نظم التحالف اليمنى لرصد انتهاكات حقوق الإنسان فى اليمن ندوة اليوم فى جنيف عن الانتهاكات التى يتعرض لها المدنيون فى اليمن، فى ظل سيطرة ميليشيا الحوثى على البلاد.
وفي الندوة التي عقدت على هامش الدورة 38 لمجلس حقوق الانسان، استعرض يوسف أبو رأس عضو التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان، تقرير حالة حقوق الإنسان فى اليمن، والتى قال فيها إن البلاد لها سجل سىء فيما يخص حقوق الإنسان منذ عهد النظام السابق، مشيراً إلى أن تحالف رصد يعمل على رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان فى اليمن، وإصدار تقرير بشكل سنوى عن حالة حقوق الانسان وعدد من التقارير النوعية.
وأضاف أنه "يتم توثيق تلك الانتهاكات عبر المقابلات مع الضحايا أو اقربائهم والشهود إذا تعذر ذلك".
وكشف ابو رأس عن نموذج من الانتهاكات من يناير وحتى مايو 2018، والتي بلغت 628 حالة قتل، بينهم "124 طفل و50 امرأة منهم قتل على أيدى مليشيا الحوثي وتنوعت بين (قصف عشوائي – قنص – اعدام) ومنهم عن طريق القاعدة .
وأوضح ان انتهاكات اخرى يتعرض لها الأقليات الدينية في اليمن، وفي مقدمتهم الطائفة البهائية والذي تعرض العديد من افرادها لانتهاكات في العاصمة صنعاء من مطاردة وحبس ودفع ما يسمى مجهود حربى، وكذلك منعهم من ممارسة شعائرهم الدينية.
وفي مداخلته كشف الناشط الحقوقي باسم الحاج، عن اتساع رقعة عقوبة الإعدام فى التشريعات، ما جعل موضوع الإعدام خصب داخل اليمن.
وأضاف "ما يحدث من قتل خارج القانون يكون قد اكتسب مشروعية الطابع القانوني والثقافي، حيث ان هناك اكثر من 40 مادة في القانون اليمني تشرع لعقوبة الإعدام، لكن هناك 450 حالة إعدام فى اليمن برغم الكم الهائل من هذا المواد فى القانون".
وأوضح ان ميلشيات الحوثيين، استخدمت هذه التشريعات في قمع المعارضين لها وذلك ما حدث عند انقلاب ميليشيا الحوثي فى 21 سبتمبر 2014، مطالباً بالعمل على مناهضة عقوبة الإعدام.
وتابع "نحتاج ان نقف امام كل ارقام الإعدام خارج القانون وعلينا ان نواجه هذه الجماعات بكافة أشكالها و الوانها لأنها تمارس القتل بكل أشكاله".
الناشطة الحقوقية ليلى سرار، تحدثت فى ورقة العمل التي قدمتها عن الألغام التي قامت ميليشيا الحوثي في اليمن بزراعتها مع الحرب الدائرة، وعن أضرارها مستقبلاً.
وقدمت سرار، أرقاما وإحصائيات للحاضرين في القاعة، نقلاً عن سجل التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان "تحالف رصد" والذي رصد عدد (٦٣٩ ) حالة قتل و(٧٠٤) حالة اصابة بين أوساط المدنيين والعسكريين جراء انفجار الألغام الأرضية التي زرعتها ميليشيا الانقلاب في مناطق متفرقة من اليمن وذلك خلال الفترة من يوليو ٢٠١٤م وحتى مارس ٢٠١٨م.
وبلغ عدد ضحايا الألغام من المدنيين خلال الفترة المحددة (٥٤٠ ) قتيلا بينهم (٩٥ ) طفلا و(٣٩) امرأة إضافة إلى (٤٦٦) مصابا بينهم (١٢٤) أطفال (٣٣) امرأة، في حين لم يتجاوز عدد الضحايا العسكريين (١٠٤) قتيلا بينهم طفلين مجندين و(٢٤٤) جريحا.
ومن جانبه كشف نبيل الاسيدى عضو نقابة الصحفيين اليمنيين نبيل ،عن وضع الصحفيين في اليمن، مقدماً شرحاً تفصيلياً عن وضع الصحفيين والناشطين في اليمن.
وقال الاسيدي، "إن ميليشيا الحوثي مارست كافة أنواع الانتهاكات بحق الصحفيين والناشطين"، مؤكداً وجود ١٣ صحفي مازالوا في سجون هذه الميليشيا حتى اليوم بعد ان مورست كافة أنواع التعذيب عليهم ومنهم من تعرض للشل النصفي والكلي.
وقدم في الندوة قصة الصفحي أنور الركن الذي توفي في سجون ميليشيا الحوثي قبل حوالي ٣ أسابيع، قائلاً "إن أنور الركن الصحفي المختطف والمختفى قسريا منذ عام كامل، لم يتضمنه أى تقرير لنقابة الصحفيين اليمنيين أو أية منظمة أخرى على الإطلاق، وهذا تقصير مرعب من قبل هذه المنظمات، وهو أيضا مؤشر على أن أعداد المعتقلين الواردة في تقارير الأطراف المهتمة بقضايا حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير لا زالت غير دقيقة، وأن هناك مغيبون في دهاليز المعتقلات يعانون بمفردهم، ولا نعلم عنهم شيئا"
وتم عرض فيلم وثائقي من إنتاج التحالف اليمني لرصد إنتهاكات حقوق الإنسان، بعنوان "اليمن حقول الموت"، والذي يحكي قصة زراعه الألغام في اليمن من قبل ميليشيا الحوثي، وكذا قصص ومقابلات مع ضحايا الالغام في اليمن.