟
وكان أسعار النفط قد لامست خلال جلسة تعاملات اليوم الأربعاء 31 أكتوبر، أدنى مستوى لها منذ 24 أغسطس الماضى عند 75.09 دولار للبرميل، قبل أن ترتفع لتسجل نحو 76.40 دولار للبرميل ، فى حين سجل خام غرب تكساس الامريكى 66.46 دولار للبرميل.
تقف عدة عوامل تدعم من انخفاض أسعار النفط العالمية يأتى على رأسها زيادة الإمدادات من روسيا والسعودية، وتصريحات وزير النفط العراقى على استعداد بلاده لزيادة طاقتها الإنتاجية، يأتى ذلك بالتزامن مع زيادة الطاقة الإنتاجية من ليبيا.
مستوى قياسى للإنتاج الروسى
ارتفع إنتاج روسيا النفطى إلى مستوى قياسى هو الأعلى فيما بعد الحقبة السوفيتية عند معدلات إنتاج تصل إلى نحو 11.41 مليون برميل يوميا منذ بداية أكتوبر من 11.36 مليون برميل يوميا فى سبتمبر.
الزيادة فى الإنتاج الروسى يتوافق مع ما قاله وزير الطاقة الروسى ألكسندر نوفاك قبل يومين إنه ما من سبب يجعل بلاده تجمد مستويات إنتاجها من النفط أو تخفضها، مشيراً إلى أن هناك مخاطر بأن تواجه أسواق الخام العالمية احتمال حدوث نقص فى المعروض.
السعودية على استعداد لزيادة الإنتاج فوق مستوى 10.7 مليون برميل فى اليوم
وعلى الرغم من وصول إنتاج المملكة العربية السعودية من النفط فى أكتوبر الجارى قد بلغ إلى مستوى 10.7 ملايين برميل يوميا، إلا أن وزير الطاقة والصناعة والثروة العدنية السعودى خالد الفالح قد أكد على نية بلاده واستعدادها لزيادة إنتاج النفط فى شهر نوفمبر مقارنة بمستواه فى أكتوبر الماضى، مشيرا إلى أن زيادة الإنتاج تسير بالاتفاق مع روسيا ودول أخرى، وقال إن السعودية تستطيع إنتاج 12 مليون برميل يوميا.
وزادت الإمدادات النفطية بنحو مليون برميل يوميا خلال الأسابيع والأشهر الأخيرة، بحسب ما قاله "الفالح"، مؤكدا أن سوق النفط تتلقى إمدادات جيدة، وأن السعودية نجحت فى تلبية الطلب الإضافى على النفط.
العراق تقترب من الـ5 ملايين برميل يوميا مع رغبة فى الزيادة
ووفى ظل رؤية العراق لأسعار النفط الحالية بأنها أسعار عادلة فإن هناك رغبة لدى بغداد لزيادة طاقتها الإنتاجية النفطية، وهو ما أعلن عنه وزير النفط العراقى الجديد "نسعى لزيادة طاقة إنتاج الخام فى البلاد ونعمل على دعم شركات النفط الأجنبية لتسهيل عملها، كما أن الوزارة تعمل على تطوير مصاف نفطية وزيادة قدرتها الإنتاجية
وتقترب الطاقة الإنتاجية للعراق من الوصول إلى خمسة ملايين برميل يومياً.
ليبيا 1.3 مليون برميل
واستعادت ليبيا نسق الصعود في إنتاج النفط الخام، فوق حاجز مليون برميل يومياً، منذ الربع الثالث من العام الجارى، حيث بلغ إنتاج ليبيا من النفط الخام 1.27 مليون برميل يومياً في الأسبوع الاخير من شهر أكتوبر الذى شهد بعض أيامه الوصول إلى مستوى 1.3 مليون برميل يومياً، بحسب ما قاله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الليبية مصطفى صنع الله.
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بقيادة السعودية مع روسيا غير العضو فى المنظمة فى يونيو الماضى على زيادة إمدادات النفط. لكن أوبك لمحت الأسبوع الماضى إلى أنه قد يكون عليها إعادة فرض تخفيضات فى إنتاج الخام مع زيادة المخزونات العالمية.
وتعقد أوبك وحلفاؤها الاجتماع المقبل الخاص بسياسة الإنتاج فى ديسمبر المقبل.
استهلاك أمريكا والصين
وتعد الصين وأميركا من كبار مستهلكى الوقود فى العالم، إذ يحرك نمو اقتصاديهما الطلب العالمى على النفط. وتستهلك أميركا حوالى 20 مليون برميل يومياً من الخام، كما تستهلك الصين حالياً حوالى 12 مليون برميل يومياً.
وتعتبر الصين من أكبر الدول المستوردة للنفط حالياً، وخلال العام الماضى ارتفع الطلب الصينى على النفط بنسبة 5.5% ليصل إجمالى الاستهلاك اليومى إلى 11.72 مليون برميل يومياً، أى أكثر مما تنتجه أميركا فى اليوم.
وهناك توقعات تشير بارتفاع الطلب الصينى على النفط خلال السنوات المقبلة بنحو 6%، وذلك على الرغم من الحرب التجارية القائمة بين الصين والولايات المتحدة، والتى يمكنها أن تؤثر على الاستهلاك الصينى خلال الفترة القليلة المقبلة.
التدهور فى أسواق المالية العالمية
ويعدّ التدهور الجارى فى سوق المال الأميركى وشبه الانهيار فى السوق الصينى من أكبر المؤشرات التى تجعل تجار النفط يتراجعون عن المضاربة على شراء العقود المستقبلية فى بورصات الطاقة العالمية، والتى أكبرها فى لندن ونيويورك. وعادة ما تقود المضاربات على شحنات النفط المستقبلية سعر النفط الفورى.