يجمع مصر والمملكة العربية السعودية تاريخ طويل من العلاقات الطيبة بين البلدين فى جميع المجالات، وعلى رأسها توفير جانب من احتياجات البلاد من المنتجات البترولية كنوع من الجهود المشتركة، حيث يُعَد قطاع البترول المصرى شريك تجارى واستراتيجى مهم لـ"أرامكو" السعودية وهناك توجه لاستمرار وزيادة التعاون القائم.
ويزور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مصر، وسط ترحيب كبير من جانب مصر قيادةً وحكومةً وشعباً، لاسيما وأنها تعكس خصوصية العلاقات المصرية السعودية وما يجمع بين الشعبين الشقيقين من روابط تاريخية وثقافية راسخة وتاريخ مشتركٍ ومصيرٍ واحد.
ومن المقرر أن تستمر زيارة العاهل السعودى 5 أيام، وستشهد جانبًا كبيرًا من المباحثات، فى ضوء حرص الجانبين على دعم وتوثيق العلاقات الاقتصادية والتجارية بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وفى ضوء هذه العلاقات وتنفيذا لوعود خادم الحرمين الشريفين بتوفير جانب من احتياجات مصر البترولية، وقعت الهيئة العامة للبترول عقد الاتفاق التجارى بين شركة أرامكو السعودية لتوريد كميات من المنتجات البترولية خلال السنوات الخمس القادمة بعد أن تم توقيع عقد التمويل للاتفاقية بين هيئة البترول والصندوق السعودى للتنمية على هامش اجتماع المجلس التنسيقى للبلدين الذى عقد بالرياض فى العشرين من مارس الماضى.
واعتبر المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، أن هذا الاتفاق يأتى فى إطار العلاقات المتميزة بين مصر والسعودية وسيسهم فى توفير جانب من احتياجات البلاد من المنتجات البترولية، مشيراً إلى أن هناك تاريخ طويل من التعاون البناء بين قطاع البترول وأرامكو قائم على تحقيق المنافع المشتركة وأن هناك تواصل مستمر وتحسن لمناخ التعاون.
وأشار إلى أن الاتفاق يسهم فى تحقيق الاستقرار لسوق المنتجات البترولية فى مصر وأن هناك فرص واعدة لتوسيع وتطوير التعاون بين الجانبين فى مجالات متعددة للصناعة البترولية.
وكشف الكيميائى عمرو مصطفى، نائب رئيس هيئة البترول العمليات، أن مصر تحصل على منتجات بترولية من بنزين وسولار من السعودية بمعدل 800 ألف طن لمدة 3 شهور هى فبراير ومارس وأبريل.
وأوضح لـ"انفراد" أن القيمة المالية الشهرية تقدر من 400 إلى 500 مليون دولار، لافتا إلى أنه يجرى دائما التفاوض على شحنات أخرى، ولكن منتج البوتاجاز خارج المفاوضات مع الجانب السعودى، نظرا لأنه متوفر بشكل جيد فى السوق المحلى.
وأشار إلى أن مصر تركز فى المقام الأول على احتياجات البلاد من سولار وبنزين ثم المازوت، لافتا إلى أن معدل نسبة كميات السولار المستهدفة 500 ألف طن والبنزين بمعدل 180 ألف طن، مؤكدا أنه اتفاق مصر مع السعودية لتوفير المنتجات البترولية يمنع حدث أزمة منتجات فى مصر لعدم توفر العملة الصعبة "الدولار".
وقال المهندس مدحت يوسف نائب رئيس الهيئة العامة للبترول سابقا، وخبير الطاقة الدولى إن توقيع اتفاقية توريد المنتجات البترولية بين هيئة البترول وشركة أرامكو السعودية لإمداد مصر باحتياجاتها من المنتجات البترولية لمدة 5 سنوات يعد اتفاق مميز وايجابى من نواحى عدة للحكومة المصرية ووزارة البترول.
وأضاف المهندس مدحت يوسف أن الاتفاق سيخفف العبء الضخم الذى تتحملة الهيئة فى سبيل تدبير العملة الصعبة اللازمة لاستيراد احتياجاتنا الدورية فى ظل الظروف المالية الراهنة وبالتالى تخفيف العبء على الحكومة المصرية وعدم لجؤها الى تخفيض المزيد من قيمة الجنية المصرى.
الموضوعات المتعلقة..
خادم الحرمين يبدأ زيارة تاريخية لمصر.. مسئول سعودى: دليل قوى على دعم الرياض للقاهرة.. والرئيس السيسى والملك سلمان يناقشان وسائل إعادة ترتيب أوراق المنطقة وحماية الأمن القومى العربى
بعد تجاهل وزير البترول لملف العمال.. إضراب العاملين فى"استيرنكس" يهدد بتكرار أزمة بتروتريد.. احتجاجات الشركتين سببها صرف مكافآت بالملايين للقيادات أشعلت غضب العمال.. وتهديد أمن القطاع يغلق طرق التفاوض