اخبار سوريا
سلطت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية الضوء على حالة الغضب العارمة التى اجتاحت واشنطن وتحذيراتها من أن روسيا تواجه مستنقع عندما بدأت الأخيرة حملة القصف فى سوريا العام الماضى.
ورأت الصحيفة أن إعلان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين سحب بعض القوات هذا الأسبوع يشير إلى عزمه على الالتفاف حول هذا المستنقع .. وبعد خمسة أشهر من القصف فى سوريا، يقول مراقبو الكرملين أن روسيا أنجزت بالفعل كل ما عقدت العزم على تحقيقه.
وذكرت الصحيفة - فى سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى اليوم /الثلاثاء/ - أن روسيا لطالما قالت إنها تريد تجنب تكرار سيناريو ليبيا فى سوريا، حيث أتاح إسقاط الديكتاتور الليبى الفرصة أمام تنظيم "داعش" الإرهابى لاستغلال فراغ السلطة لبناء قوة من عدة آلاف من المقاتلين هناك، حيث قال بوتين إن الرئيس السورى بشار الأسد هو الأداة الأكثر فعالية لمكافحة الإرهاب فى سوريا- مهما كانت وجهة نظر الغرب تجاه سجل حقوق الإنسان للأسد.
واستدركت قائلة إن إنقاذ روسيا للأسد يجنى ثمارا أوسع لها من مجرد إنقاذ حليفا عسكريا، موضحة أنه عندما بدأت روسيا حملة قصف فى العام الماضي، فإنها بذلك أحدثت اضطرابا فى خطط الغرب لعزل موسكو دبلوماسيا لسلوكها فى أوكرانيا، حيث اضطر الغرب للتشاور مع روسيا حول عملياتها فى سوريا بعد تحليق طائراتها هناك.
وأوضحت أن حملة قصف روسيا أرسلت أيضا إشعارا إلى الغرب يوضح إلى أى مدى تطور الجيش الروسى منذ أن أمر بوتين بتعزيزه بعد توليه رئاسة البلاد، لافتة إلى أن موسكو فاجأت العديد من الخبراء العسكريين بقدرتها على المحافظة على قصفها على مدى عدة أشهر، وهو إنجاز لم يكن من الممكن أن تحققه قبل بضع سنوات، كما أنه خطوة لن تتمكن سوى قلة من الدول إلى جانب الولايات المتحدة، من إدارتها اليوم.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن روسيا قدمت عرضا لصواريخ كروز والقنابل الدقيقة فى بداية الحملة، عندما كان المسلحون يتمركزون بالقرب من العاصمة السورية، دمشق، مشيرة إلى أن موسكو قامت فى وقت لاحق بقصف المسلحين بشكل رئيسى من ارتفاع شاهق باستخدام قنابل غير موجهة، وهو التكتيك الذى يقول المنتقدون أنه جلب الخراب والدمار على السكان المدنيين، مما أدى إلى تفاقم أزمة تدفق اللاجئين إلى أوروبا.