قال الدكتور المهندس عصمت البيومى محمد ذياب الخبير الدولى للمعارض والمؤتمرات إن دولة الأمارات العربية المتحدة تعزز مكانتها على الخارطة الدولية فى مجال صناعة المعارض والمؤتمرات وذلك لدعم العديد من الجهات الحكومية والترويج للإمارات كمركز عالمى للصناعات المختلفة باستقطاب الشركات العالمية.
وأضاف فى تصريح لوكالة أنباء الأمارات "و ا م" أن قطاع المعارض والمؤتمرات فى الامارات يواصل استمراره فى التطور والازدهار معززا مكانة وأهمية دولة الإمارات على الخارطة الدولية.
وأشار إلى أن صناعة المعارض اسهمت فى توفير فرص عمل للمواطنين وتأسيس مشروعات صغيره ومتوسطة مما يدعم بقدر كبير الاقتصاد الوطنى وتعتبر مصدرا من مصادر الدخل القومى،كما تساهم فى تعزيز دور السياحة وقطاع الضيافة والأعمال.
وقدر الخبير القيمة الاجمالية لحجم الاستثمار العامل فى قطاع المعارض والمؤتمرات فى الدولة بما يزيد عن 36.7 مليار درهم وفقا لتقارير اتحاد غرف التجارة والصناعة مما يؤكد أهمية هذه الصناعة على حركة التجارة والاستثمار والأداء الاقتصادى فى دولة الإمارات.
وتوقع أن ينتقل قطاع المعارض والمؤتمرات الى مستوى أعلى من الأداء كلما اقتربنا من الانتهاء من تنفيذ الأعمال الخاصة بـ "اكسبو 2020 دبى" الذى سيجعلها تتصدر المشهد الدولى للصناعة المعرضية.. وكذلك بعد النجاحات التى حققتها الدولة فى استضافة وتنظيم العديد من المعارض والمؤتمرات العالمية أبرزها معرض ومؤتمر الدفاع " أيدكس " ومعرض دبى للطيران ومعرض الصيد والفروسية ومهرجان زايد التراثى بجانب معرضى سيتى سكيب وجيتكس.
وقال الدكتور عصمت، الممثل الدولى للاتحاد العربى للمعارض والمؤتمرات وعضو المنظمة العالمية لتنظيم معارض ومؤتمرات اكسبو العالمية، إن دولة الإمارات تعد ضمن أكبر ثلاثة أسواق للمعارض فى الشرق الأوسط من حيث عدد المعارض والمؤتمرات المقامة سنويا والعارضين والزوار والمساحات المتاحة للتاجير فى مراكزها، وذلك لتوافر البنية التحتية المتطورة والحديثة ووجود بيئة تشريعية وسياسة اقتصادية آمنه وجاذبة للصناعة المعرضية.
وأشار إلى أن التاريخ المضيء للإمارات فى معارض إكسبو الدولية انطلق من الإرث العظيم الذى تركه مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه لصناعة المعارض والمؤتمرات وإيمانه العميق بدورها الفاعل فى التنمية الاقتصادية والبشرية.. مشيرا إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان يدعم باستمرار مشاركة الدولة فى المعارض العالمية الكبرى وأولها " اكسبو أوساكا 1970 " فى اليابان والخاص بالاتصالات للمشاركات الخارجية المتميزة.
وعدد المشاركات الخارجية لدولة الإمارات فى المعارض التالية "معرض إكسبو ميلانو 2015- ايطاليا تحت شعار " تغذية الكوكب طاقة للحياه " والمشاركة باكسبو يوسو 2012- كوريا تحت شعار المحيطات والشواطئ البحرية الحية و" إكسبو شنغهاى 2010 "، الصين تحت شعار "مدينة أفضل حياه أفضل" واكسبو سرقسطة 2008، أسبانيا تحت شعار "المياه والتنمية المستدامة".. واكسبو هانوفر 2000 - ألمانيا تحت شعار "الإنسان والطبيعة والتقنية" وأكسبو لشبونه 1998 - البرتغال تحت شعار "المحيطات تراث للمستقبل". وتجرى الاستعدادات لمشاركة دولة الإمارات بأكسبو أسيتانا 2017 - كازاخستان". تحت شعار " مستقبل الطاقة المتجددة".
