كشفت نتائج المسح السيزمى الذى نفذته وزارة البترول فى البحر الأحمر، عن إشارات واضحة على تواجد نظم بترولية فى المياه المصرية بالبحر الأحمر، وتوحى بوجود ارتباط ملموس مع النظم البترولية المنتجة فى خليج السويس، والتى فى حال ثبوت صحتها، ستعنى أن الفرص البترولية بالبحر الأحمر واعدة، وأكثر احتمالا مما كان يعتقد سابقاً.
كانت وزارة البترول المصرية قد وقعت فى 20 يوليو 2017، مع شركتى شلمبرجير الأمريكية، وتى جى إس الإنجليزية، عقدين لتنفيذ مشروعين لتجميع بيانات جيوفيزيقية بالمياه الاقتصادية المصرية بالبحر الأحمر ومنطقة جنوب مصر باستثمارات أكثر من 750 مليون دولار، وانتهت من المسح بنهاية أبريل 2018.
وبحسب تقرير عن ملخص الحلقات النقاشية بورشة عمل استكشاف البترول والغاز بالبحر الأحمر التى نظمتها شركة جنوب الوادى المصرية القابضة للبترول بالاشتراك مع جمعية جيوفيزياء الاستكشاف وشركة شلمبرجير العالمية وعقدت بمدينة الغردقة خلال الفترة من 19 - 20 نوفمبر الجارى فإن الحلقات النقاشية ناقشت عروض تقديمية للنموذج البترولى الناجح لخليج السويس وطبيعة التراكيب الجيولوجية والتتابع الطبقى المتواجد بحقول خليج السويس والتى مازالت تحظى باكتشافات بترولية على مدار أكثر من 100 عام ، وذلك لمحاكاة هذا النموذج مع النموذج المحتمل بالبحر الأحمر، مضيفا إن اكتشاف البترول بخليج السويس لم يكن بالأمر الهين ولم تظهر اكتشافاته بمجرد البدء بها بل بعد محاولات استمرت لقرابة 40 عاما.
وتضمنت الحلقة النقاشية الثالثة 4 عروض تقديمية للدروس المستفادة من أنشطة البحث السابقة فى البحر الأحمر من خلال 4 عروض تقديمية حيث تم استعراض تاريخ نشاط البحث والاستكشاف الفعلية فى البحر الأحمر منذ عام 1974 حيث تم حفر 13 بئرا فقط فى منطقة تزيد مساحتها عن 66 ألف كم2، خلال 44 عاما وهو عدد ليس كافياً لفهم جيولوجيا التراكيب تحت سطح الأرض إضافة إلى سوء نوعية البيانات السيزمية المتاحة.
وبحسب التقرير، تم تحليل التسجيلات الكهربية لتلك الآبار وذلك لتقييم صخور الخزان المتواجدة وصخور المصدر ودرجة نضوجها ونوع المكامن البترولية المحتملة.
كما تطرقت الحلقات النقاشية إلى الدراسات الأولية لبيانات الجاذبية والمغناطيسية التى تم الحصول عليها بالتزامن من المشروع المشترك أثناء تجميع المسح السيزمى ثنائى الأبعاد ودورها المهم فى فهم أفضل لكيفية تكون الحوض الترسيبى بالبحر الأحمر وتحديد معالمه وعمقه.
واستعرض مدير عام استكشاف البحر الأحمر بشركة أرامكو السعودية الذكاء الصناعى ودورها فى نشاط البحث والاستكشاف خاصة فى ظل التعقيدات الطبوغرافية لقاع البحر الأحمر وتواجد الشعب المرجانية وطبقات الملح السميكة المتواجدة به، كما أضاف أن التحسن المستمر فى التقنيات المسح السيزمى يمكن أن تسهم فى الحصول على صور أعلى جودة للتراكيب التحت سطحية وبالتالى إمكانية تحقيق اكتشافات بترولية بها.
استعرضت الحلقات النقاشية دور الجيولوجيا السطحية وربطها بالجيولوجيا التحت سطحية بمناطق البحر الأحمر فى فهم تكوين النظم البترولية خاصة فى ظل ثبوت تواجد صخور المصدر والخزان على ساحل البحر الأحمر فى المنطقة الواقعة بين الغردقة والقصير والتى ستتم معاينتها خلال رحلة حقلية تلى ختام فعاليات ورشة العمل والتى تعطى دافعا لدى شركات البحث عن احتمالية تواجد تلك الصخور تحت طبقات الملح السميكة تحت السطح البحر الأحمر.
وتشير تقديرات هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية إلى امتلاك مصر نحو 6 مليارات برميل من الزيت الخام و 23 مليار برميل مكافئ من الغاز الطبيعى بالمياه الاقتصادية بالبحر الأحمر، إضافة إلى احتياطيات مصر المتوقعة من الغاز والزيت الصخرى بالمناطق البرية بجنوب مصر، والتى تقدر بحوالى 8 مليار برميل مكافئ.