هلع فى أسواق المال الاسيوية بعد صدمة نتائج الاستفتاء البريطانى

أحدث تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبى، هزة كبيرة فى أسواق المال من انخفاض البورصات الآسيوية وسعر الجنيه الاسترلينى إلى أدنى مستوى له منذ 1985 وارتفاع الين.

وقال المحلل فى مجموعة "اى تى اكس كابيتال" جو راندل إنها "واحدة من أكبر الصدمات فى الأسواق فى التاريخ"، مضيفا أن "كل العالم سيشعر بالانعكاسات".

وأضاف أن "حجم الأضرار يصعب تقييمه، لكنه سيكون الأكبر على الأرجح منذ إفلاس مصرف ليمان براذرز فى 2008".

ومن المتوقع أن تهبط البورصات الأوروبية حوالى عشرة بالمئة حسب العقود الآجلة التى اوردتها وكالة بلومبرغ للاخبار المالية. وحسب هذه العقود، ستخسر لندن عند بدء الجلسة 9 % وفرانكفورت 9,5 % وبورصة يورستوكس التى تضم أسهم أهم الشركات الأوروبية 12%.

وبعد أن ارتفع الجنيه الاسترلينى إلى أكثر من 1,50 دولارا عند إغلاق مراكز الاقتراع، عاد وتراجع فى البدء إلى ما دون 1,45 دولارا ثم إلى 1,40 دولارا، قبل أن يواصل انهياره إلى مستويات غير مسبوقة منذ العام 1985 ليصل إلى 1,3229 دولارا ليفقد أكثر من 10% من قيمته خلال النهار، فيما تراجع الجنيه أمام اليورو الذى سجل 81,96 بنسا فى مقابل 76,02 قبل بضع ساعات.

وفى موازاة ذلك، وحتى قبل الإعلان الرسمى عن النتائج بدأ الين ارتفاعه، فقد تراجع الدولار إلى 99,04 ينا وهو أمر غير مسبوق منذ نوفمبر 2013 فى مقابل 106,84 ينا فى السابق ،بينما سجل اليورو 109,60 ينا.

وأعلن البنك المركزى البريطانى الجمعة، إنه مستعد للتحرك لضمان الاستقرار النقدى والمالى للمملكة المتحدة، ويراقب عن كثب تطور الوضع بعد قرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبى.

وقال البنك المركزى الألمانى أن "النتئاج ستكون سيئة على كل الأصعدة".

وقال بنك انكلترا أنه "سيتخذ كل الاجراءات اللازمة" لتحمل مسؤولياته وضمان الاستقرار النقدى والمالى للمملكة المتحدة، مؤكدا انه درس مسبقا حلولا إنقاذية عميقة وسيعمل بشكل وثيق مع وزيرة الخزانة البريطانية والمصارف المركزية الكبرى الأخرى.

وعلق يوسوكى هوسوكاوا مسؤول العملات الأجنبية لدى مصرف سوميتومو ميتسوى تراست أن "الضغوط على الجنيه يمكن أن تتزايد عند افتتاح الأسواق الأوروبية. لم أشهد مثل هذه الفوضى منذ زمن طويل".

- بنك اليابان مستعد للتدخل - اكد المصرف المركزى اليابانى "استعداده لضخ سيولة" بالتشاور مع المصارف المركزية الأخرى بينما قال وزير المالية تارو اسو أنه لن يقف مكتوف اليدين من أجل تهدئة الأسواق بعد قرار البريطانيين مغادرة الاتحاد الأوروبى.

وأدى تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الإوروبى، إلى تراجع كبير فى بورصة طوكيو التى سجلت أسهم الشركات الكبرى فيها طوكيو تراجعا تجاوز نسبته الثمانية بالمئة الجمعة.

وتراجع مؤشر نيكاى فى بورصة طوكيو ب7,92% عند الإغلاق الجمعة نتيجة مخاوف المستثمرين بعد قرار البريطانيين الخروج من بريطانيا، وهى صدمة شبيهة بإفلاس مصرف ليمان برذرز فى العام 2008.

وتراجع مؤشر كبرى الشركات ال225 ب1,286,33 نقطة ليسجل 14,952 نقطة اما مؤشر توبيكس فتراجع ب7,26% (اقل ب94,23 نقطة) ليسجل 1,204,48 نقطة.

وقد دعا أسو إلى مؤتمر صحفى عاجل مع ارتفاع سعر الين أيضا، وقد بلغ سعر الدولار منتصف النهار (بالتوقيت المحلي) 99,04 ينا، وهو رقم لم يسجل منذ نوفمبر 2013.

وفى هذه الاجواء المتوترة، ارتفع سعر الذهب الجمعة الى اعلى مستوى له منذ عامين باعتباره قيمة مرجعية.

وارتفع سعر الذهب الاصفر الى 1359,08 دولار، أعلن مستوى له منذ 19 مارس 2014 أى بزيادة نحو ثمانية بالمئة عن بداية المبادلات الآسيوية، قبل أن يستقر على 1330 دولارا.

وتاثر النفط أيضا بالأجواء العامة، فقد خسر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم اغسطس 3,11 دولارا اى 6,21 بالمئة من قيمته ليسجل 47,77 دولارا عند الساعة 04,00 ت غ فى التبادلات الالكترونية فى اسيا.

كما تراجع برميل البرنت النفط المرجعى الاوروبى ايضا تسليم اب/اغسطس ب3,14 دولارا اى 6,17% لبسجل 47,77 دولارا.