وأكد الخبير الدولى للمعارض أن هذه المشاركات كانت لها نتائج هامة على التطور الذى شهدته الدولة فى شتى المجالات ومنها ازدهار السياحة الألمانية إلى الإمارات بعد "اكسبو هانوفر 2000 " فى المانيا حيث أصبحت الدولة وجهة سياحية مهمة بالنسبة للألمان حيث يقدر عددهم سنويا بأكثر من 500 ألف سائح المانى ، إضافة الى الصينيين والكوريين والإسبان وغيرهم من الدول الأخرى الى أن وصلت الى أكثر من 12 مليون سائح سنويا.
وبشأن المعرض الأكثر أهمية و شهرة فى العالم " اكسبو دبى 2020 " قال إنه تبعا للرؤية الحكيمة والرشيدة لحكومة الإمارات ..نجحت الدولة بالفوز باستضافة معرض " اكسبو الدولى 2020 " فى دبى تحت شعار" تواصل العقول وصنع المستقبل ".
وأشار إلى أن الفوز بتنظيم " اكسبو دبى 2020 " بجدارة يوم / 27 / نوفمبر عام 2013 جاء بعد التقدم على أربع دول نافست على الاستضافة هى البرازيل وروسيا وتركيا وتايلاند ..حيث أظهر المميزات الاسترتيجية للإمارات كمركز تجارى عالمى يتيح الوصول الى أسواق ما يقرب من / 2.9 / مليار نسمة.
وقال الدكتور البيومى إن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ..وجهوا بإعداد دراسات مبكرة للمستقبل وما يحمله من تغيرات ستساعد بشكل كبير فى اتخاذ الكثير من القرارات والسياسات الصحيحة ضمن رؤية طويلة المدى لتحقيق الرفاهية لشعب الإمارات وشعوب العالم واضعين بعين الاعتبار أن العالم يعيش فى عصر يتسم بالمعرفة المعلوماتية والانفتاح الدولى المتنامى وكذلك المتغيرات التى تشهدها الحركة التجارية العالمية فى جميع المجالات.
وتوقع الدكتور عصمت أن يصل عدد الزائرين لمعرض " اكسبو2020 دبى " الى 25 مليون زائر وأن يحقق المعرض من الآن حتى موعد افتتاحة آثارا اقتصادية مهمة حيث سيكون الناتج الاجمالى نحو 17.7 مليار درهم.
وسيكون حجم استثمارات القطاع الخاص فى هذا الحدث العالمى 13 مليار درهم من أجمالى 30 مليار درهم قيمة الاحتياجات التمويلية لاستضافة الحدث ..وتعتبر نسبة 30 فى المائة من المواد المستخدمة فى اكسبو 2020 معاد تدويرها..فيما سيكون العائد المتوقع لاقتصاد الدولة 89 مليار درهم مما يخلق 277 الف فرصة عمل.
وأوضح أنه لتأكيد تميز دولة الإمارات فى تنظيم اكسبو 2020 تم تعيين سفراء لاكسبو من جنسيات وثقافات مختلفة بعد الاعلان عن فوز الامارات باستحقاق لتنظيم اكسبو 2020دبى ..حيث ظهر اثر كبير فى المنطقة والعالم للصوره الفريده والجهد المبذول من الحكومة واللجنة العليا وتلاحم المواطنين والمقيمين للوصول الى الهدف لإتاحة الفرصة لبناء علاقات جديده مع دول العالم.
وأشار إلى أن المنافسة بين الشركات العالمية على عرض الخبرات والخدمات زاد كثيرا للاستفادة منها لاكسبو 2020 دبى ..وزاد التفاؤل بمستقبل الأنشطة الأقتصادية للقطاع الخاص.. موضحا أن هذا النجاح يرجع الى عدة عوامل أهمها ..موقع الإمارات المتميز كرابط مثالى بين الشرق والغرب والأمن والسلامة ومكانتها المتنامية كوجهة للأعمال والترفيه بجانب التركيبة السكانية المتنامية والمتعددة وتوفر المرافق والبنى التحتية واللوجستية العالمية المتميزة حتى أصبحت الدولة مركزا دوليا للتجارة والاجتماعات والمؤتمرات والمعارض التى تخدم المنطقة.
وأكد أن هذا الحدث العالمى الكبير يقام للمرة الأولى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا خلال مرحلة يواجه فيها المجتمع الدولى والأقليمى تحديات أكثر تعقيدا من أى وقت مضى الأمر الذى يقتضى الارتقاء بالتواصل بين الشعوب والأفكار إلى مستويات غير مسبوقة .
