اتهم محامو الإرهابية الفرنسية ميلينا بوجدير، التى تحاكم بتهمة الإرهاب بالعراق، اليوم السبت، وزير الخارجية الفرنسى جان ايف لودريان، بتدخل غير مقبول وارتكاب "خطا أخلاقى وسياسى" بعد وصفه المتهمة الفرنسية بأنها "إرهابية من داعش".
ووصل فريق الدفاع عن بوجدير إلى العراق، وقد رأى الفريق أن تصريحات الوزير الفرنسى "غير مناسبة اطلاقا" بينما ستستأنف، الأحد، محاكمة بوجدير (27 عاما)، التى يمكن أن يحكم عليها بالإعدام إذا أدينت بالانتماء إلى تنظيم "إرهابى"، وفى رسالة وجهها فريق الدفاع عن بوجدير إلى وكالة فرانس برس، اتهم 3 محامين "لودريان" "بتجاوز خطير لعدة مبادى أساسية هى افتراض البراءة، والفصل بين السلطات وحقوق الدفاع، ومبدأ عدم التدخل".
ويشير المحامون فى رسالتهم إلى تصريحات للوزير أدلى بها للشبكة الإخبارية "ال سى اى"، وقال لودريان إن "السيدة بوجدير مقاتلة، عندما يذهب أحد إلى الموصل (شمال العراق) فى 2016، فهذا من أجل أن يقاتل ولذلك تحاكم فى المكان الذين ارتكبت فيه ممارساتها".
ويخشى محاموها من اجراء "محاكمة متسرعة" فى العراق، مؤكدين أن "المحامى العراقى لم تسمح له مراجعة ملف قضيتها أو اللقاء بها فى السجن"، وكانت ميلينا بوجدير، أوقفت صيف 2017 فى الموصل التى كانت "عاصمة" تنظيم داعش فى العراق، وقد حكم عليها فى فبراير بالسجن 7 أشهر بعد إدانتها بالدخول إلى العراق بطريقة غير مشروعة، وكان يفترض أن يتم إبعادها إلى فرنسا، لكن محكمة التمييز العراقية أعادت دراسة الملف، واعتبرت أن الأمر "لم يكن دخولا غير شرعى بسيط، لأنها كانت تعلم أن زوجها سينضم إلى" تنظيم الدولة الإسلامية، وتبعته "رغم علمها بذلك".
وتحاكم السيدة البالغة من العمر 27 عاما، والأم لأربعة أولاد أعيد 3 منهم إلى فرنسا، منذ الثانى من مايو بتهمة الإرهاب وقد يحكم عليها بالإعدام لانتمائها إلى تنظيم "إرهابى"، وستعقد الجلسة المقبلة من محاكمتها فى الثالث من يونيو، فيما قال لودريان "لا نميل إلى التدخل فى الأحكام، لكننا ندين عقوبة الإعدام" و"نأمل ألا تطبق فى العراق"، مشيرًا إلى أنه أبلغ السلطات العراقية بذلك خلال زيارته إلى بغداد فى فبراير الماضى، وكانت المحكمة الجنائية العراقية أصدرت فى 17 أيريل الحالى، حكما بالسجن المؤبد بحق الإرهابية الفرنسية جميلة بوطوطعو بعد إدانتها بالانتماء إلى تنظيم داعش، خلال محاكمة جرت فى بغداد حيث ادعت بأن زوجها خدعها، وحكمت محاكم بغداد منذ بداية العام الحالى، على أكثر من 300 من الإرهابيين الأجانب بالإعدام أو السجن مدى الحياة، بحسب ما ذكر مصدر قضائى لفرانس برس.