أدى انتخاب الشاب الوسطى المدافع عن التكامل الأوروبى، إيمانويل ماكرون، رئيسا لفرنسا فى الجولة الثانية للانتخابات أمس الأحد، إلى تحسن سعر اليورو وسيادة حالة من الارتياح فى أسواق المال، لكن المكاسب بقيت محدودة لأن النتيجة كانت متوقعة.
ووفق النتيجة التى أسفرت عنها الانتخابات، ستهيمن السياسة على كل القضايا الأخرى، بينما يشعر المستثمرون بالارتياح لفوز مرشحهم المفضل على منافسته مرشحة حزب الجبهة الوطنية المعادية للتكامل الأوروبى "مارين لوبان".
وبما أن فوز ماكرون كان متوقعا، فتحت بورصة باريس، اليوم الاثنين، على تراجع نسبته 0,51%، وقد خسر مؤشر "كاك 40" 27,58 نقطة ليصل إلى 5404,82 نقطة، وكانت بورصة باريس قد أغلقت الجمعة على ارتفاع بنسبة 1,12% عند 5432,40 نقطة، وهو المستوى الذى كانت عليه فى التاسع من يناير 2008.
واوضح ادريان بيشو كبير الاقتصاديين فى مجموعة "سيز است مانيجمنت" ان "هذه النتيجة تبعد خطر ضربة جديدة للاتحاد الاوروبى بعد بريكست"، مشيرة الى ان "ضربة كهذه كان يمكن ان تكون قاضية للدور المركزى لفرنسا فى عملية البناء الاوروبي".
وكانت بورصة باريس كغيرها من اسواق المال تتوقع فوز ماكرون، وسجلت زيادة نسبتها 7 بالمئة من الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية.
وفتحت بورصة لندن بدون تغيير تقريبا (-0,09 بالمئة) بينما بدأت بورصة فرانكفورت جلستها على ارتفاع نسبته 0,33 بالمئة.
وكانت بورصة طوكيو اغلقت الاثنين على ارتفاع بلغ 2,31 بالمئة وبلغ مؤشر نيكاى اعلى مستوى له منذ نهاية 2015.
لكن عوامل اخرى تداخلت مع الانتخابات الفرنسية أثرت على البورصة، منها الارقام المتعلقة بالوظائف فى الولايات المتحدة واستئناف النشاط بعد أيام عطل.
وقال هيرواكى هيواتا الذى يعمل فى مجموعة "تويو سيكيوريتيز" المالية لوكالة فرانس برس "بعد انتهاء هذا الحدث الأساسى الذى شكلته الانتخابات الفرنسية، ستشهد بورصة طوكيو التى تباطأت لأسباب عدة بينها القلق الجيوسياسى المرتبط بكوريا الشمالية، تحسنا على الارجح".
وساد توجه مماثل فى الأسواق الأخرى فى المنطقة، من سيدنى الى هونغ كونغ، لكن بدون المبالغة فى الحماس.
الامر نفسه ينطبق على اسعار العملات، فقد ارتفاع سعر اليورو لفترة قصيرة الى 1,1023 دولار وهو مستوى غير مسبوق منذ نوفمبر، مقابل 1,0997 مساء الجمعة فى نيويورك. ومقابل العملة اليابانية، ارتفع سعر اليورو الى 124,59 ينا وهو الاعلى خلال عام.
لكن العملة الاوروبية الواحدة تراجعت بسرعة الى اقل من 1,10 دولار ومن 124 ينا.
النقطة المجهولة فى الانتخابات
وقال يوكيو ايشيزوكى من مجموعة "دايوا سيكيوريتيز"، إن نتيجة الانتخابات "أخذت فى الاعتبار من قبل الاسواق" التى كانت متفائلة جدا منذ الدورة الأولى بفوز مرشح حزب "إلى الامام؟" الذى يلقى تأييد المستثمرين بسبب مواقفه حول أوروبا وتوجهاته الاقتصادية.
ورأى مانويل اوليفيرى المحلل فى مصرف "كريدى اغريكول" فى تصريحات لوكالة بلومبرغ أنه: "علينا ألا نتوقع احتفالات كبرى اذ ان احتمال فوز ماكرون كان اكثر من تسعين بالمئة".
فاز ايمانويل ماكرون (39 عاما) فى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية ب65,82 بالمئة من الاصوات حسب نتائج شبه نهائية، مقابل 31,18 بالمئة لمنافسته زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن.
وهذه النتيجة تبدد المخاوف من احتمال "فريكست" (خروج فرنسا من الاتحاد الاوروبى). ولخض رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى الوضع بالقول انه "انتصار رمزى على الحركات الحمائية والانطواء على الذات".
وكانت لوبن وجهت انتقادات حادة للاتحاد الاوروبى وتدعو الى تحويل "العملة الواحدة" الى "عملة مشتركة" مخصصة للصفقات الدولية، واعادة طرح عملة وطنية هى الفرنك للمبادلات اليومية.
وقال هيواتا ان "النزعة الى المجازفة" ستنتقل الى الاسواق الاوروبية والاميركية بعد آسيا.
واكد فيل بوركين الاقتصادى فى المصرف الاسترالى "ايه ان زد" ان الاسواق "تشعر بارتياح جماعى الآن" لكن رد الفعل الايجابى هذا سيكون قصير الامد. واضاف ان "السؤال الكبير هو الى اى حد سيحصل ماكرون على اغلبية فى الانتخابات التشريعية الشهر المقبل؟".
وبعد استبعاد سيناريو تولى لوبن الرئاسة، يمكن ان يستفيد اليورو من تغيير فى توجه البنك المركزى الاوروبي، كما قال راى اتريل مسؤول الصرف فى البنك الوطنى الاسترالى "ان ايه بى"
وقال "نعتقد ان اليورو يمكن ان يرتفع فى الاسابيع والاشهر المقبلة مستبقا الثقة الاكبر التى سيبديها البنك المركزى الاوروبى مع تراجع المخاطر فى منطقة اليورو".
وأكد الياس حداد من مصرف "كومونولث بنك أوف استراليا" ان "خفض الشكوك السياسية فى اوروبا سيكون موضوعا رئيسيا الآن". وأضاف ان "البنك المركزى الاوروبى يمكن ان يدفع إلى بدء تخفيف سياسته" التدخلية جدا.