اعتاد الجمهور أن يرى الفنانة الكبيرة زينات صدقى فى الأدوار الكوميدية التى اشتهرت بها وجعلتها ملكة على عرش الكوميديا لا ينافسها أحد ، وكانت أشهر من قامت بأدوار العانس، ولكن هل تعلم عزيزى القارئ أن زينات صدقى قامت بدور غادة الكاميليا الرومانسى فى إحدى المسرحيات وكانت تمثل باللغة العربية الفصحى؟.
ولكن لم يخل الأمر من الكوميديا التى تشع من روح الفنانة الكبيرة وحدث لها بعض المواقف الكوميدية أثناء أداء هذا الدور الرومانسى وهو ما تحدثت عنه فى أحد حواراتها النادرة.
وقالت زينات صدقى أنها كانت تمثل دور غادة الكاميليا على مسرح رمسيس، وكان أحد المشاهد يتطلب أن تقدم لحبيبها "أرمان ديفال" زهرة بيضاء من زهور الكاميليا، ولكن قبل رفع الستار فوجئت بأن الشخص المكلف بإحضار هذه الزهور لم يحضرها، ووقعت فى مأزق أرادت أن تتصرف فيه بسرعة قبل رفع الستار حتى لا تحدث مشكلة مع مدير المسرح.
وأشارت ملكة الكوميديا إلى أنها أخذت تصيح بين العمال وزملائها :" حد يتصرف..مفيش أى زهرة تنفع تقضى الغرض ونخلص المشهد" فلم يجد أحد حلاً، ولم يتحرك أحد سوى الطباخ الذى يقوم بإعداد الوجبات فى المسرح.
وأوضحت زينات صدقى أن هذا الطباخ أسرع إلى المطبخ وجاء ومعه الغلاف الخارجى لرأس ثوم واقترح عليها ان تستخدمها كبديل لزهرة الكاميليا البيضاء، ولم تجد الفنانة الكبيرة حلاً سوى الاستعانة بهذه القشرة الخارجية للثوم حتى تؤدى المشهد.
وظلت تفكر أثناء أداء المشهد هل سيقتنع الجمهور بأن غلاف رأس الثوم هو زهرة كاميليا أم سيلاحظون الفرق ويفسد المشهد ، وفى هذه اللحظة ألهمها الله أن تضيف بعض التعديلات للحوار حتى تبررر اختلاف شكل الزهرة المزيفة، فقالت لحبيبها أرمان فى المشهد :" خذ هذه الزهرة ياأرمان، إنها شاحبة ، جامدة، باردة ، لكنها نقية طاهرة"
ولم يلحظ أحد من الجمهور هذا التغير فى الحوار ولا فى الزهرة المزيفة، ولم يتعجب سوى الممثل الذى يقوم بدور أرمان من إضافات زينات صدقى للحوار، حيث لم يكن يعلم أن الزهرة التى ستهديها له غادة الكاميليا هى غلاف رأس ثوم ، ومر الموقف والمشهد بسلام بفضل الطباخ ورأس الثوم وذكاء زينات صدقى.