أكدت صحيفة "الخليج" الإماراتية، اليوم الأحد، أن العمل الإرهابى الذى استهدف جنوب فرنسا يوم أمس الأول، وأعلن تنظيم "داعش" الإرهابى، مسئوليته عنه بعدما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المواطنين والإرهابى، هو فى الواقع رسالة جديدة إلى العالم بأن الإرهاب وإن انهزم فى الميدان ودمر هيكله التنظيمى فإنه لا يزال قادرا على الهجوم وإلحاق الأذى والتخريب، وأن الاسترخاء خطأ فادح وتقدير فى غير محله ويجب أن يظل العالم فى حالة يقظة وتأهب فى مواجهة الإرهاب.
وقالت الصحيفة - فى افتتاحيتها - تحت عنوان "الإرهاب يتحرك"، أن تنظيم "داعش" تلقى ضربة قاصمة فى الحرب الأخيرة عليه فى العراق وسوريا وفقد معقله و"خلافته" وتشتت مقاتلوه أو نقلوا إلى مواقع جديدة، لكنه لم يفقد القدرة على الحركة وإعادة تنظيم فلوله وتغيير تكتيكاته وما يقوم به فى العراق وسوريا من هجمات ضد مواقع وقوات فى البلدين وعمليات اختطاف وإعدام منتقاة، يشير إلى أنه انتقل إلى مرحلة أخرى من الإرهاب هى حرب العصابات كما أنه يقوم بإنعاش خلاياه النائمة وإعادة تحريكها فى أوقات وأماكن يحددها هو وبما يحقق أهدافه فى نشر حالة من الصدمة والبلبلة.
وأشارت إلى أن ما جرى فى جنوب فرنسا يجسد هذه الحالة التى قد تتكرر فى فرنسا أو فى غيرها من الدول طالما أن هناك قدرة لخلايا "داعش" على الحركة والتواصل ولم يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد نتيجة خطأ فى حسابات بعض الدول التى تضع فى استراتيجيتها إمكانية استخدام جماعات إرهابية من بينها "داعش" فى حروب الوكالة التى تخوضها فى أكثر من مكان هنا فى المنطقة العربية أو فى إفريقيا وآسيا وأوروبا أو نتيجة اعتقاد خطأ بأن الإرهاب توارى واختفى ولا ضرورة لاستمرار اليقظة والتأهب.
وأكدت أن لحادث إنذار لفرنسا ولدول أخرى بأن ما تقوم به من جهد فى محاربة الإرهاب ليس فى المستوى المطلوب وأن الإرهابيين لديهم القدرة على اختراق فجوات أمنية للقيام بعمليات غير محسوبة، مطالبة فى ختام افتتاحيتها بالمزيد من اليقظة والتنسيق والجدية فالإرهاب النائم يمكن أن يستيقظ فى أية لحظة، وقد يكون فى حالة بيات شتوى فقط.