اختارت هبة السويدى سيدة الأعمال، أن تحول حدثًا مأساويًا، عكر صوف حياتها إلى طاقة خير تسعد به قلوب آخرين، لذا اختارت يوم 24 أغسطس من كل عام والمتزامن مع ذكرى وفاة نجلها ليُصبح اليوم العالمى لمصابى الحرائق.
هبة السويدى كشفت لـ"انفراد" تفاصيل تلك الفكرة، وتصورها لمستقبلها، قائلة :"استقريت على يوم 24 أغسطس من كل عام ليكون يوم مصابى الحروق العالمى بدءً من العام المقبل، وذلك حتى أحول ذكرى وفاة نجلى من وقت كئيب إلى يوم يبث فيه الفرحة إلى قلوب مصابى الحروق، الذى يجب أن نتقبلهم فى المجتمع حتى يعيشوا حياة كريمة وهادئة".
وتابعت سيدة الأعمال قائلة :"الفكرة لن تقتصر على يوم للاحتفال فقط، بل هناك مستشفى متخصص فى علاج مصابى الحرائق، سيبدأ العمل فى تنفيذ بنيتها التحتية ، خلال أواخر شهر أغسطس الجارى، لم أفصح عن القيمة المالية لإنشائها، لكن كل ما يمكننى ذكره أنها ستكون على نفس مستوى مستشفى سرطان الأطفال".
وأوضحت السويدى :"فى العمل الخيرى أسعى جاهدة لصرف أموال المؤسسة القادمة، عبّر تخصيص التبرعات فى موقعها الصحيح.
وأضافت :" من الخطوات الجريئة التى قامت بها مؤسساتنا، أننا لا نتبع أية جمعيات أخرى، وهدفنا تنفيذ أفكار جديدة، ونقوم بثورة فى عمل الخير بمصر والعالم، من خلال ابتكار أفكار لم ينفذها أحد من قبلنا، وتحتاج لمجهود فى التفكير والتنفيذ، إلى أن نصل فى النهاية للعمل الجيد الذى يذكره الناس بالخير"
واستطردت هبه السويدى قائلة: " من الأفكار غير التقليدية التى تتبعها جمعيتنا الخيرية، هى تغير نمط الأغانى التى تجذب الناس للخير من الطابع الحزين، إلى طابع المرح، فمثلا الفيديو كليب الذى تم تصويره كان مختلفًا ولم يكن مقتبسًا من أى نموذج غربى، أيضًا قمنا بحملة بالمطاعم، شملت أكثر من 30 مطعم، يتم التنويه عن أنه يمكن للشخص ترك 5 جنيهات للمؤسسة، مما يعنى أن الناس عندما تأكل أو تشرب يكون الخير داخلها".
واستكملت :"هناك فكرة جديدة اسمها حصالة الخيرة، عبارة عن "برطمان" مكتوب عليه "خلى الخير عادة عندك" تضع به جنيها ، ووضعنا شعار "لو معاك فكة معانا فارقة"، وخلال الفترة الماضية عملنا شغل كثير وغير طبيعى، وبنحاول نغير فكرة عمل الخير حتى فى المدارس وفى الجامعات، دائما نقول لهم أنه هدفنا ليس جمع الفلوس، ولكن هدفنا هو تعويد الطفل على الخير والعطاء، وعمل الخير والعطاء عادة عندهم، ويهمنى الطلاب فى المدارس الدولية.
وأضافت :"هناك حفلات غنائية تم تنظيمها، ومنها للمطربة ماجدة الرومى قبل شهر رمضان، وأعترف أنه من خلالها عرفت مؤسسة ومستشفى الحروق، ولم نتحمل أى تكاليفها، وكان هناك رعاة للحفلة، الذين تحملوا كافة المصاريف، كما تبرعت الفنانة ماجدة الرومى بأجرها".
فيما كشفت سيدة الأعمال عن تفاصيل دور المؤسسة قائلة:" لدينا مركز لخدمة العملاء نستقبل من خلاله الحالات، وعالجنا أكثر من 600 حالة، والحالة الواحدة تعمل أكثر من 6 عمليات، كما نستقبل حالات من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، وبدأ مستخدمو الفيس بوك توصيل صفحتنا لكل حالة تعرضت لحروق لمساعدتها، وبالنسبة لى هذا نجاح غير طبيعى".
وتابعت :"البعض يعتقد أن الإنسان المحروق يجرى عمليات تجميل، ونحن فقط نحاول إجراء عمليات لتقبله اجتماعيا، بسبب أن بعضهم بسبب حالات الحرق يتأثر نفسيا، لدرجة أن أهله يدعون عليه بالموت، ويحكم عليه بالإعدام طول عمره بسبب تغير شكله، ولا يتمكن من الزواج أو الخروج من بيته، ويصبح عالة على المجتمع خاصة وأن نسبة 18% من حالات الحروق تُصاب بعاهة مستديمة، ولذلك من حقنا مساندته".
ولفتت "السويدى"، إلى أن مؤسستها تحاول إجراء حصر لعدد حالات الحروق سنوًيا، لكن منظمة الصحة العالمية قدرت أن العدد من 80- 100 ألف سنويا، مؤكدة أن هذا العدد مشكوك فيه، نظرًا لأن أطباء الطب الشرعى يؤكدون أن أغلب الحالات التى تتوفى بسبب الحرق لا يتم تسجيلها مختتمة حديثها :"انجلترا لوحدها أعلنت أن عدد حالات الحرق لديها بلغ 70 ألف حالة، وتخيل فى مصر بالوضع الحالى، واللى بيعيش بعد الحرق 40%".