وبين أنه انطلاقا من ذلك سيوفر "معرض إكسبو الدولى" فى دبى منصة تواصل مهمة تساعد فى تأسيس شراكات جديدة تضمن الازدهار والاستدامة فى المستقبل.
وأكد أن الدول والحكومات تستطيع من خلال الصناعة المعرضية الاطلاع على احدث الابتكارات والإبداعات للماضى والحاضر والمستقبل ..ويسهم دعم الحكومة للفعاليات كثيرا من النجاح والتطوير والاستفادة بشكل كبير من تنفيذ الخطط المستقبلية المحتملة.
وأوضح أن من مقومات استحقاق الإمارات بتنظيم " اكسبو 2020 دبى " من بين أكبر 10 مدن الاكثر جذبا للسياحة أنها تضم أول مدينة خالية من الانبعاثات فى العالم وهى مدينة مصدر حيث تقيم سنويا نموذجا مصغرا من أكسبو العالمى بمشاركة 40 دولة فى القرية العالمية قريبة جدا من الأسواق الناشئة وتمتلك أفضل شبكات الخطوط الجوية بالعالم وتوفر شبكات الطرق بالمواصفات العالمية وشبكة مترو الأحدث فى العالم.
وحول دور المعارض والمؤتمرات فى خلق فرص العمل قال الدكتور عصمت إن المعارض والمؤتمرات تخلق سوقا متنوعا ممتدا ويستقطب توليفة دولية قوية متكاملة حيث ينظر إلى هذه الأحداث على أنها منصات مثالية للأسماء العالمية للوصول إلى أسواق المنطقة التى يصعب الوصول إليها بعيدا عن هذه الأحداث ..وفى ضوء ذلك لمسنا تزايد العارضين المحليين الذين يتطلعون إلى تعزيز انتشارهم الإقليمى والعالمى واستقطاب العارضين العالميين الراغبين بالمشاركة فيها.
وتحدث عن الإمارات والمراكز التجارية والمعارض والمؤتمرات التى تقام فيها ..فقال إنه فى كل عام يزور المركز التجارى بدبى فقط أكثر من مليون ونصف المليون شخص لاكتشاف أحدث الابتكارات والأفكار فى مجال المعارض والمؤتمرات المختلفة التخصصية والتجارية والاستهلاكية ومجالات التصميم الداخلى للمساكن ..ويعتبر المركز هو الأهم والأكثر انتشارا من نوعه فى دولة الإمارات فهو يضم أكثر من 800 فاعلية وخدمات مصاحبة ويقدم مجموعة متميزة من المنتجات والخدمات والاهتمام بالفنادق وبالمساكن وهى فرصة جيدة لإلقاء نظرة على أحدث طرق الإدارة والترويج للدولة فى هذا المجال.
وأضاف أنه على سبيل المثال يرفع قطاع المعارض والمؤتمرات نسبة إشغال الفنادق فى أبوظبى ويدعم الحركة السياحية فى الإمارة ويسهم فى تحقيق أداء قوى للقطاع الفندقى وهناك توقعات بارتفاع العائد الاقتصادى المباشر لفعاليات الأعمال فى الإمارة بنسبة سبعة فى المائة سنويا خلال السنوات المقبلة ليصل 5،1 مليار درهم بحلول عام 2020 بعد أن بلغت المساهمة الاقتصادية الكلية لفعاليات الأعمال 2،4 مليار درهم عام 2010.
وحول المعارض والمؤتمرات التى تستضيفها المنطقة أكد الخبير الدولى للمعارض والمؤتمرات ..أن صناعة المعارض تلعب دورا كبيرا فى احياء التكامل العربى خصوصا بعد المتغيرات التى تمر بها المنطقة والتى أعادت فتح ملف السوق العربى المشترك اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا مما يزيد من فرص الاستثمار والتبادل التجارى المشترك لكون المنطقة تتمتع بخيرات كثيرة من تعداد السكان المتنامى وموارد طبيعية من بترول وانهار وأراضى زراعية تسد حاجات المنطقة.
وقال إن صناعة المعارض توجد منذ زمن طويل ومرت بمراحل متعددة حتى وصل الى ما نحن عليه الآن من تقدم وازدهار لهذه الصناعة بفضل القاعدة الرئيسية المتوقرة فى المنطقة من حكومات تقدر دور هذه الصناعة كمصدر من مصادر الدخل القومى.
