افتتح اللواء أبو بكر الجندى، رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، المؤتمر الذى ينظمه الجهاز احتفالا باليوم العالمى للإحصاء 20/10/2020م، وذلك فى ضوء ما أقرته الأمم المتحدة من اعتبار يوم 20 أكتوبر من كل عام يوماً عالمياً للإحصاء ويحتفل به مرة كل خمس سنوات بذات التاريخ، مضيفا: "قد سبق أن احتفل به العالم - ونحن معه - لمرتين سابقتين كانت الأولى فى 20/ 10 / 2010، والثانية كانت فى 20 / 10 / 2015م وفى كلا المرتين نظم الجهاز العديد من الأنشطة احتفالاً بهذا اليوم، وقد توجت تلك الاحتفالات بأنه كانت الأولى برعاية وحضور رئيس وزراء مصر فى ذلك التوقيت".
وأكمل "الجندى": "أما الثانية فقد كانت مشمولة بالرعاية الكريمة لرئيس الجمهورية وها نحن اليوم ننظم احتفالنا برعاية رئيس الوزراء، وقد جاء ذلك تعظيماً لهذا اليوم وانسجاماً مع الاهتمام الدولى للاحتفال به، حيث كان الأمين العام للأمم المتحدة قد وجه خطابات لكافة ملوك ورؤساء دول العالم فى 19 أغسطس عام 2015م دعاهم فيها إلى الاهتمام بيوم الإحصاء العالمى، تقديراً لأهمية الإحصاء لدعم القرار المبنى على الأدلة، كما أشار الخطاب إلى أن تبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرار تحديد يوم عالمى للإحصاء يعد إقراراً منها بالأهمية الكبيرة للقدرات الإحصائية الوطنية لإنتاج إحصاءات ومؤشرات موثوقة فى الوقت المناسب هى أساس لا غنى عنه لصياغة السياسات المستنيرة، ورصد تنفيذ جداول أعمال التنمية لما بعد عام 2015 على الصعيد الوطنى والإقليمى والدولى، كما يتزامن الاحتفال مع احتفال الأمم المتحدة بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسها".
وأضاف الجندى فى كلمته بالمؤتمر: "إذا تساءلنا أيستحق الإحصاء منا كل هذا التقدير والاهتمام؟ أجد أن الإجابة لابد أن تكون بنعـم، فلقـد شرف علم الإحصاء بأن اشتق مسمى ذلك العلم من اسم الله المحصى، كما أشير إلى هذا العلم فى الكتاب الكريم فى أكثر من موضع منها على سبيل المثال لا الحصر بسم الله الرحمن الرحيم "وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا" النبأ 29، "وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِى إِمَامٍ مُّبِينٍ" يس 12، "مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا" الكهف 49 "وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا" الجن 28.
وتابع الجندى: "كما أن علم الإحصاء يعد من أقدم العلوم التى استخدمها الإنسان وطورها عبر الأزمان، وفى هذا الإطار فإن الحضارة المصرية القديمة كانت من أسبق الحضارات حرصاً على معرفة عدد السكان، وإن اختلفت الروايات فى تحديد توقيت أول حصر للسكان فى مصر بين عامى (3440ق م) و(2500 ق م)، وتلك الروايات - رغم اختلافها - تمثل دلالة واضحة على قدم وعراقة العمل الإحصائى فى مصر، وقد كانت عمليات التعداد تجرى فى ذلك الوقت لأغراض معينة كالعمليات الحربية وبانتقال الدولة المصرية من زمن لآخر اتسع نطاق عدد السكان وتنوعت أغراضه، وبالتالى اتسع نطاق العمل الإحصائى فى مصر من زمن لآخر. وفى العصر الحديث فقد أنشأ أول مكتب للإحصاء فى عهد الخديوى إسماعيل عام 1870 تحت مسمى المكتب المركزى للإحصاء وأخذ فى التطور بمرور الوقت الى أن وصل الى الكيان الحالى الجهاز المركزى للتعبئة العام والإحصاء عام 1964م".
واستطرد الجندى: "استكمالاً لبيان أهمية الإحصاء ودورة فى الحياة الحديثة فإننا لا نـجد منحى من مناحى حياتنا لا يتواجد فيه الإحصاء الذى تشعبت وتعددت أوجه ومجالات استخدامه حتى أصبح أداة مرجعية فى تنوير صناع القرار وفى تحديد واختيار برامج التنمية والمستهدفين فيها من فئات إجتماعية ومناطق جغرافية".
