قالت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية أن مقتل قيادى بتنظيم داعش فى سوريا مؤخرا، وأسر آخر من قبل القوات الأمريكية فى العراق، يعد الخطوة الأولى فى تحول تمت مناقشته لفترة طويلة من أجل هزيمة الجماعة المتطرفة، ويتمثل هذا التحول فى استهداف قادة محددين بدلا من ضرب أصول التنظيم وتدريب قوات محلية.
وحدد مسئولون أمنيون عراقيون أمس، الأربعاء هوية القيادى بداعش الذى تم أسره من قبل قوة دلتا التابعة للجيش الأمريكى فى شمال العراق قبل عدة أسابيع، وقالوا أن اسمه سليمان داود العفارى، ومحتجز الآن بمنشأة احتجاز أمريكية مؤقتة فى مدينة أربيل العراقية، وسيتم تسليمه فى نهاية المطاف للسلطات الكردية أو العراقية.
والعفارى خبير أسلحة كيماوية عمل فى السابق مع نظام صدام حسين، ولا يعرف ما إذا كان قد أدار برنامج أسلحة كيماوية لصالح داعش أم لا. لكن مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر، كان قد قال الشهر الماضى أن داعش هاجم القوات الكردية بأسلحة كيماوية مرارا فى الأشهر الأخيرة، وأنه استخدم كيماويات سامة فى العراق وسوريا منها غاز الخردل. وأضاف أنها المرة الأولى التى تستخدم فيها جماعة إرهابية سلاحا كيماويا فى هجوم منذ استخدام جماعة أوم شينريكيو لغاز السارين فى نظام مترو الأنفاق فى اليابان عام 1995.
ولم يتضح بعد كم من الوقت سيمضى العفارى محتجزا لدى القوات الأمريكية، لكن بشكل عام يأمل مسئولو البنتاجون أن يحصلوا على معلومات استخباراتية من المحتجزين لاستخدامها فى غارات مخطط لها ضد هيكل القيادة السرية لداعش. وهو نفس الأسلوب الذى سبق أن استخدمته قيادة العمليات الخاصة المشتركة فى العراق وأفغانستان والذى استهدفت فيه قيادات القاعدة فى سلسلة من الغارات الليلية التى أسفرت عن اعتقال شخصية رفيعة المستوى.
ويعد فريق "قوة دلتا" الذى أسر العفارى جزءا من قوة استهداف تتكون من حوالى مائتى جندى تم إرسالها للعراق العام الماضى، ومكلفة تحديدا بقتل أو اعتقال قادة داعش.