أضربت طفلة سورية عمرها 15 عامًا - من ضمن اللاجئين السوريين ببلجيكا - في إضراب عن الطعام لمدة أسبوع، بعد أن قامت السلطات البلجيكية بعزلها عن زوجها الذى يبلغ من العمر 18 عامًا، وفقًا لما ذكرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن تقارير إعلامية بلجيكية.
وأوردت الصحيفة الأمريكية عن صحيفة دو ستاندارد البلجيكية، أن الطفلة أوقفت إضرابها يوم الجمعة بعد محادثات مع عاملين بالشئون الاجتماعية وأطفال آخرين داخل المأوى الذى يضم اللاجئين هناك.
وعلى الرغم من منع الطفلة من رؤية زوجها – اللذان لم يتم تعريفهما بالاسم- داخل المأوى، ولكنها تستطيع أن تقابله خارج المركز أو تتواصل معه تليفونيًا.
يتماشى العزل مع سياسة بلجيكا التى تمنع زواج الأطفال، والتى تواجه مخاوف بسبب انتشار الزواج القسرى للأطفال فى بعض المجتمعات فى البلاد، حيث أشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه بين عامى 2010 و 2013، سجلت الشرطة البلجيكية على الأقل 56 شكوى بشأن الزواج القسرى.
أما فى عام 2014، حاولت المنظمات غير الحكومية، أن تنشر الوعى ضد هذه الممارسة، من خلال فيديو مؤثر يحوى شهادات يتلوها أطفال عن الأزمة، والذى تم عرضه على التليفزيون البلجيكى، وداخل دور السينما وعلى اليوتيوب.
وقد طرحت الصحيفة الأمريكية، تساؤل حول ما إذا كانت الدول الأوروبية الحاضنة للاجئين ملزمة بالاعتراف بتلك الزيجات أم لا، وفى حالات الزواج القسرى، هل ينبغى إقامة محاكمات؟
وفى مسح أجرته الأمم المتحدة على اللاجئين السوريين فى لبنان، حذرت من أن الزواج المبكر أصبح أكثر انتشارًا، حيث أشار المسح إلى أن حوالى 18% من بين المشاركات، واللاتى بلغن من العمر ما بين 15-18 عامًاـ كن متزوجات.
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالتعليم جوردون بروان فى يناير من هذا العام أن نحو ألف طفل سورى شقوا طريقهم إلى أوروبا ودول أخرى فارين من الحرب الأهلية السورية منذ حوالى خمس سنوات، وأن حوالى مليونى طفل لاجئ لا يزالون فى تركيا ولبنان والأردن.
وقد ناشدت الأمم المتحدة من خلال مبعوثها بجمع 500 مليون دولار لتمكين نصف عدد الأطفال السوريين فى الثلاث دول العربية – ويقدر عددهم بمليون طفل- بتلقى التعليم بدلا من الهرب إلى أوروبا، فى محاولة لإدخال 2 مليون طفل لاجئ المدرسة بحلول عام 2017.
وأشار بروان - في تصريحات للصحفيين في يناير- إلى أنه فى حال لم يمنح الأطفال اللاجئين فرصة التعليم، فإن الآلاف من الأطفال معرضين "للاستغلال، والتطرف، والعمالة، والزواج"، حسب ما ذكر موقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.