يعد تراكم النفايات التي تلحق الضرر بالبيئة ليس فقط مشكلة هنا على الأرض، ولكنها أيضًا مشكلة في الفضاء، كل عام يتم وضع المزيد من مراحل الصواريخ المهملة، والأقمار الصناعية المكسورة، وأجزاء أخرى من الحطام في مدار حول كوكبنا، ولا يتم فصلها جميعًا عن مدارها بشكل مسؤول. والنتيجة هي أن هناك عددًا كبيرًا من النفايات غير المرغوب فيها تطفو في الفضاء حيث الأقمار الصناعية والتلسكوبات وحتى مدار محطة الفضاء الدولية.
يمكن أن يشكل هذا الحطام تهديدًا حقيقيًا للبعثات الفضائية، كما تبين مؤخرًا عندما اضطر ساتل أبحاث تابع لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA) إلى إجراء مناورة طارئة لتجنب الاصطدام بقطعة غير مهمة، في حين أن هناك الكثير من الحطام كما أن الحاجة إلى إجراء مثل هذه المناورات شائعة نسبيًا للأسف، كان هذا الحدث مختلفًا لأن وكالة الفضاء الأوروبية لم يكن لديها سوى ساعات من التحذير من أن التأثير كان وشيكًا.
ويتم تعقب قطع كبيرة من الحطام بحيث تعرف وكالات الفضاء أو مشغلي الأقمار الصناعية الآخرين عندما تقترب قطعة ما من مدار قيد الاستخدام حاليًا. هذا يعني أنه يمكنهم التخطيط لمناورات التجنب مسبقًا، ولكن عندما تم رصد قطعة من الحطام في 30 يونيو متجهة نحو أحد الأقمار الصناعية Swarm التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية والتي تبحث في المجال المغناطيسي للأرض، كان من المتوقع أن يحدث التأثير في غضون ساعات قليلة حسبما نقلت Digitartlends.
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية: "يحلل مكتب الحطام الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية البيانات من شبكة مراقبة الفضاء الأمريكية ويرفع التحذير من حدوث تصادم محتمل لفرق التحكم في الطيران وديناميكيات الطيران في وكالة الفضاء الأوروبية، وعادة ما يكون ذلك قبل أكثر من 24 ساعة من اقتراب قطعة الحطام من القمر الصناعي"، "في هذه الحالة تلقينا إشعارًا قبل ثماني ساعات فقط."
كان على وكالة الفضاء الأوروبية سحب جميع المحطات لإخلاء القمر الصناعي من مسار الحطام، لأن إجراء مثل هذه المناورات يتطلب قدرًا كبيرًا من التخطيط.
ويتعين على المشغلين التأكد من أن المدار الجديد للقمر الصناعي لن يجعله قريبًا جدًا من أي أقمار صناعية أو حطام آخر، وعليهم أيضًا أن يكون لديهم خطة لكيفية إعادة القمر الصناعي إلى مداره الأصلي بمجرد انتهاء الخطر.