أكد وزير النفط ووزير الكهرباء والمياه الكويتى المهندس بخيت الرشيدى، أن التكامل والتعاون بين الدول العربية فى مجال الأمن المائى، أصبح ضرورة ملحة فى الوقت الحالى، من أجل التصدى لشبح الجفاف، خاصة فى ظل معاناة 14 دولة عربية من شح المياه، وهو ما يهدد المنظومة الغذائية للمواطن العربى.
وأضاف الرشيدى – فى حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالكويت، على هامش فعاليات المؤتمر العربى الثالث المياه، المنعقد حاليا بالكويت - أن استضافة الكويت للمؤتمر العربى الثالث للمياه، بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، وعدد من وزراء المياه والرى بالدول العربية، بالإضافة إلى عدد من المنظمات الاقليمية والدولية، يؤكد دورها الريادى، ودعمها للعمل العربى المشترك فى شتى المجالات، خاصة المجالات التى ترتبط بمستقبل حياة المواطن العربى، ولاسيما مشكلة المياه.
وأوضح أن الإحصاءات الدولية الأخيرة، تشير إلى وجود 19 دولة تحت خط الفقر المائى على مستوى العالم، بينها 14 دولة عربية تعانى من شح مائى شديد، وهو ما يتطلب ضرورة التنسيق والتعاون بين الدول العربية، من أجل التغلب على ذلك التحدى وتأمين الحياة الآمنة للأجيال القادمة.
وطالب الرشيدى الدول العربية بتبنى نهج تكاملي، وصياغة استراتيجية جماعية فيما بينها، للتعامل مع كل ما يهدد أمنها المائى بروح الفريق، وضمان التصدى لأى طرف من الأطراف غير العربية والحفاظ على الحقوق المائية للدول العربية.
وفيما يتعلق بحجم التعاون بين الكويت ومصر فى مجالات النفط والكهرباء والمياه، أكد الرشيدى حجم التعاون الكبير بين مصر والكويت ليس فقط فى مجالات النفط والكهرباء والمياه، وإنما بمختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، انعكاسا للعلاقات المتميزة والتاريخية بين البلدين الشقيقين، سواء على المستوى الرسمى أو المستوى الشعبى.
وحول المصادر المائية التى تعتمد عليها الكويت بشكل أساسى، قال الرشيدى أن جميع الدول الخليجية تصنف من الدول الفقيرة مائيا، مشيرا إلى أن الكويت تعتمد على تحلية مياه البحر، وهو ما يتطلب إدارة فاعلة ورشيدة للمياه، سواء المنزلية أو الصناعية، لافتا فى الوقت نفسه إلى أن الوضع المائى الكويتى فى أفضل حال حاليا؛ حيث تنتج الكويت 628 مليون جالون إمبراطورى يوميا، فى حين أن ذروة الاستهلاك اليومى فى فصل الصيف لا تتعدى 480 مليون جالون.
وأضاف أن وزارة الكهرباء والمياه الكويتية تعمل حاليا على تطوير مشروعاتها المائية، لتواكب النمو السكاني، وتطور المشروعات العمرانية والخدمية الجديدة، بما يتوافق وتوقعات ارتفاع الطلب على المياه بحلول عام 2030، ليصل إلى 840 مليون جالون إمبراطورى يوميا؛ حيث سيتم خلال الخمس سنوات المقبلة، تنفيذ عددا من المشروعات، منها مشروع محطة الدوحة بمرحلتيه الأولى والثانية، ومحطة الزور الشمالية بمرحلتيها الثانية والثالثة، مما سيرفع السعة الإنتاجية إلى 908 ملايين جالون إمبراطورى يوميا.
وفيما يتعلق بمشروع الربط المائى الخليجى، قال الرشيدى أن الربط المائى بين دول الخليج هو الحلم الذى لم يتحقق حتى الآن، مشيرا إلى أن التكامل الكهربائى بين دول الخليج تم بالفعل، أما حلم الربط المائى فمازال فى طور الدراسة.
وحول توقعاته المستقبلية لأسعار النفط العالمية، خاصة فى ضوء الارتفاعات الأخيرة التى لم يشهدها سوق النفط من حوالى 42 شهرا، قال الرشيدى "نحن فى مجموعة (أوبك) نتعاون بشكل مستمر مع دول المجموعة والدول الأخرى، للعمل على تحقيق الهدف الرئيسى لنا، والمتمثل فى ضمان استقرار أسواق النفط، وتخفيض الفائض النفطى الموجود بالسوق، لضمان تحقيق السعر العادل لبرميل النفط".
وفيما يتعلق بالاستجواب الذى خضع له بمجلس الأمة الكويتى أول أمس الثلاثاء، وانتهى بتحديد جلسة العاشر من مايو الجارى لطرح الثقة به، قال وزير النفط ووزير الكهرباء والمياه الكويتى بخيت الرشيدى "نحن مطمئنون جدا، والاستجواب الذى خضعت له هو جزء من ديمقراطيتنا، نحترمه ونقدره ونتعامل معه بكل شفافية، وسأكمل مهامى فى الوزارة حتى موعد جلسة طرح الثقة يوم الخميس المقبل"، أكد الوزير أنه فخور بثقة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.