قال البروفيسور بينى ديمتزر خبير الاقتصاد الدولى بمجال التنمية، إن المؤسسات الدولية التى تعمل فى القارة الإفريقية ليس لديها القدرة على قياس الوضع الحقيقى لاقتصاد الدول الإفريقية، لأن 90% من حجم الأعمال الاقتصادية فى القارة الإفريقية يشغله الاقتصاد غير الرسمى.
وأضاف البروفيسور بينى، خلال ندوة المجاعات فى إفريقيا وموقف الغرب منها التى استضافها المركز المصرى للدراسات الاقتصادية اليوم، أن خلاصة العمل الميدانى فى دول القارة الإفريقية تظهر أن المجاعات فى القارة الإفريقية ليست بسبب عدم كفاية الغذاء، بل فى حرمان المواطنين من الحصول عليه، وفى ظل المجاعات التى شهدتها بعض الدول فى عقود ماضية ومن بينها إثيوبيا فى فترة الثمانينات على سبيل المثال كانت الخزائن مليئة بالغذاء الكافى لإطعام المواطنين ولكن ما لم تكن صاحب نفوذ أو عضوا فى الحزب الحاكم فى البلاد لن تستطيع الحصول عليه.
وأوضح بينى عضو الفريق الحاصل على جائزة نوبل للسلام، أن القارة الإفريقية لديها إمكانيات كبيرة لتوفير الغذاء، وفى عام 1980 لم تكن منطقة جنوب الصحراء الكبرى تستورد الغذاء، علما بأن غابات السافانا فى دولة غينيا يمكن أن توفر الغذاء اللازم للعالم بأسره، حيث تبلغ مساحتها 600 مليون هكتار يمكن استخدام نصفقها تقريبا فى زراعة الغذاء، وفقا لتقدير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ورغم هذه الإمكانيات أنفقت دول إفريقيا جنوب الصحراء عام 2016 ما بين 35-50 مليار دولار على الواردات، ومن المتوقع أن ترتفع الواردات إلى 110 مليار دولار بحلول عام 2025.