كالعادة العرب اتفقوا على ألا يتفقوا فى انتخابات الاتحاد الدولى لكرة القدم فيفا، فما حدث من الأردنى الأمير على بن الحسين والبحرينى الشيخ سلمان إبراهيم ما هو إلا تجسيد للوضع العربى فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وليس الرياضة فحسب، لأن ما حدث ما هو إلا إهدار لفرصة عظيمة للعرب الذين خانوا أنفسهم بأنفسهم وتفضيل المرشح الأوروبى السويسرى إنفانتيو الذى نجح بعد جولة الإعادة بعد أن حصل على الأصوات التى سبق أن حصل عليها الأمير على بن الحسين، وهذه الأصوات بالتأكيد راحت بإيعاذ من الأمير على الذى كانت لديه الرغبة فى الرد على الشيخ سلمان الذى أخطأ فى حق الأمير، سواء فى الانتخابات الماضية بمناصرة الاتحاد الآسيوى الذى يترأسه الشيخ سلمان للفاسد بلاتر أو بترشحه فى هذه الانتخابات رغم علمه بترشح الأمير على وهو الأحق بذلك.
الانشقاق الذى حدث بين العرب سيكون له أثر سلبى فيما بعد لأنه ليس من السهل عودة المياه إلى مجاريها، خاصة أن من العرب من أيد الأمير على، ومنهم من أيد الشيخ سلمان فتفرقت الأصوات واستفاد مرشح سويسرا خاصة أنه كان هناك لوبى أوروبى يقوده الفاسد الموقوف بلاتر حتى يضيع الفرصة على العرب وتستمر قيادة الفيفا لسويسرا مقر الاتحاد.
كانت انتخابات الفيفا فرصة عظيمة لاتحاد العرب على الأقل رياضيا وقيادة دولة الفيفا، ولكن هيهات العرب لم يخيبوا ظنون جمال الدين الأفغانى الذى قال منذ مئات السنين العرب اتفقوا على ألا يتفقوا، وبالفعل كان الخلاف شعارهم ليستفيد الآخرين وتضيع فرصة عظيمة للسيطرة على اللعبة الشعبية الأولى فى العالم .
فى انتخابات الأخيرة حسنا فعل اتحاد الكرة عندما منح صوت مصر فى الجولة الأولى للأمير على بن الحسين وفى الإعادة للشيخ سلمان لان كفته كانت الأرجح وكنا نمنى النفس بفوز مرشح عربى.