أكد المهندس أحمد مسعود، المطور العقاري، وعضو مجلس إدارة جمعية مطورى القاهرة الجديدة، أن المدن الذكية فى مصر تمثل الحل السحرى لكافة مشاكل العمران فى مصر والمدن غير المخططة ، موضحا أن القيادة السياسية حرصت منذ عام 2014 على تأسيس جيل جديد من المدن يضع مصر فى مقدمة الدول، ويدخل مصر عصر المدن الذكية.
وأضاف المهندس أحمد مسعود، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، حرص منذ توليه رئاسة مصر في 2014، على بناء دولة جديدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فركز على إعادة التخطيط العمراني لمحافظات الجمهورية، والقضاء على العشوائيات، من خلال إقامة مدن جديدة، وظهر ذلك بوضوح خلال 7 سنوات، حيث تم التخطيط لـ 23 مدينة جديدة، من ضمنها مدن الجيل الرابع التي تم إنشاؤها خلال الفترة من 2014 إلى 2020، حيث تم البدء في تنفيذ 14 تجمعًا عمرانيًّا جديدًا في شتى أنحاء الجمهورية (العاصمة الإدارية الجديدة - العلمين الجديدة - المنصورة الجديدة - شرق بورسعيد - ناصر بغرب أسيوط - غرب قنا - الإسماعيلية الجديدة - رفح الجديدة - مدينة ومنتجع الجلالة - الفرافرة الجديدةـ - العبور الجديدة - توشكى الجديدة - شرق العوينات).
وأوضح أن إجمالي مساحات مدن الجيل الرابع، تبلغ نحو 380 ألف فدان، ومن المخطط أن تستوعب التجمعات العمرانية الجديدة، عند اكتمال جميع مراحلها، نحو 14 مليون نسمة، وتوفر حوالي 6 ملايين فرصة عمل دائمة ، باستثمارات بلغت 77 مليار جنيه، فيما يبلغ عدد المصانع المنتجة بالمدن الجديدة نحو 9 آلاف مصنع برأس مال مستثمر 125 مليار جنيه، أتاحت حوالي 600 ألف فرصة عمل، بالإضافة إلى 6 آلاف مصنع تحت الإنشاء ستوفر 200 ألف فرصة عمل، وتنفيذ أعمال صناعية كبرى (4 أنفاق وكوبريين علويين) على شبكة الطرق الرئيسية للعاصمة الإدارية الجديدة.
وأكد أن المدن الذكية تؤسس نموذجا جديدا للحياة في مصر، يواكب أعلى مستويات التطور العالمي في هذا المجال بما يمثل قيمة مضافة نوعية للأجيال الحالية والمقبلة، حيث إن مصر تدخل بهذه المدن وعلى رأسها العاصمة الإدارية الجديدة عصر المدن العالمية "الجيل الرابع" وتنافس المدن الكبرى عالميا وعربيا بما تضمه من مناطق أعمال مركزية وخدمات ذكية مستدامة.
وأشار إلى أن هذه المدن مخطط لها أن تستوعب أكثر من 30 مليون نسمة مما يعمل على مواجهة الزيادة السكانية المرتقبة وإنقاذ القاهرة الكبرى والمحافظات من كارثة حقيقية تهددها وتتمثل فى التكدس المرورى، فإن المدن الذكية تعد إحدى أهم نقاط القوة التي تؤدي إلى إحداث طفرة كبيرة في قطاعي الاتصالات والعقارات في مصر، وتسعى الحكومة بذلك لبناء جميع المدن الجديدة بنظام المدن الذكية من الجيل الرابع والذي يحقق التطور التكنولوجي في إطار التحول إلى المجتمع الرقمي الذي يسهل من الخدمات المقدمة للمواطن.
وقال أن أهمية المدن الذكية لا تكمن فقط في التطوير والابتكار والنقلة النوعية في نمط حياة المواطن بل بدونها ستظهر مشكلة جديدة وهي كيفية إدارة المدن التي يتزايد عدد سكانها، وتحتاج إلى كم هائل من الموارد والموظفين لإدارتها مما يمثل عنصرا هاما اقتصاديا ، حيث إن الهدف الرئيسى من المدن الجديدة ذات الخدمات الذكية هو تحسين جودة حياة المواطنين وتشجيع الاستثمار في القطاع العقاري حيث ستساهم هذه المدن في إنعاش السوق العقارية المصرية وتنشيط بيع العقارات للأجانب فيما يعرف بتصدير العقار مما يعنى توفير دخل بعملات اجنبية للاقتصاد المصرى".
وأوضح أن التطورات التكنولوجية الجديدة ساهمت في مساعدة الحكومات على تحقيق حلم المدن الذكية إذ ساعدت تطورات إنترنت الأشياء القائم على ربط الأجهزة وتبادل البيانات وتدشين أنظمة تحكم مركزية في توفير استهلاك الطاقة وتحسين منظومة إدارة المرور وبالتالى خفض استهلاك الوقود مما يمثل عنصرا هاما اقتصاديا للعديد من الدول، هذا بالإضافة إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تقوم بتحليل قاعدة كبيرة من البيانات لإثراء عملية صنع القرار ويتم الاعتماد عليها بالفعل في مجالات عديدة منها البيئة والزراعة والمؤسسات المالية والمنشآت الصحية والتعليمية مما يمثل طفرة اقتصادية كبيرة لعدة مجالات متشابكة داخل الاقتصاد المصرى.
وأشار إلى أن هناك نماذج عديدة يمكن أن تسهم من خلالها المدن الذكية في تحسين جودة الحياة أبرزها الشبكات الذكية التي تستخدم تكنولوجيا الاتصالات في إدارة شبكات الكهرباء إذ توفر معلومات عن نمط استهلاك الطاقة وتوفير عدادات ذكية تساعد في تحسين استخدام الطاقة، كما أن هذه التطبيقات الحديثة تساعد على توفير بيانات عن مناطق الاختناقات المرورية بهدف تفاديها وتحسين حركة السيولة المرورية واستخدام أجهزة لقياس نسب التلوث والتحكم فيه مما يقلل من تكلفة التخلص من هذا التلوث.
وأشاد المهندس أحمد مسعود، ، بالجهود التى تبذلها هيئة المجتمعات العمرانية التابعة لوزارة الإسكان، فى تخطيط وتنفيذ هذه المدن، موضحا أن تلك الجهود أسفرت عن حصول هيئة المجتمعات على جائزة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وهى تعد أعرق جائزة تحصل عليها دولة عربية.