قال خبير الاتصالات عبد الرحمن سليم بشأن قيام شركة فيسبوك بتشفير المحادثات النصية بين المستخدمين بخدمة "وتس آب" إنها ترجع لأسباب تتعلق بوجود مشكلات تتعلق بعدم التأمين الكامل لهذه الخدمة من إمكانية اختراق الأجهزة والاطلاع على الرسائل الخاصة بالخدمة.
وأوضح فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، بشأن الأسباب التى دعت فيسبوك لذلك بأنها جاءت بعد ضجة كبير بين شركة أبل عملاق الإلكترونيات بالعالم والـFBI بعد رفض شركة آبل، تنفيذ طلب فيدرالى بفتح الهاتف الخاص بأحد مطلقى النار فى حادث سان برنادينو بولاية كاليفورنيا فى ديسمبر الماضى.
وأضاف سليم وهو رئيس التنفيذى لشركة IMFND للتسويق الرقمى، أن أكبر مشكلات واجهت خدمة تراسل "واتس اب" عبر الموبايل أنه ليس مؤمنا بدرجة عالية ومشكلات بأنظمة التأمين وهو ما دفع الفيس بوك المالكة لشركة "واتس اب" لتحسين هذا الأمر قبل أن تتفاقم الأزمة.
وقال سليم إن حل الأزمات والجرائم التى تتم باستخدام أجهزة المحمول وغيرها ترجع لجهاز الاتصالات فى أى بلد والجهات المعنية والحكومات التى تتعاون بدورها مع الشركات العالمية فى هذا الاتجاه، وقد كان هناك تعاون فى إغلاق العديد من الصفحات المحرضة على العنف وغيرها فى كثير من الأمثلة، كما يكون هناك تعاون كبير فى هذه الأمور من ردة فعل سريع من جانب الشركات.
من جهة أخرى فقد أضاف "سليم"، بشان خدمة الإنترنت المجانى عبر "فيس بوك"، والضجة المثارة ببعض التقارير من وقف الخدمة بمصر، "أن فيسبوك هى من تتيح الخدمة وأن الأمر ليس له علاقة بالرقابة، حيث توجد استراتيجية بنشر الإنترنت عبر الفيس بوك فى العالم وتطبيق الأمر فى الدول النامية وأكثرهم فى افريقيا، كما أغلقت الكثير من الدول للخدمة."
وأشار إلى أن عدد مستخدمى الواتس اب تخطى المليار مشترك فيما يستخدم نحو 900 مليون شخص بالعالم لخدمة فيس بوك ماسينجر شهريا.
وأرسلت شركة فيس بوك رسائل نصية للمستخدمين فى مصر، بشأن الخدمة التى أضافتها إلى برنامج "واتس أب" تتمثل فى التشفير الكامل للمحادثات النصية بين المستخدمين إضافة إلى روابط التحديث الجديدة الخاصة بها وتتضمن الخدمة الجديدة 50 لغة إضافة الى اللغة العربية، وتلقى العديد من المستخدمين بمصر رسائل نصية عبر تطبيق "واتس اب" بشأن توضيح الخدمة الجديدة لتشفير المراسلات بين المستخدمين، كما تسبب الأمر فى إثارة الارتباك لدى البعض لمعرفة طبيعة هذه الرسائل وتوضيحها، فى حين لم تصل هذه الرسائل لكافة المستخدمين.
وستشمل خدمة التشفير الجديدة أيضا الصور وملفات الفيديو التى يتم تناقلها عبر تطبيق التواصل الأشهر فى العالم، كما سيشمل المحادثات التى تتم بين الأفراد مباشرة أو ضمن المجموعات.
واعتبر جارى نيو، مهندس الأنظمة فى شركة F5 نتوركس المتخصصة فى حماية الشبكات فى وقت سابق، الخدمة الجديدة خطوة هامة على صعيد حماية الخصوصية، لاسيما وأن قاعدة مستخدمى هذا التطبيق والذين سيستفيدون منه يتجاوز عددهم مليار مستخدم.
وأضاف نيو: "الحماية التى يقدمها واتس أب للمستخدمين الآن من المتطفلين والمتخصصين فى الاختراقات الأمنية تجعله يتفوق على تطبيقات المحادثة والتراسل الأخرى التى تترك مستخدميها عرضة لهذه التهديدات بغياب مزايا التشفير عنها".
وشفرت واتس اب كل ما يتم تناقله بين مستخدمى التطبيق، سواء المحادثات النصية أو الصور أو الفيديو أو حتى المكالمات الصوتية والملفات المختلفة، كما لن يكون بمقدور مسؤولى "واتس اب" الوصول إلى هذه الملفات والإطلاع عليها، مما يعنى أنه لن يكون قادرا على تزويد أى جهة تطلب معلومات المستخدمين بها، مما قد يثير مشكلة تتعلق بالتشريعات المختلفة فى الدول".