وأضاف أنه يوجد كذلك فى الوطن العربى أكثر من 180 مركزا ومنشأة لاقامة المعارض والمؤتمرات يقام بها أكثر من تسعة الاف و 800 فعالية سنويا ويزيد عدد المشاركين عن مليون و 175 الف مشارك سنويا وعدد زوار يزيد عن 59 مليون زائر سنويا وإجمالى دخل يصل الى 5.5 مليار دولار مباشر إضافة الى الدخل غير المباشر.
وبشأن دور " اكسبو 2020 دبى " فى التكامل العربى أشار الى أن لدى الوطن العربى إمكانات وطاقات لم تستغل لتطوير الصناعة المعرضية لأسباب كثيرة منها عدم الاهتمام بتدريب الكوادر العاملة وعدم وجود تشريعات واضحه إضافة الى إن البنية التحتية بمعظم الدول العربية بحاجة الى تحديث كى تتواكب مع مكتسبات تنظيم أكبر فعالية للمنطقة وهى أكسبو 2020 دبى والفعاليات العالمية المتميزة وكذلك تفعيل دورها وتجديد عضويتها فى المنظمات والاتحادات الدولية المتخصصة بصناعة المعارض والمؤتمرات وسياحة الأعمال.
وأكد أن " أكسبو دبى 2020 " يفتح مجالات للتوظيف وتبادل الخبرات وسيساهم فى الترويج للمنطقة كلكل بجميع القطاعات ..فعلى دول المنطقة أن تستعد من الآن لأن هناك بعض الدول بدأت إعداد كوادر للعمل فى الصناعة المعرضية ودراسة احتياجات أكسبو دبى 2020 وكذلك اعادة ترميم وانشاء المطارات والطرق وانشاء فنادق وكذلك يمكن للمستثمرين من دول المنطقة الاستثمار بالامارات لتقديم الخدمات.
وتحدث الخبير عن الأهمية الاقتصادية للمعارض والمؤتمرات عالميا فقال انها تعد أحد أهم محركات النمو الاقتصادى بالعالم وكذلك تطوير الدول النامية وهناك تأثير كما هو فى أمريكا الشمالية حيث عقد 15 ألف معرض فى عام 2012 حضرها 155 مليون زائر،وشارك فيها 1.6 مليون عارض،وتسهم هذه المعارض فى الاقتصاد الأميركى والكندى بما قيمته بـ 150 مليار دولار تقريبا.
وقال إنه فى الولايات المتحدة تم تحليل 260 معرضا تخصصيا فى سنة واحدة فكانت البيانات والنسبة هى مساحة العرض الإجمالى المدفوع لها هو 35مليونا و262 الف قدم مربع والعدد الإجمالى للعارضين المتعاقد معهم نحو 280 الف عارض فيما يتوقع أن يصل إجمالى عدد الزوار المهنيين أربعة ملايين و 702 الف زائر، و يتراوح السعر للقدم المربع من مساحة العرض ما بين 5.05 إلى 56.50 دولار ويكون التأثير الاقتصادى الإجمالى على المدن المضيفة نحو 5.96 مليار دولار.
وعن مستقبل المعارض العالمية قال الممثل الدولى للاتحاد العربى للمعارض والمؤتمرات وعضو المنظمة العالمية لتنظيم معارض ومؤتمرات اكسبو العالمية ،إن العالم يتجه لاستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا لتنظيم الفعاليات.
وأطلقت المعارض الفعاليات الالكترونية والافتراضية من خلال شبكات الإنترنت والتواصل الاجتماعى حيث تعتبر نوعا جديدا للترويج والتسويق للمنتجات فالمعارض والمؤتمرات التقليدية لا يمكن استبدالها بالمعارض الافتراضية كونها من أهم الصناعات التى تهتم بجميع مقومات الحياة.
ومن أكثر المناطق فى العالم التى بدأت بها المعارض والمؤتمرات هى مصر وبلاد الشام والحجاز ..ومرت بمراحل متعددة فى دول العالم المتحضر حتى عادت بثوبها المتطور الذى أبهر العالم عن طريق دولة الإمارات من خلال تنظيمها كبرى الفعاليات العالمية " اكسبو 2020 دبى " الذى سيخدم العالم كله بتواصل العقول وصنع المستقبل.