تلقى الدكتور شوقى علام ،مفتى الجمهورية ،سؤال من فتاه قالت فى سؤالها :"أنا فتاة عمري 18 عامًا، طالبة وغير متزوجة لدى مشكلة مع أهلي أنى محافظة على ديني أكثر من أهلي؛ وأهلي من المسلمين التقليديين (العاديين)، ويؤمنون بما أخبرهم به آباؤهم حتى إذا كان خطأ، ويشاهدون الأفلام والأغنيات وما إلى ذلك، ويستخدمون عبارات غير مهذبة كثيرًا، كما أنهم يجبرونني أن أفعل ذلك، كما يستخدمون عبارات كفرية وشركية ونفاق، وأنا أعيش معهم..من فضلكم أخبروني كيف يمكنني التفاعل معهم في الحياة اليومية من أجل الأمل في هدايتهم؟ لقد أخبرتهم عن الصواب لكنهم لم يسمعوا إلي حتى الآن، بل إنهم أهانوني بسبب ممارستي للدعوة؟".
وجاء جواب مفتى الجمهورية: "أيتها الأخت الكريمة.. كوني سهلة لينة مع أهلك، فالإسلام لا يحب من المسلم أن يكون منعزلا عمن حوله، وإياك أن تصفي نفسك بالتدين أكثر من أهلك، فإنك لا تدرين لعلهم أفضل عند الله تعالى من ملء الأرض من مثلك، حتى مع ممارستهم وفعلهم لما تظنينه معصية، فمجرد مشاهدة الأفلام ليس معصية، إنما المعصية أن ينظر الإنسان إلى ما يغضب الله فيها، ومجرد سماع الأغاني ليس معصية، بل الأغاني كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح، وكثير من العبارات التي قد تظنينها أنت شركية أو كفرية أو نفاقا لا علاقة لها بذلك من قريب ولا بعيد، فاحذري أن تتهمي أهلك بما لا يجوز شرعا، وإياك أن تظني أنك خير منهم؛ فالعبرة عند الله تعالى بالصدق واليقين والإخلاص حتى ولو قل العمل، واتقي الله تعالى في والديك، وكوني رحيمة بهما، فالمسلم يفيض بالرحمة على من حوله، ولا تظني نفسك أنك التي ستصلحين الكون، بل الصلاح بيد الله وحده، ولكن هذا لا يبرر لك الصدام أو الانزعاج منهم، وإذا كان الإسلام أمر بالإحسان إلى الوالدين ولو كانا كافرين فكيف بهما إذا كانا مسلمين، نرجو منك أيتها الأخت الكريمة التريث والتمهل ولا تلقي أذنك لكل من هب ودب، بل استمعي إلى العلماء المتخصصين في فهم الشرع حتى يكون طريقك سليمًا مستقيمًا. ونسأل الله لك التوفيق والهداية لما يحب ويرضى".