وقال رئيس جهار الإحصاء: "أدرك ويدرك معى كل العاملين بالجهاز حجم المسئولية الملقاة على عاتقنا تجاه المجتمع بكافة أطيافه، كوننا نمثل اللبنة الأولى فيما تنفذه الحكومة من أعمال، وذلك بما نوفره من بيانات حول هذه الأعمال والتى تساهم فى التخطيط السليم لتنفيذها، وكذا فإن ما ننتجه من بيانات وإحصاءات يمثل أداه مرجعية لتقييم تلك الأعمال، هذا إلى جانب ما يقوم به العاملون بالجهاز من أعمال لتلبية مطالب البيانات لكافة مستخدميها (شركات - رجال أعمال - باحثين - دارسين.. إلخ).
وأضاف الجندى: "إن تقديرنا لهذه المسئولية يجعلنا دائماً حريصين على مواكبة كافة ما يطرأ على العمل الإحصائى من تطورات سريعة ومتلاحقة من خلال مشاركتنا فى كافة الفعاليات الإحصائية داخلياً وخارجياً والاستفادة من كل ما هو جديد فى هذا الشأن لتطوير إصداراتنا وإنتاجها وفق المعايير الإحصائية الدولية وذلك جنباً إلى جنب مع الاستفــادة من التطور التكنولوجى الهائل فى تنفيذ الأعمال الإحصائية، وبما يزيد من دقة وسرعة إنتاج الإحصاءات، وعلى صعيد مواكبة التغيرات المتسارعة على المجتمعات وفى إطار سعيه لتوفير بيانات تغطى مستجدات الظواهر التى تعترى المجتمع فقد نفذ الجهاز العديد من المسوح والأبحاث للمرة الأولى فى تاريخه منها على سبيل المثال لا الحصر مسح العنف ضد المرأة ذات الإعاقة 2019 / 2020، مسح دور الأسرة المعيشية فى دعم عملية التعليم 2019، مسح متابعة نشاط الشركات التى تم تأسيسها بمراكز خدمات المستثمرين 2019، مسح الأثار البيئية والصحية المترتبة عن حرق قش الأرز، والــذى تم تنفيذه لأول مرة عام 2019، مسح تقييم الطلب على الإسكان لعام 2018، كما تجرى الآن الاستعدادات اللازمة لتنفيذ مسح صحة الأسرة المصرية.
وتابع: "هذا ليس كل شيئ بل هو جزء من كل، فلدينا الكثير مما يمكن ذكره فى هذا المقام غير أن سرده يحتاج الكثير من الوقت والذى قد يتخطى الوقت المخطط لهذا المؤتمر ولا يفوتنى هنا أن أشير إلى أنه يتواجد بيننا الآن كوكبة من رواد العمل الإحصائى لهم إسهاماتهم الكبيرة وبصماتهم الواضحة فى تطوير العمل الإحصائى ومجاراته للتطورات المتلاحقة فى مطالب البيانات أرحب بهم جميعاً وأتمنى لهم دوام التقدم والرقى، وقد خصصنا فى يومنا هذا فقرة لا لنكرمهم فأعمالهم وإسهاماتهم تستحق أكثر من ذلك ولكن لنقول لهم شكراً على ما قدمتموه وأود، فى النهاية أن أشير إلى أننا بجانب السعى لتطوير كل أعمالنا الإحصائية نحرص أيضاً فى الوقت الراهن على وضع اطار شامل لكافة محاور إنتاج البيانات / الإحصاءات بالتنسيق مع المنظمات الدولية وشركاء العمل الإحصائى بالدولة من وزارات وهيئات وكافة الجهات المعنية، حيث يجرى حالياً الإعداد لوضع الاستراتيجية الوطنية لتطوير العمل الإحصائى والتى ينتظر الإنتهاء منها بنهاية العام الجارى، وعلى صعيد آخر نسعى لتوفير سبل الراحة وتهيئة الظروف المناسبة لأبنائنا وزملائنا العاملين بالجهاز لأداء كل أعمالهم بأريحية تامة من خلال توفير بيئة إدارية تلبى كافة احتياجات العاملين بالجهاز".