تتواصل الحكايات عن كأس العالم ولن تنتهى أبداً، وقبل كل بطولة لا يتوقف الحديث مطلقاً عن أجمل الذكريات والأحداث المثيرة التى شهدتها البطولة الأكثر جماهيرية حول العالم طوال تاريخها، والأمر نفسه سوف يحدث قبل انطلاق النسخة المقبلة فى روسيا من صيف العام الحالى 2018.
كان الحلم الذى يراود كل أفريقى هو أن يرى أى منتخب من القارة السمراء يصل إلى نصف نهائى كأس العالم.. البعض كان يطمع فى أكثر من ذلك وهو أن يرى منتخباً أفريقيا ينافس فى المباراة النهائية على لقب المونديال، وبالفعل كان هذا الحلم قريباً من التحقق على يد منتخبا غانا فى 2010، إلا أن كل شيء ذهب أدراج الرياح فى الثوانى الأخيرة.
صحيح أن منتخبى الكاميرون والسنغال وصلا إلى ربع نهائى المونديال فى 1990 و 2002، إلا أن الجميع كان يحلم بما هو أكثر من ذلك، لذلك كان الأمل كله فى منتخب غانا الذى قدم عروضاً مبهرة فى مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، وكان قريباً بالفعل من الوصول لنصف النهائى.
وفى مباراة نارية أمام أوروجواى بربع نهائى البطولة قدم المنتخب الغانى أداء رائعاً، وتقدم بهدف صاروخى سجله نجم الوسط سولى على مونتارى، إلا أن السيليستى تعادل بهدف سجله الأسطورة دييجو فورلان، ليلجأ الفريقان لشوطين إضافيين.
الشوط الإضافى الأول انتهى بنفس النتيجة، ولكن فى الشوط الإضافى الثانى وفى لحظاته الأخيرة تحديداً تخيل لويس سواريز أنه يرتدى قفازات حراسة المرمى، وأخرج بيده الكرة من على خط المرمى بعد تسديدة رأسية من دومينيك أدياه، ليحرم منتخب غانا من أغلى هدف فى مسيرته، لأنه كان سيصبح هدف التأهل لنصف نهائى المونديال.
سواريز تعرض للطرد، ولكنه ظل يراقب الوضع من خارج الملعب، ليعرف إذا كانت ركلة الجزاء التى احتسبها الحكم أوليجاريو بينكويرينكا ستُترجم إلى هدف غانى أم لا، ولكن المؤسف أن أسامواه جيان الهداف التاريخى لمنتخب غانا أهدر ركلة الجزاء بطريقة غريبة فى الدقيقة 120، وسددها فى العارضة، ليحرم بلاده من التأهل للمربع الذهبى، ويؤجل الأمر لركلات الترجيح، لتُظهر الكاميرات سواريز وهو يقفز خارج الملعب من الفرحة.
اتجهت المباراة لركلات الترجيح، والمثير أن جيان كان أول من يسدد ولكن الأكثر إثارة أنه سجل هدفاً، ولكن المؤسف أن غانا خسرت الركلات الترجيحية بنتيجة 2 / 4، ليودع النجوم السوداء مونديال جنوب أفريقيا أمام حسرة الملايين من أبناء القارة السمراء، وكل ذلك بسبب لمسة يد سواريز، وركلة جزاء جيان الضائعة.