لم تغير محاولة الانقلاب فى تركيا الحياة السياسية للبلاد فحسب، بل كانت لها تداعيات أيضا على مستوى كرة القدم، إذ قرر لاعبون أجانب مغادرة الدورى، فيما فضل آخرون ترقب الوضع إلى حين.
وما زال الانقلاب العسكرى الذى هز تركيا قبل أسبوع تعصف ارتداداته بالبلاد، وغير من نظرة بعض اللاعبين حول وجودهم فى تركيا، بل ودفع بعضهم إلى الرحيل.
وأول من أفصح وبوضوح عن قرار كهذا أمام وسائل الإعلام المحلية والأوروبية المهاجم الألمانى الدولى ماريو جوميز، لاعب نادى فيورنتينا، الذى قضى الموسم الماضى مع بشكتاش على سبيل الإعارة، موضحًا الأربعاء الماضى بأنه سيغادر تركيا لأسباب سياسية.
وألمح الأرجنتينى خوسيه سوسا، لاعب بشكتاش أيضًا، بأنه لن يعود إلى تركيا، حيث قال: "زوجتى أصبحت تشعر بالخوف من العيش فى إسطنبول، أنا أيضا أخشى على ابنتى، أولويتى هى عائلتى".
ومن غير المعلوم ما إذا كان هناك مرشحون آخرون للحاق بجوميز وسوسا، بيد أن تصريحات كثيرة بدأت تكشف عن مستوى القلق الذى بدأ يسيطر على اللاعبين الأجانب فى تركيا، وهو ما لم يصدر عنهم عقب الهجمات الإرهابية على مطار أتاتورك منتصف يونيو الماضى.
وتحدث الألمانى يورجن روبر، مدير الكرة بفريق الدورى الأول "عثمان سبور" بأنقرة، عن مشاهد "مأساوية" ليلة الانقلاب الفاشل.
وقال فى الحوار الذى أدلى به روبر لصحيفة "كيكر" الألمانية الرياضية: "لا أحد كان على علم بما يجرى". لكن ردا على سؤال عمّا إذا كان يستعد إلى مغادرة تركيا، أجاب: "الحقيقة لا، أنا أزاول عملاً ممتعًا جدًا، عقدى مستمر لسنة أخرى وسنرى ما الذى سيحدث بعد ذلك".
الأنظار متجهة نحو بودولسكى
وتتجه الأنظار حاليًا فى ألمانيا وبفضول إلى الدولى لوكاس بودولسكى، لاعب جلطة سراى، الذى سبق أن أفصح عن رغبته فى مغادرة تركيا عقب سلسلة الهجمات الإرهابية التى تعرضت لها البلاد. لكن بعد الانقلاب، لم يدل بودولسكى بتصريح واضح فى هذا الاتجاه، خاصة وأن عقده مع الفريق ممتد حتى 2019، وهو بحاجة إلى موافقة النادى على ذهابه وإلا سيواجه تعقيدات قانونية عديدة فى حال واجه الرفض.
ووفق القوانين المتبعة من قبل الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، فهناك عقوبة مالية وعقوبة الإيقاف تهددان اللاعب فى حال فسخ عقده بشكل انفرادى دون موافقة النادى، وفق القوانين المتبعة من قبل فيفا، غير أن بعض المراقبين لا يستبعدون فى الحالة التركية أن يتم أخذ العوامل السياسية بعين الاعتبار.
وهناك لاعب ألمانى آخر لم يحدد وجهته بعد، ويتعلق الأمر بلاعب المنتخب الألمانى السابق ماكس كروزه، إذ أعلن قبل أسبوع أن انتقاله من فولفسبورج إلى جلطة سراى بات مستحيلا بعد الانقلاب.