ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن مارك جرين المدير الجديد للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "يوساد"، توجه إلى العاصمة الصومالية يوم أمس، للإعلان عن حزمة مساعدات إنسانية كبيرة، وصفها بأنها "شر لابد منه" للبلد المُتضرر بشدة من جراء الجفاف والنزاعات حيث انخرط الجيش الأمريكى فى شن هجمات لمكافحة الإرهاب منذ ما يقرب من 30 سنة.
وأوضحت الصحيفة -فى تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني- أن جرين أعاد أيضا فتح مكتب لـ"يوساد" بعد أن تم إغلاقه منذ اندلاع الحرب الأهلية فى الصومال عام 1991
.
وأشارت الصحيفة إلى أن جرين حث - فى اجتماع ردَّد فيه الشكوك التى عبرت عنها إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن فعالية المساعدات الخارجية - قادة وكالات الإغاثة على العمل من أجل تقليص اعتماد الصومال على أموال المانحين. فى حين بلغت الحزمة التى أعلن عنها جرين يوم أمس 185 مليون دولار، وهى مجرد جزء من إجمالى مبلغ هذا العام. ففى العام الماضي، قدمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للصومال 441 مليون دولار.
وتعليقا على ذلك، قال جرين: "إن الغرض من وجود الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية هو إنهاء الحاجة إلى وجودنا".. مستخدما لازمة أصبحت شائعة بين كبار المسئولين الإنسانيين الأمريكيين منذ انتخاب إدارة ترامب.
وأبرزت "واشنطن بوست" أن الولايات المتحدة كانت تعد دوما أكبر مانح للصومال منذ عقود، وهو ما ساهم فى دعم سلسلة من الحكومات الضعيفة بينما تمكن المسلحون الإسلاميون، فى كثير من الأحيان، من السيطرة على جزء كبير من البلاد.
ومن المعروف أن البلد الواقع فى شرق إفريقيا غارقا فى كوارث عديدة من صنع الإنسان، وأخرى بسبب الطقس وعلى رأسها موجات الجفاف المستمر. وهو ما تسبب فى تشريد 1 من بين كل 5 صوماليين، وهذا بسبب عنف حركة الشباب المسلحة. ويعيش نفس العدد تقريبا فى حاجة إلى المساعدات الغذائية يوميا، فضلا عن حقيقة أن أقل من ثلث السكان يعرفون القراءة والكتابة، وحتى أقل من ذلك بكثير يحصل على المياه النظيفة. وثلثى الأشخاص دون الثلاثين من العمر عاطلون عن العمل.
وفى هذا، تابعت "واشنطن بوست" أن الكثير من الصوماليين يأملون فى أن يتم التخلص التدريجى من المساعدات الخارجية فى يوم من الأيام، لكنهم لا يرون أدلة تذكر على وجود خطة طويلة الأجل لتحقيق ذلك.
فمن جانبه، يقول عبد الوهاب شيخ عبد الصمد، الذى يدير مؤسسة استشارية سياسية فى الصومال: "نحتاج إلى خطة مارشال، ليس فقط من أجل المال والطعام والأسلحة، ولكن أيضا من أجل ضخ الاستثمارات بشكل كبير فى الوقت الحالى حتى يمكنك الادخار فى المستقبل. والتركيز على تدريب جيشنا، وبناء مؤسساتنا. ولذلك يمكن للولايات المتحدة أن تكون بطلة الصومال، وشقيقتها الكبرى. لكن الاستراتيجية الحالية لا تجعل مشاكلنا تختفي".
ومنذ بداية العام الجاري، نفذت حركة الشباب الإرهابية 593 هجوما بمختلف أنواعه؛ مما أسفر عن مقتل 1155 شخصا- وفقا لمراكز إخبارية أمريكية تراقب الصراع العالمي. وتعد الطائرات بدون طيار التابعة للجيش الأمريكى هى القوة المميتة الرئيسية التى تعمل ضد حركة الشباب، وتنفق الحكومة الأمريكية بشكل كبير على الذخائر العسكرية فى الصومال بالإضافة إلى منحها مساعدات إنسانية. ومنذ أن خفف ترامب قواعد الاشتباك فى الصومال فى مارس 2017، عندما أعلن أن الجزء الجنوبى من البلاد "منطقة من الأعمال العدائية النشطة"، وكانت وتيرة الغارات الجوية فى ارتفاع مستمر.