جمال عبدالناصر يكتب: "قنديل البحر" كيف اغتال مجتمع امرأة رغبت فى التمرد

قليلة جدا الأفلام التى تعبر عن قضايا المرأة بدون مباشرة وشاهدت مؤخرا فيلما جزائريا يحمل عنوان "قنديل البحر" للمخرج الجزائرى داميان أونورى عن العنف والكبت الذى تعانى منه المرأة الجزائرية والعربية بشكل عام وبالمناسبة تزامن عرض الفيلم ومشاهدته بالنسبة لى فى مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية بشهر مارس وهو "شهر المرأة" ويحمل الكثير من الأحداث الخاصة بالمرأة كاليوم العالمى للمرأة وعيد الأم ويوم المرأة المصرية وعام المرأة. الفيلم يتعرض لمأساة "نفيسة" تلك السيدة التى تقرر أن تسبح فى البحر وتحصل على حريتها كإنسانة فى ممارسة السباحة ولكنها تتعرض لهجوم عنيف من مجموعة من الشبان أثناء سباحتها بعيدا عن الشاطئ والأعين نتيجة مغامرتها وحدها ويتم اغتيالها وقتلها فى البحر لتتحول بعد لحظاتٍ إلى قنديل بحر ينتقمُ من المعتدين عليها وممن يقصد الشاطئ، الأمر الذى أثار حالة من السخط فى أوساط مجتمعها فمحاكاة الواقع من قبل المخرج أخذ شكلا فانتازيا ليصل بفكرته إلى الجميع وبإحداث دهشة فى الصورة بتصويره حياة نفيسة داخل الأعماق وحياتها فى البحر وعالج الفيلم بأسلوب جرىء وواقعية لم تعهدها السينما الجزائرية من قبل موضوع العنف فى المجتمعات العربية. أهم ما فى الفيلم من وجهة نظرى هو اعتماده وبشكل كبير على لغة الجسد وخاصة التصوير تحت الماء واستطاعت الممثلة عديلة بن ديمراد أن تعبر عن معاناة المرأة بكل أدواتها كممثلة بتعبيرات عينيها وحركات جسدها أثناء السباحة قبل اغتيالها وبعد تحولها لقنديل البحر وتغير ملامح وجهها. فكرة الفيلم ربما كانت تحتاج إلى وقت أطول لتناولها على الشاشة كما أشرت للمخرج فى حديثى معه مؤكدا له أن الفيلم يكشف حالة الكبت التى تعانى منها المرأة الجزائرية بصفة خاصة والمرأة العربية بصفة عامة ولو أطال الفيلم لفترة لخرج الفيلم من تصنيفه كفيلم قصير ليكون فيلما طويلا وهو مناسب لذلك وربما كان المشاهد ينتظر أحداثا أخرى بالفيلم ولكنه لم يجدها. فيلم "قنديل البحر" حصل على جائزة بمهرجان الأقصر للسينما الافريقية ومنحته لجنة تحكيم الأفلام القصيرة جائزة أفضل إسهام فنى وهو بالفعل يستحق أكثر من جائزة ولو كنت ضمن أعضاء لجنة التحكيم لمنحت الممثلة عديلة بن ديمراد جائزة هى الأخرى فهى ممثلة موهوبة وتمتلك الكثير من المواهب وتمتلك كل أدوات الممثل. الفيلم الجزائرى "قنديل البحر" إنتاج عام (2016) ومدته 40 دقيقة وسيناريو عديلة بن ديمراد، داميان أونورى وتصوير محمد طيب لاجون ومونتاج ماثيو لاكلو وتمثيل عديلة بن ديمراد ونبيل عسلى وهو من إخراج داميان أونورى وهو مخرج من أصول جزائرية ولد عام 1982 فى كليرمون فيران ودرس نظرية الفيلم فى جامعة السوربون الجديدة تم عرض مشروع تخرجه عن المخرج الصينى "جيا تشانغ كى" فى العديد من المهرجانات السينمائية الدولية عرض فيلمه الوثائقى الطويل الأول "فدائى" (2012) فى مهرجان تورونتو.










الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;