ترأس الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، وفد الاتحاد المشارك في المؤتمر الاقتصادي العربي- الصيني الذي استضافته الرياض- المملكة العربية السعودية، بتنظيم مشترك بين اتحاد الغرف السعودية ووزارة الاستثمار السعودية واتحاد الغرف العربية وجامعة الدول العربية والمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية ccpit، وذلك تحت رعاية سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ال سعود، وحضور معالي وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله بن آل سعود، وامين عام الجامعة العربية أحمد ابو الغيط ووزير الاستثمار السعودي والوزيرة د. رانيا المشاط والوزير د. خالد عبد الغفار وزير الصحة المصري ولفيف من كبار رجال الأعمال والقطاع الخاص العربي على رأسهم من مصر سميح ساويرس واحمد السويدي وعدد من الوزراء والمنظمات والهيئات الاقتصادية العربية ومشاركة أكثر من أربعة الاف شخصية رسمية واقتصادية من رجال اعمال ومستثمرين من الجانبين العربي والصيني منهم 1500 من الصين.
واعتبر أمين عام الاتحاد خالد حنفي، خلال تصريحات له ضمن أعمال المؤتمر، أنّ "استضافة المملكة العربية السعودية لهذا المؤتمر يأتي استكمالًا لجهودها الناجحة مُنذ عقد القمة العربية الصينية خلال العام 2022 في الرياض"، مشيرًا إلى أنّ "مخرجات تلك القمة أعطت دفعة جديدة للتعاون العربي الصيني في مختلف القطاعات والمجالات".
ورأى أنّ "هناك فرصة جادة وحقيقية من أجل العمل على تعزيز وتكريس الصداقة العربية الصينية التاريخية، وبناء مستقبل مشترك نحو عصرٍ جديدٍ يعود بالخير على الشعوب، ويحافظ على السلام والتنمية في العالم"، لافتا إلى "وجود سبل كبيرة من أجل تطوير العلاقات الاستثمارية والتجارية بين العالم العربي والصين، ومن هنا تكمن الحاجة إلى التوافق المشترك وتبادل الخبرات وإطلاق فرص جديدة للنمو والاستثمار، والتي من شأنها تحقيق الرخاء والتقدم والازدهار لشعوب المنطقة والعالم".
وأشار إلى أنه "خلال العقود القليلة الماضية نمت العلاقة العربية بشكل وثيق مع الصين تعتبر شريكًا رئيسًا للعالم العربي وبوابة له"، موضحا أنّ الاستثمار الأجنبي المباشر المتجه من الصين إلى الخارج نما بمعدل قدره 20 % سنويًا على مدار العقد الماضي، حيث بلغ نصيب العالم العربي منه حوالي 23 مليار دولار، ولا تزال هناك إمكانية لزيادة تدفقات الاستثمار في الاتجاه الآخر للاستفادة من سوق الصين الكبيرة والمزدهرة، في بلغ رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين في عام 2021 حوالي ثلاثة تريليونات وستمائة مليار دولار 12 % منها من العالم العربي. وبالتالي تؤشّر هذه الأرقام إلى وجود رغبة صادقة وحقيقية من أجل الارتقاء بالعلاقات المشتركة إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية".
ونوّه إلى "وجود قطاعات استراتيجية يمكن تعزيز الاستثمارات المشتركة من خلالها، ولا سيّما الاستثمارات في القطاع التكنولوجي. كما يمكن تعزيز التعاون في مجال الاقتصاد الأخضر والهيدروجين الأخضر من أجل خفض الانبعاثات الدفينة. بالإضافة إلى العمل على تعزيز سلاسل الإمداد والتوريد خصوصا في ظل موانئ ومناطق حيوية واستراتيجية، يمكن من خلالها الانفتاح ليس فقط على الأسواق المشتركة بل التوجه نحو الأسواق العالمية، بما يساعد في معالجة تفاقم أزمة الأمن الغذائي العالمي".
ونوّه إلى "أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص، الذي يعد اللاعب المحوري والأساسي في تطوير العلاقات العربية – الصينية"، لافتا إلى أنّ "اتحاد الغرف العربية من خلال شراكته الاستراتيجية مع المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية ccpit، تمكّن في السنوات الأخيرة من الارتقاء بمستوى العلاقات بين رجال الأعمال والمستثمرين العرب والصينيين، سواء من خلال تنظيم مؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين، أو من خلال المعرض العربي – الصيني الذي يعقد دوريا في مقاطعة نينغشيا ذات الغالبية الإسلامية"، لافتا إلى أنّ "الرؤية منصبة اليوم نحو تعزيز دور الشباب، عبر دعم رواد الأعمال العرب والصينيين، من خلال تنظيم مسابقة لرواد الأعمال العرب والصينيين".
واعتبر أنّ "الآمال والطموحات كبيرة، ومن هذا المنطلق نسعى إلى ليس فقط زيادة التبادل التجاري بين الجانبين العربي والصيني، بل انتهاج نهج جديد في العلاقة قائم على التحالف الاستراتيجي، وهناك فرصة كبيرة للعالم العربي للاستفادة من الفوائض المالية الضخمة التي تمتلكها الصين، عبر تنفيذ المشاريع الاستراتيجية في المنطقة العربية ضمن مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني تشي جي بينغ عام 2013".