تحتل السودان المرتبة الثامنة عالميا فى مجال زراعة وإنتاج التمور، حيث تمتلك 8 ملايين نخلة تنتج نحو 425 ألف طن تمور سنويا، ومع ذلك فإن حجم صادرات السودان من التمور لا يتعدى 5% فقط من هذا الإنتاج.
وفى جولة لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط، أوضح تجار فى أكبر أسواق التمور بالعاصمة السودانية الخرطوم ويعرف باسم السوق العربى، أن معظم إنتاج التمر السودانى يوجه للسوق المحلية، نظرا لإقبال المواطنين السودانيين عليه، فهو من أكثر أنواع الفاكهة الغنية بالسكريات الطبيعية وأرخصها وأكثرها تواجدا على مدار العام، كما تصنع من التمور العصائر والعسل والمربات وأطعمة للأطفال.
كما أشاروا إلى وجود بعض العقبات التى تواجه الصادرات السودانية من التمور تتمثل فى الطبيعة الجافة للتمور السودانية، وعدم وجود مصانع حديثة لمعالجة وتعليب التمور وأيضا عدم وجود صناعات تحويلية لمحصول التمور لزيادة القيمة المضافة منه على غرار دول الخليج العربى، وأيضا عدم تواجد جهة ما تهتم بتوفير الشتلات والفسائل للمزارعين لزيادة قدرات السودان بهذا القطاع المهم.
وأوضح أحمد المهدى، أحد تجار السوق، أن الحكومة السودانية تقيم سنويا مهرجانا للنخيل والتمور تسعى من خلاله إلى إشاعة ثقافة زراعة النخيل وسط المجتمع السودانى للنهوض والارتقاء بعمليات الإنتاج، إلى جانب لفت أنظار المجتمع التصديرى بدول الخليج العربى للإمكانيات الكبيرة للتمور السودانية، حيث يتم توجيه الدعوة لممثلى عدد من الشركات الخليجية الكبري العاملة بسوق التمور إنتاجا وتصديرا لحضور المهرجان.
وتتركز زراعة النخيل فى السودان فى ثلاث ولايات رئيسية هى الولاية الشمالية، ثم ولاية نهر النيل ثم ولاية شمال دارفور، حيث تتوافر بها نحو 81.4% من إجمالى أشجار النخيل فى السودان، فيما تتوزع النسبة الباقية على ولايات الخرطوم والجزيرة وكسلا والبحر الأحمر.
وتتميز التمور السودانية باختلاف أنواعها وأشكالها ويعد السوق العربى بالعاصمة الخرطوم من أكثر المناطق التى يمكن فيها للأسرة السودانية شراء التمور فهو السوق الأكبر بالمدينة، ويُعرض به العديد من أنواع التمور والتى تتدرج أسعارها بما يناسب ظروف الشرائح السودانية المختلفة.
ويقول مصعب صلاح عبد الرحمن، أحد التجار بالسوق، إن هناك أنواعا مختلفة من التمور التى تختلف أسعارها وجودتها، فهناك تمر "القنديلة" ويعد من أشهر وأغلى الأنواع ويتم تصدير أغلبه للخارج حيث يبلغ سعر الربع كيلة (وحدة القياس) الكيله تساوى 12 كيلو جراما فى السوق السودانية نحو 180 جنيها سودانيا، وكذلك تمر "الكلم" والذى يتميز بكبر حجمه، كما يوجد تمر "البركاوى" ويبلغ سعر الربع كيلة منه نحو 120 جنيها سودانيا وتمر "المشرق" وهو نوعان (ود خطيب-ود لقاى) وهو من التمور الرطبة، فضلا عن تمر "الكرشا" والذى يعد "كروش حسيب" من أجود أنواعه إلا أن زراعته تراجعت مؤخرا لصالح الأنواع الأكثر سعرا.
وأضاف أن هناك نوعا من التمر يلقب باسم "الجاو" وهو تمر ينمو من الثمار المتساقطة وله نوعان (جاو أبيض وجاو أسود) والجيد منه يحفظ لاستعمال الأسرة.