تمر اليوم ذكرى ميلاد المناضل عُمر المُختار الملقب بأسد الصحراء، الذى ناضب ضد الاحتلال الإيطالى لأكثر من عشرين عامًا، انتهت بإعدامه شنقًا، وكان الهدف من إعدام عمر المُختار إضعاف الروح المعنويَّة للمقاومين الليبيين والقضاء على الحركات المناهضة للحُكم الإيطالى، لكن النتيجة جاءت عكسيَّة، فقد ارتفعت حدَّة الثورات، وانتهى الأمر بأن طُردت القوات الإيطالية من البلاد.
ويعد فيلم "عمر المختار أسد الصحراء" واحدا من الأفلام الشهيرة، ويحكى سيرة المناضل الليبى الكبير عمر المختار، إخراج مصطفى العقاد وبطولة النجم الكبير "أنتونى كوين"، وقد حقق الفيلم نجاحا كبيرا وتحول إلى أيقونة، وجعل "أنتونى كوين" واحدا من أشهر الفنانين العالمين فى العالم العربى.
يقول ابنه الشيخ محمد عمر المختار آخر من بقى من صلب شيخ المجاهدين حول رأيه في الفيلم ومآخذه عليه في حوار صحفى لجريدة الخليج الإماراتية إنه شاهد الفيلم كثيراً، ونجح أنطونى كوين فى سبر أغوار الشخصية (الإلمام بتفاصيلها النفسية) إلا أن أبى كان بلحية أصغر قليلاً، وطوال تواجد كوين والعقاد مخرج الفيلم بليبيا لم ألتقِ بهما، وأكد ابن المقاتل عمر المختار أن الفيلم تجاهل بعض القيادات والأدوار إلا أن كل شىء معروف ومحفوظ فى ذاكرة الشعوب فهى لا تنسى ولا ترحم أحياناً ظالميها - بحسب تصريحاته -
وأضاف الشيخ محمد عمر المختار أن ما ورد فى فيلم عمر المختار من أن ولداً التقط نظارته فهذه دلالة لاستمرارية الجهاد، حتى ادعى البعض أن القذافى هو الصبى الذى أخذها، أما نظارته فهى الآن فى زاوية من متحف السرايا الحمراء بطرابلس ومعها سلاحه ومحفظته التى لم تكن تحوى سوى أدوات بسيطة كإبرة ليخيط ثوبه، أشياء متواضعة لشيخ عظيم، تسلمناها من إيطاليا بعد مماطلات عديدة، وما زلنا نطالب حتى الآن بما تبقى من أغراضه كثوبه والجرد (الزى الشعبى الليبى)الذى كان متدثراً به (ملتحفا به) .
وكشف ابن المختار أن أبيه أمر أمه ونيسة الجيلاني بالهجرة إلى مصر فى أواخر عام 1927 ليتفرغ هو للقتال والحرب، يقول: قضيت فى مصر 18 عاماً نزلنا بمنطقة الحمام وتنقلنا ما بين سيدى برانى ومطروح والإسكندرية وغيرها من المناطق المجاورة، وتلقيت تعليمى فى مدرسة الشاطبى بالإسكندرية وفيها علمت بإعدام أبى.