لا شك أن السوشيال ميديا بفروعها المختلفة ساهمت بشكل كبير فى التواصل بين العالم أجمع، حيث سهلت عملية التواصل الاجتماعى بالمجان، وجعلت العالم بأكمله من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه فى دائرة واحدة، ففى لحظة ما يمكنك أن تتواصل مع هذا أو ذاك دون تكاليف مبالغ فيها.
لكن من مساوئ هذا الاختراع أو التقدم التكنولوجى العظيم الذى نعيشه الآن هو استخدام بعض الراغبات فى الشهرة أو الممثلات المبتدئات لهذه الوسائل الاجتماعية فى تكوين قاعدة جماهيرية وهمية من المراهقين، تلعبن عليهم بنشر صور عارية باستمرار، لإحداث ضجة ما، ومن ثم يبدأ هؤلاء المراهقين فى تداول صورهن والحديث عنهن حتى تنالن غرضهن فى معرفة الجمهور بهن، ثم تتخيلن هن الساقطات أنهن أصبحن نجمات من الممكن أن تقارنهن بميرفت أمين ونجلاء فتحى ويسرا وغيرهن من النجمات صاحبة التاريخ الطويل الهام، باعتبار أن هؤلاء الساقطات يعملن أيضا فى التمثيل، وفى النهاية سيحصلن على لقب فنانة، بحسب الوهم الذى يعيشونه.
خلال الأعوام الأخيرة الماضية وبالتحديد العامين الماضيين ظهرت مجموعة من الفتيات الراغبات فى الشهرة الوهمية والسريعة بعضهن تواجد بأدوار صغيرة للغاية فى بعض الأعمال الفنية وأخريات قدمن عملين أو ثلاثة، كل منهن لها حساب أو اثنين على السوشيال ميديا سواء على الفيسبوك أو انستجرام، مع تأسيس أيضا صفحات أخرى تحمل أسمائهن مع إضافة كلمة "lovers" أو بمعنى أدق مايسمى "فانز"، ليتهافت على هذه الصفحات الشباب المراهقين وأحيانا العاطل، وبعضهم الغير قادر على تكاليف الزواج، حيث يرى بعض هؤلاء الشباب صور هن الممثلات المغمورات وسيلة للاستمتاع البصرى لإشباع غرائزه وآخرون يعتبرونها "تصبيرة"، لأنه ليس فى يده سوى أن يرى الحياة من "بره".
ولذلك تستغل ممثلات الدور الواحد أو الراغبات فى الشهرة هذه الفئة الشبابية لتفرض أهدافها عليها وبالفعل تنجح فى ذلك، بأن تكون محور اهتمام مجموعة كبيرة من رواد السوشيال ميديا، خاصة مع قيامهن بنشر صور شبه عارية وأخرى من على "البيسين"، وأخرى وهى فى أوضاع مثيرة، متخيلة بذلك أنها أصبحت "كيم كاردشيان" أو "أنجلينا جولى" أو "كيلى بروك" أو حتى نادية الجندى فى فترة الثمانينات عندما كانت نجمة شباك، أو تتربح هذه الفئة من الساقطات ماديا من إدارات السوشيال ميديا "فيس بوك أو انستجرام"، عندما يكثر زوارهن عبر صفحاتهن.
ما يزعجنى فى الأمر أن هذه الفئة من الفتيات عندما تنزل الشارع تصطدم بالواقع وبـ"الحقيقة المُرة"، حيث تكتشف جهل الناس بها، وأنه لا يعرفها أحد سوى أمها وابن خالتها، وصاحب كشك السجائر الذى تشترى منه مزاجها، لأن هذه الفئة من الفتيات أو بمعنى أدق الساقطات، غير مُدركات أن التمثيل فن له معايير أهمها الجهد والعمل والإحترام مع توافر الموهبة وليس نشر صور عارية باستمرار لإثارة غرائز الشباب، وكثيرون لايعرفون أن انتشار مثل هذه الفتيات مُدعيات النجومية على السوشيال ميديا يمكنهن من إقامة علاقات مشبوهة مع أثرياء الخارج، تحت مسمى العلاقات والشهرة والنجومية، فلا تمكنوا هن الساقطات من تحقيق أحلامهن غير المشروعة بدعمكم لهن على صفحات التواصل الاجتماعى، ولا تجعلوهن يسرقون أوقاتكم، وفى النهاية لا يسعنى سوى أن أقول لهن "ارحمونا يرحمكم الله".