اهتمت الصحف الأمريكية بقرب الذكرى الخامسة لبدء الثورة التى تحولت إلى حرب فى سوريا، فقالت صحيفة "نيويورك تايمز" أن هناك مؤشرات توحى بالأمل بعد خمس سنوات على بدء الثورة السورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن وقف إطلاق النار الجزئى فى سوريا أثبت أنه فعال وممكن أن يستمر بشكل فاق التوقعات ليحد من العنف بدرجة كبيرة.
وذكرت الصحيفة أن مبعوث الأمم المتحدة، استيفان دى ميستورا، كان راضيا بدرجة كافية عن النتائج المؤدية لإجراء جولة جديدة من محادثات السلام غير المباشرة يوم الاثنين والتى وافقت المعارضة على حضورها. ورغم أن اتفاق وقف إطلاق النار الذى تم التوصل إليه بوساطة واشنطن وموسكو معيب وإشكالى فى نواحى كثيرة، ولا تزال هناك العشرات من الضربات الجوية وعمليات القصف التى تحدث يوميا، إلا أن معدل القتلى ومستوى الخوف انخفض إلى حد كبير.
وقال دى ميستورا أن اتفاق وقف إطلاق النار الذى كان مخطط له مدة أسبوعين، يمكن أن يستمر لأجل غير مسمى. وترى الصحيفة أن التوقف حتى لو كان مؤقتا وهشا يظل هاما فى حرب أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من السوريين وشردت حوالى نصف سكان البلاد. وقد أدى هذا الهدوء النسبى إلى فتح الباب أمام دينامكيات جديدة من غير الممكن التنبؤ بها، وأعادت الاحتجاجات المناهضة للحكومة للشوارع فى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وكشف أيضا لمحة عن ضغوط روسية جديدة على الرئيس بشار الأسد.
وتناولت صحيفة "واشنطن بوست" أيضا الذكرى الخامسة لاندلاع الثورة فى سوريا والتى تحولت فيما بعد إلى حرب لا تزال رحاها تدور حتى اليوم. وفى تقرير لها بعنوان " كيف تحولت الثورة الورية بشك مروع وخاطئ على نحو مأسوى"، أن سوريا تحتفل بالذكرى الخامسة لأول احتجاج سلمى فيها، يوم الثلاثاء المقبل فى ظل حرب وحشية جلبت أطرافا عالميا، وأدت إلى صعود المتطرفين مثل تنظيم داعش، بينما تحاصر ليبيا واليمن أيضا فى صراعات وحشية.
وتابعت الصحيفة قائلة فى كل الدول التى شهدت ثورات، فيما عدا تونس، تم إسكات المعتدلين الذين هيمنوا على الأيام الأولى، وتعرضوا للسجن والملاحقة أو الطرد فى المنفى، سواء من قبل الحكومات التى سعت لقمعهم أو من قبل المتطرفين الذين استغلوا الفراغ الناجم عن انهيار سلطة الدولة.
ونقلت الصحيفة عن رامى نخلة، أحد أبرز قادة الاحتجاجات السورية الأولية، والذى كان يوجه لجام التنسيق المحلية من منفاه فى بيروت، أن هناك شكوك حول ما إذا كان المحتجون الذين شاركوا فى البداية ممثلين حقا. لكنه يتساءل أيضا عما إذا كانوا قد حصلوا على أى فرصة. ويقول نخلة إنهم كانوا رهينة خيارين، إما الحكم الاستبدادى أو الإسلاميين المتطرفين، فهل ينبغى أن يقبلوا بتلك المعادلة، إما الاستبداد أو التطرف.