تحل اليوم الجمعة الموافق 6 مايو الذكرى الرابعة عشر لوفاة أسطور الأهلى الخالدة والأب الروحى للجماهير الحمراء صالح سليم الذى وافته المنية فى مثل هذا اليوم من عام 2002 بعد صراع مع المرض.
14 عاما مرت على رحيل المايسترو ولكن تبقى ذكراه خالدة فى قلب كل محب للقلعة الحمراء، كونه من رسخ المبادئ والقيم التى تسير عليها قلعة الجزيرة حتى يومنا هذا وغرس فى قلوب الجماهير معنى الوفاء والانتماء للنادى، وأصبغ على اللاعبين روح الفانلة الحمراء، التى تظهر فى الشدائد، وتكشف المعدن الأصيل لأبناء الأهلى.
مات المايسترو ولكن حيت مبادئه التى شرعها وسار على نهجها من خلفوه فى قيادة السفينة الحمراء، مات صالح سليم وبقيت سيرته العطرة المحمودة بين الجميع، حيث لم يغب المايسترو عن المشهد رغم أن وارى جسمانه الثرى منذ 14 ربيعا، وظهرت صوره ومبادئه ومقولاته هى المحرك للجماهير فى المدرجات والهتافات.
أبرز الهتافات التى تتغتى بها جماهير الأهلى، "أولاد صالح سليم.. على الفوز دايما ناويين.. انصرنا يارب العالمين"، حيث ظلت سيرة المايسترو باقية وسار رمزا خالدا وأبا روحيا للجماهير الحمراء وربانا للسفينة الحمراء، كونه صاحب المقولة الشهيرة، "الأهلى ملك لمن صنعوه، ومن صنعوه هم مشجعوه".
من هو صالح سليم:
المايسترو من مواليد 30 سبتمبر 1930، التحق المايسترو بصفوف الناشئين بالنادى الأهلى عام 1944 وتم تصعيده فى نفس العام لصفوف الفريق الأول، حيث لعب بالفريق الأول حتى عام 1963 قبل أن يترك النادى للاحتراف فى فريق جراتس بالنمسا، ثم عاد مرة أخرى للقلعة الحمراء لإكمال مسيرته الناجحة حتى عام 1967، التى أعلن فيها اعتزاله الكرة.
اتجه المايسترو إلى مجال الإدارة بعد الاعتزال وتولى منصب مدير الكرة بالنادى عام 1971 حتى عام 1972، وبعدها قرر خوض انتخابات مجلس إدارة النادى وفاز برئاسة القلعة الحمراء عام 1980 واستمر فى رئاسة النادى الأهلى حتى عام 1988، وبعدها اتخذر قرار عدم الاستمرار فى رئاسة الأهلى وترك الفرصة للآخرين لخوض التجربة، إلا أنه اضطر للعودة بسبب سوء نتائج الأهلى لإعادة الاستقرار مرة أخرى للنادى الأهلى وكان ذلك عام 1990 واستمر لمدة عامين وأجريت الانتخابات فى أعوام 1996 و2000، وحظى خلالهما بثقة الجمعية العمومية للنادى بحكم الإنجازات التى حققها والكم الكبير من البطولات التى وصلت 53 بطولة، وهى ما لم تتحقق فى عهد أى رئيس آخر.
إنجازاته وألقابه:
كان صالح سليم دائما ضمن التشكيلة الأساسية للأهلى والمنتخب المصرى حتى اعتزاله عام 1967، وحصد مع الأهلى 11 بطولة دورى من أصل 15 بطولة شارك فيها منذ بداية الدورى المصرى لكرة القدم عام 1948، و8 ألقاب لبطولة كأس مصر 8 مرات، وكأس الجمهورية العربية المتحدة عام 1961.. وعلى المستوى الدولى انضم صالح سليم إلى المنتخب الوطنى عام 1950، وكان قائد الفريق الذى فاز بكأس بطولة الأمم الأفريقية عام 1959 بالقاهرة، كما شارك مع المنتخب الوطنى فى دورة الألعاب الأولمبية بمدينة روما عام 1960.
سجل صالح سليم 101 هدف فى حياته الكروية، منهم 9 أهداف سجلها خلال فترة احترافه فى النمسا مع فريق جراتس، و92 هدفاً أحرزهم مع الأهلى فى بطولتى الدورى والكأس، وحقق المايسترو إنجازاً شخصياً كونه اللاعب الوحيد الذى أحرز سبعة أهداف فى لقاء واحد، وكان ذلك أمام الإسماعيلى، فى مباراة أحرز فيها الأهلى ثمانية أهداف، كما أن لصالح سليم إنجازين شخصيين آخرين هما أكبر عدد من البطولات يحرزها نادى فى عهد رئيس واحد وهو 53 بطولة، وإحرازه هو وجيله من اللاعبين الدورى 9 مرات متتالية، وهو رقم لم يكسر حتى الآن.
مؤسس القيم والمبادئ:
وضع المايسترو حجر الأساس لميثاق الشرف الذى تسير عليه القلعة الحمراء حتى الآن، وبحنكته العالية فى الإدارة أقر وثيقة تغليب القيم والمبادئ وإعلاء شأن الكيان وأجبر من تبعوه على الحذو حذوه، حيث أقر شعار القلعة الحمراء، "الأهلى فوق الجميع"، وهو الشعار الذى لا يزال قائما حتى الآن وهو سبب النجاحات الكبيرة التى تحققت لقلعة الجزيرة على مدار تاريخه، حيث يتم تغليب مصلحة الكيان على أى مصالح خاصة وإعلاء قيمة الكيان، وهذا هو سر النجاح والذى ميزه عن كل الأندية الأخرى، ويحاولون سلك منهجه لنقل التجربة الناجحة إلى أنديتهم.
كبرياء المايسترو:
يحكى الكاتب الصحفى ياسر أيوب، والذى تربطه علاقة قوية بالراحل صالح سليم، "حضر الرئيس الأسبق حسنى مبارك، نهائى البطولة العربية للأندية التى استضافها الأهلى فى مارس عام 1995، وفوجئ صالح سليم بمسئولى رئاسة الجمهورية يختارون له مقعدًا فى نهاية الصف الأمامى، وبعيد جد عن مقعد رئيس الجمهورية آنذاك، واعترض المايسترو على ذلك ليس لرغبته فى الجلوس بجوار الرئيس، ولكن دفاعًا عن مكانة الأهلى واحترامه، فالأهلى هو صاحب الفرح والحفل والبطولة، وبالتالى لابد أن يجلس رئيس الأهلى وسط كل المدعويين وفى مقدمتهم أيضًا، فإن لم يكن ذلك ممكنًا، فلا الأهلى ولا رئيس الأهلى سيشاركان فى هذه المهزلة.. وهم صالح سليم إلى باب المقصورة للانصراف عائدًا إلى منزله، وسريعًا جاء رجال الرئيس يعتذرون لصالح سليم، طالبين منه البقاء، وأنهم سيغيرون كل الترتيبات ليجلس بجوار مبارك، حيث قال المايسترو عن تلك الواقعة فى وقت لاحق، "رئاسة الأهلى وحدها شرف يستحق أن يكتفى به صاحبه".