في مثل هذا اليوم الموافق 2 مارس من عام 1978 رحلت ملكة الكوميديا وورقتها الرابحة الفنانة الكبيرة زينات صدقى بعد حياة حافلة بالفن والعطاء والضحك والأحزان.
تركت زينات صدقى ميراثا فنيا ضخما أمتع الملايين من كل الأجيال ومكانة فنية لا يملؤها غيرها، ورغم رحيلها منذ سنوات تظل إيفيهاتها وعباراتها تتردد بيننا وتمتعنا بما قدمته من اعمال فنية:" كتاكيتو بنى، إنسان الغاب طويل الناب، يا سارق قلوب العذارى، يا مُهدَى إلى الحديقة يا وارد أفريقا، عوض عليا عوض الصابرين يارب»..هكذا لازالت عباراتها ترن في الأذان وتتردد على الألسنة وتضحك الملايين.
وانتشرت العديد من الشائعات حول ملكة الكوميديا التي اشتهرت بأدوار العانس في السينما ، وربما لهذا السبب اعتقد البعض أنها لم تتزوج .
وفى حوار مع حفيدتها عزة مصطفى وهى إبنة إبنة شقيقتها التي تبنتها وعاشت معها طوال حياتها كشفت لـ "انفراد" العديد من الحقائق حول حياة جدتها وفندت العديد من الشائعات المتداولة عن ملكة الكوميديا.
وكشفت الحفيدة أن الفنانة الكبيرة زينات صدقى ولدت فى 4 مايو عام 1913 بالإسكندرية واسمها الحقيقى زينب محمد سعد لأب يعمل تاجرا وأسرة من أصول مغربية، وتزوج والدها من والدتها التى كانت أرملة ومعها ابنتان هما دولت وسنية، وبعد زواجه منها أنجبت زينب وفاطمة.
وأوضحت الحفيدة :"حصلت جدتى على الشهاة الابتدائية ولم تكن أمية كما أشاع البعض، وتوفى والدها وعمرها 13 عاما ، ففرض عليها عمها الزواج من ابنه الطبيب الذى كان يكبرها بـ17 عاما، وعاملها الزوج بقسوة واعتاد أن يضربها فأصرت على الطلاق منه"
وبعد أن شقت زينات صدقى طريقها الفني وأصبحت نجمة في فرقة نجيب الريحانى تعرفت على حب عمرها وهو أحد الضباط الأحرار هو ما كشفته الحفيدة قائلة:" «فى الصفوف الأولى اعتاد أن يجلس ليراها وأن يرسل لها يوميا وردا، وكان ضابطا ووالده عمدة بالصعيد، وتحدث مع الريحانى عن إعجابه بزينات صدقى، ولكن الريحانى قال له "زينات زى القطر ومش بتاعة طرق ملتوية"
وتابعت عزة مصطفى قائلة: تحدث معها هذا الضابط وقال لها ياريت تعزمينى على فنجان قهوة فى البيت، فعنفته مؤكدة أنها لا تستقبل رجالا فى بيتها، فقال لها أقصد اعزمينى فى اليوم اللى بتعزمى فيه الفرقة»، وبالفعل ذهب مع أفراد الفرقة فى اليوم الذى اعتادت أن تدعوهم فيه لتناول الطعام، وبعدها طلبها للزواج.
رفضت الحفيدة الإفصاح عن اسم اللواء الذى تزوجته جدتها، مؤكدة أنه أصبح مسؤولا مهما وكون أسرة وله أبناء وأنه تزوج جدتها زواجا رسميا ومعلنا: «المسرح والفرقة كلها كانوا عارفين وعملت حفلة فى بيتها حضرها أقاربها وأخواتها وعزمت عمها وقالتله هات ولادك وحضر وقال لها رفعتى راسنا يازينات».
وتابعت: «أخوات زوجها ووالدته عرفوا بزواجه بعد 9 سنوات بعدما عرضت عليه والدته الزواج، لكن والده لم يكن يعلم».
وكشفت حفيدة زينات صدقى أن جدتها حملت من زوجها اللواء ولكنها أجهضت نفسها وقالت لزوجها «مش هيكون لى ابن منك إلا بعد علم والدك».
ظلت زينات صدقى متزوجة من الضابط لمدة 14 عاما- بحسب كلام حفيدتها- مضيفة: «كان حب عمرها وكان يعشقها ووالدتى كانت تناديه «بابا»، ولكن فى أحد الأيام طلب من جدتى أن تترك الفن وترسل والدتها إلى شقيقتها فاطمة أو إلى دار مسنين وقال لها إنه سيتحمل نفقاتها، على أن تظل والدتى نادرة معهما».
تشير الحفيدة إلى رد فعل زينات صدقى على ما قاله زوجها قائلة: «قالت له ماسمعتش سمعنى تانى»، ثم ضربته بالتليفون على رأسه، فقال لها «انتى طالق».
تؤكد عزة مصطفى أن زينات صدقى حزنت حزنا شديدا بعد الطلاق لأنها كانت تحب زوجها، ولكنها أصرت على عدم العودة إليه رغم محاولاته.
وكشفت الحفيدة أن جمال عبالناصر حاول التدخل للصلح بين زينات صدقى وزوجها: «اتصل بها عبدالناصر وقال لها مستعد أصالحكم، فقالت له: ده أنانى، قاللى سيبى شغلك، وإرمى أمك، فقال لها الرئيس عبدالناصر: خلاص اعتبرى إنى لم أحدثك فى هذا الموضوع»