باتت مسابقة الدوري السعودي محط أنظار عُشاق الساحرة المستديرة فى مختلف دول العالم العربى، ونجح فى سحب البساط من تحت أقدام الدورى المصرى الذى انحصرت فيه المنافسة بين القطبين الأهلى والزمالك، لأسباب عديدة من بينها بالطبع قوة المنافسة بين الأندية الطامحة لحصد اللقب.
ولعل ما يؤكد ذلك، هو دخول مباراة الكلاسيكو التى جمعت بين فريقي الاهلى المحترف ضمن صفوفه الدولى المصرى محمد عبد الشافى والهلال، بملعب "الجوهرة"، ضمن منافسات الجولة الـ 24 من عمر مسابقة الدورى السعودي، قائمة الأكثر تداولا على العالم عبر موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، فى ظل أهمية المباراة التى جمعت بين اثنين من أقوى أندية السعودية فى الوقت الحالي، والتي شهدت تتويج الاهلي بلقب الدورى.
ونسلط الضوء خلال السطور التالية أبرز الدروس المستفادة من الدوري السعودي والتى قد تكون نموذجًا يحتذى به لتطوير الكرة المصرية التى تعانى منذ فترة طويلة.
البنية التحتية المثالية
تتمتع المملكة العربية السعودية ببنية تحتية رياضية على أعلى مستوى، حيث الملاعب الرئيسية وملاعب التدريب، والاهتمام بصيانة المنشآت الرياضية، وتوفير أحدث وسائل التكنولوجيا بها، ولا تخلو مدينة على أرض الحرمين الشريفين من ملاعب كرة القدم، ففى الرياض نجد ملعب "الملك فهد" الدولى، وفى الدمام حيث المنطقة الشرقية نجد ملعب "الأمير محمد بن فهد"، وفى جدة حيث المنطقة الشرقية نجد ملعب "الجوهرة" الذى يتسع لـ 60 ألف مشجع وذلك على سبيل المثال وليس الحصر.
تطبيق القوانين واللوائح على الجميع
يعد تطبيع العدالة على الجميع فى المملكة من أبرز مقومات نجاح الدوري السعودى، فالأندية هناك سواسية، كذلك نجوم كرة القدم، فلا فرق بين لاعب بنادى الهلال وآخر بنادى العروبة، بين رئيس أول مسئول بنادى النصر وآخر بنادى الاتفاق، فالجميع يخضع للقوانين واللوائح التى تطبق على الجميع بشكل رادع، لتعميم الأنضباط وسيادة الروح الرياضية بين الجميع.
وكم من اللاعبين تعرضوا لعقوبات قاسية فى عز تألقهم مثل سعيد العويران، نجم الكرة السعودية المعتزل، صاحب الهدف الشهير فى مرمى بلجيكا، ببطولة كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة، كذلك خميس العويران الذى أصدر الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز، الرئيس العام لرعاية الشباب، قراراً فى التاسع من سبتمبر لعام 2000 يقضى بشطب اللاعب نهائياً من سجلات الكرة وهو فى السابعة والعشرين من العمر، بسبب تصرفات غير رياضية ارتكبها.
قوة المنافسة
تشهد مسابقة الدورى السعودية منافسة قوية وشرسة على حصد لقب الدورى كل موسم، ويصعب التكهن بهوية الفائز بالمسابقة إلا فى الجولات الأخيرة من عمر البطولة، وتشهد بطولة الدورى دخول خمسة أندية فى صراع المنافسة مبكراً وهم الهلال والنصر والأهلى والاتحاد والشباب، بالإضافة إلى الأندية الأخرى التى تسعى جاهدة لكسر احتكار الخماسى للمنافسة على اللقب مثل نادى الفتح الذى فجر مفاجأة من العيار الثقيل بحصوله على لقب الدورى منذ سنوات قليلة.
شعبية الأندية
تتمتع معظم الأندية السعودية بشعبية واسعة بين عُشاق الساحرة المستديرة هناك، لذلك نجد معظم مدرجات الملاعب المستضيفة لمباريات الدورى ممتلئة بالجماهير، ففى الرياض نجد الهلال والنصر والشباب، وجدة نجد الأهلى والاتحاد، وفى الدمام نجد الاتفاق، وفى الأحساء هناك الفتح، والجوف وغيرهم، فمعظم الأندية هناك شعبية فى ظل غياب تام لأندية الشركات.
ولعل تواجد الجماهير فى الملاعب بكثافة، يضفى نوعاً من الإثارة والمتعة على مباريات الدورى، مما يؤثر بالإيجاب على قوة وإثارة المباريات.