"حفل مدريد" .. هكذا وصفت صحيفة "ماركا" الإسبانية الرياضية في عنوانها الحفل السنوي لجوائز الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والذي أقيم مساء أمس الاثنين في مدينة زيوريخ الإسبانية.
ولم تجد الصحيفة، التي تصدر في العاصمة الإسبانية مدريد، أفضل من هذا العنوان لوصف الهيمنة الواضحة لنادي ريال مدريد على الحفل والجوائز.
وبعد سنوات طويلة كان التفوق فيها لبرشلونة ولاعبيه على المنافس التقليدي ريال، حان الوقت للريال من أجل رد الاعتبار وانتزاع هذه الهيمنة حيث استعاد البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم الريال جائزة أفضل لاعب في العالم باستفتاء الفيفا لعام 2016 .
وجاء غياب لاعبي برشلونة عن حفل الأمس ليشير ضمنيا إلى هيمنة الريال حاليا، حيث يتصدر الريال الدوري الأسباني لكرة القدم في الموسم الحالي كما فاز في الموسم الماضي بلقب دوري أبطال أوروبا بمساعدة رونالدو 31 عاما الذي لا يزال قادرا على التألق واعتلاء عرش أفضل اللاعبين في العالم.
وأوضحت صحيفة "إل بايس" الأسبانية ، التي أعطى مراسلها صوته للثلاثي ليونيل ميسي وأنطوان جريزمان وأندريس إنييستا في التصويت على جائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2016: "زيوريخ كانت بيضاء" في إشارة إلى لون قميص الريال وكذلك الجليد الذي غطى المدينة السويسرية.
وجاء فوز رونالدو بالجائزة أمس وفوزه في أواخر عام 2016 بجائزة الكرة الذهبية المقدمة من مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية الرياضية إلى أفضل لاعب في العالم لعام 2016 ليكون رمزا على تفوق الريال حاليا على برشلونة.
وكما أظهرت صورة على الصفحة الأولى لصحيفة "ماركا" ، فرض الريال هيمنته على الحفل أمس حيث تواجد فلورنتينو بيريز رئيس النادي الملكي كما فاز رونالدو بالجائزة الأبرز في هذا الحفل إضافة لاختياره مع أربعة من زملائه هم البرازيلي مارسيلو والأسباني سيرخيو راموس والكرواتي لوكا مودريتش والألماني توني كروس ضمن التشكيلة المثالية لعام 2016.
وضمت هذه التشكيلة أيضا أربعة لاعبين من برشلونة هم الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروجوياني لويس سواريز والأسبانيين جيرارد بيكيه وأندريس إنييستا علما بأن رباعي برشلونة لم يحضر الحفل حيث ظل اللاعبون في برشلونة من أجل الاستعداد لمباراة الفريق المرتقبة غدا الأربعاء في كأس ملك أسبانيا.
وعلق رونالدو، عندما رفع جائزته، على غياب رباعي برشلونة مؤكدا أنه كان يتمنى تواجدهم معه في الحفل ولكنه يتفهم السبب وراء غيابهم.
ولكن لم يتضح مقصد رونالدو بهذا السبب وهل كان يريد التهكم على لاعبي برشلونة أم أنه بالفعل يتفهم أولويات الفريق.
وحتى إذا كان يقصد التفسير الثاني، فهو أيضا يشير بهذا إلى خسارة برشلونة 1/2 أمام أتلتيك بلباو في مباراة الذهاب وحاجة الفريق الماسة لبذل جهد كبير من أجل الفوز على بلباو غدا إذا أراد العبور لدور الثمانية في كأس ملك أسبانيا، وبالتالي ، كانت الأولوية أمام برشلونة للاستعداد قبل مباراة الغد أكثر من حضور حفل لن يحصد فيه لاعبوه أي جائزة كبيرة.
وفي المقابل، حسم الريال مواجهته مع أشبيلية بشكل كبير في مباراة الذهاب حيث فاز 3-0
وذكرت صحيفة "سبورت" الأسبانية الرياضة، التي تصدر في برشلونة: "رونالدو لم ينس برشلونة لحظة تسلمه الجائزة".
وقال رونالدو: "البعض شن حملات ضدي، بعضهم من داخل مجال كرة القدم والآخرين من خارجه".
وأشار رونالدو بهذا إلى التحقيقات بشأن المستحقات الضريبية عليه وبعض الانتقادات الإعلامية التي شنت عليه خلال تراجع مستواه في الملعب، وقال رونالدو: "لم أشك أبدا في فوزي بهذه الجائزة".
ومن كان يعتقد أن رونالدو سيقدم أفضل مسيرة له وهو في الحادية والثلاثين من عمره ؟ وقد يبدو هذا كافيا للتأكيد على أن خورخي مينديز وكيل اللاعب كان على صواب عندما قال في 2015 إن رونالدو هو "العميل رقم 1" لديه كما، أوضح: "بقدر ما يبدو هذا مستحيلا، سيواصل رونالدو اللعب على أعلى المستويات حتى يبلغ الأربعين من عمره".
ويبدو بوضوح أن الريال لديه نفس الثقة في قدرات رونالدو على الاستمرار في الملاعب حيث جدد النادي عقده مع اللاعب حتى 2021 حيث سيكون رونالدو في الخامسة والثلاثين عندما ينتهي ذلك العقد.
وخلال مراسم الإعلان عن التوقيع على العقد الجديد، قال رونالدو إنه سيكون العقد "قبل الأخير" وقال إنه أراد اللعب حتى يحتفل بعيد ميلاده الأربعين.
ولدى سؤاله في ذلك اليوم عما إذا كان يريد تجاوز إنجاز المجري فيرنك بوشكاش أسطورة ريال مدريد والذي لعب حتى بلغ التاسعة والثلاثين من عمره، قال رونالدو: "41، أعتقد أن أمامي عشر سنوات في الملاعب".
ومع فوزه أمس بالجائزة الرابعة لأفضل لاعب في العالم باستفتاء الفيفا، يبدو من السهل التعرف على ثقة رونالدو في كل تصريح له".