قالت الصين إنها ستواصل خفض الضرائب المثير للجدل لمصدرى الصلب من أجل دعم برنامج لإعادة هيكلة القطاع فى تحد لتحرك أمريكى لفرض رسوم جمركية عقابية على واردات منتجات الصلب الصينية.
وأصبحت تخمة المعروض من الصلب فى الأسواق العالمية مصدر إزعاج تجارى، حيث تعرضت الصين لانتقادات لاذعة من منافسيها الدوليين الذين يتهمونها بإغراق الأسواق بصادراتها رخيصة الثمن بعد تباطؤ الطلب المحلى.
وفى تصعيد واضح للخلاف قالت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء إنها ستفرض رسوما تتجاوز 500% على الصلب الصينى المسحوب على البارد والذى يستخدم على نطاق واسع فى صناعة هياكل السيارات والأجهزة وفى قطاع البناء.
لكن وزارة المالية الصينية قالت إنها "ستواصل تطبيق سياسة الخصم الضريبى على مصدرى الصلب" فى الوقت الذى تحاول فيه تمويل خطة مكلفة لخفض الطاقة الإنتاجية.
وتخطط الصين -أكبر منتج للصلب فى العالم- لتقليص الإنتاج السنوى بما يتراوح ما بين 100 و150 مليون طن خلال السنوات الخمس المقبلة أى بأكثر مما تنتجه الولايات المتحدة فى العام.
وقالت الوزارة، إن الصين ستوفر تمويلا خاصا للحد من فائض الطاقة الإنتاجية فى قطاعى الصلب والفحم، وإنها ستكافئ السلطات المحلية لتجاوزها الأهداف المحددة وتحقيقها مبكرا.
وقالت وزارة التجارة الأمريكية أمس الثلاثاء إن الرسوم الجمركية الجديدة ستؤدى إلى زيادة أسعار استيراد منتجات الصلب الصينى المسحوب على البارد بأكثر من خمسة أمثال. وبلغ إجمالى حجم هذه الواردات 272.3 مليون دولار فى عام 2015، وقالت الوزارة إنها اكتشفت أن هذه المنتجات تباع فى السوق الأمريكية بسعر أقل من التكلفة وبدعم غير عادل.
وعبرت وزارة التجارة الصينية عن "استيائها البالغ" من هذا القرار وقالت إن على الولايات المتحدة أن تصحح أخطاءها فى أقرب وقت ممكن.
ويقول محللون إن الإغلاق المحتمل للسوق الأمريكية فى وجه منتجات الصلب الصينية لن يتسبب فى انخفاض كبير فى حجم الصادرات الصينية نظرا لأن صادراتها لأمريكا لا تتجاوز 2% من إجمالى حجم شحناتها.
وعلى الرغم من الإشارة بأصابع الاتهام إلى إغراق الأسواق بمنتجات الصلب الصينية الرخيصة كسبب لتوقف أنشطة منتجين في الخارج نفت الصين مرارا وتكرارا إغراق مصانعها للأسواق العالمية مشددة على أن صناع الصلب المحليين أكثر كفاءة ويتميزون عن نظرائهم فى الخارج بانخفاض تكلفة الإنتاج.
وبينما عرضت الحكومة 100 مليار يوان (15 مليار دولار) للمساعدة في حل أزمة تسريح العمال لا يمكن لقطاع الصلب الصينى المثقل بالديون التخلى عن شريان حياته المالى المتمثل فى الصادرات.
وسجلت المبيعات الخارجية مستوى قياسى بلغ 112.4 مليون طن العام الماضى بزيادة 19% على الرغم من انخفاض القيمة الإجمالية 10.5% إلى 62.8 مليار دولار جراء هبوط الأسعار، وبحسب اتحاد الحديد والصلب الصينى فإن أكثر من نصف مصانع الصلب الكبرى منيت بخسائر العام الماضى.