ساهم "مؤتمر الطاقة العالمي الرابع والعشرون" لذى اختتم أعماله مساء اليوم فى أبو ظبى ، في التقاء أبرز الشخصيات العاملة في قطاع الطاقة لتبادل النقاشات حول أهم ما يشغل هذا القطاع، واهتم كذلك بدعم القادة والمبتكرين والمفكرين المستقبليين.
فقد شهدت جلسة "الشركات الناشئة لتحويل الطاقة : قوة الإرداة والتحدي" اجتماع فريق من الخبراء، ومن بينهم الفائزون بجائزة "الشركات الناشئة لتحويل الطاقة" لهذا العام، حيث جرت النقاشات في الجلسة حول التنبؤ بتحديات الطاقة التي سيواجهها العالم في السنوات القادمة وتحديد أيها أكثر إلحاحًا.
وكان المهندس مروان بن حيدر، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع الابتكار والمستقبل في هيئة كهرباء ومياه دبي، قد انضم إلى المتحاورين خلال الجلسة التي استعرضت نماذج الأعمال والتقنيات والأفكار الجديدة التي ستكون في طليعة التحول المتواصل في قطاع الطاقة، وأوضح أن جميع الشركات ستكون أمام أحد خيارين هما "الابتكار" أو "الركود"، وأكد أن دمج الأفكار الجديدة الشجاعة والجريئة التي طورتها الشركات الناشئة يشكل مفتاحًا لمستقبل ناجح للشركات.
وقال بن حيدر: "يمثل التعاون حلًا مفيدًا لكل من الشركات القائمة والشركات الناشئة، هم بمثابة توسعة لعقولنا، مثل التطعيم الذي يحصننا للمستقبل".
وأضاف: "يشابه هذا الأمر إضافة عنصر الشباب إلى المؤسسة. حيث ستتلقى الشركة أفكارًا وحلولًا جريئة وجديدة، فيما يمكن للشركات الناشئة الاستفادة من سنوات من الخبرات والمعرفة في هذه الصناعة. وبهذه الطريقة، تتحقق الفائدة للجميع".
بدوره أكد أندرياس كولمان، الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة الألمانية "Deutsche Energie-Agentur"، على الأفكار التي طرحها بن حيدر مضيفًا أنه بالنسبة للشركات الناشئة "أن تكون جريئًا هو شيء، وأن تكون ذكيًا هو شيء آخر تمامًا".
حيث قال كولمان: "دور الشركات الناشئة مهم جدًا بالنسبة للشركات الكبيرة. ونظرًا لوجود الكثير من الأشياء الجديدة، فمن الصعب للغاية في بعض الأحيان على الشركات القائمة تحديد الموضوعات والأفكار الجديدة والهامة من أجل التركيز عليها".
وأوضح كولمان أن تشجيع النوع الصحيح من التعاون أمر غاية في الأهمية لأن الشركات الناشئة غالبًا ما تجد صعوبة في تأمين شريك لديه الاستعداد والقدرة على استكشاف فكرة مبتكرة غير مسبوقة أو طريقة جديدة للنظر في مسألة ما: "قد يكون من الصعب اكتشاف ما هو مهم لجميع الشركاء وما هو مهم للسوق، ولكن إذا كانت الشركات الناشئة ذكية وجريئة وعلى استعداد تام للتعاون والتطور، فسوف تحقق الازدهار مع شركائها".
وفي جلسة "الإعلان عن الأفضل: جائزة الشركات الناشئة لتحويل الطاقة"، انضم ميشيل فيورنتينون المدير الاستثماري لمجموعة أدنوك إلى لجنة التحكيم التي تنظر في الأفكار المتقدمة للجائزة، والتي تسعى لوضع أفكار تؤثر على حركة التوجه والتحول العالمي في مجال الطاقة.
اتصفت الجلسة بالتفاعل والحيوية، فقد تم تحدي المتأهلين إلى نهائيات الجائزة، للتنافس فيما بينهم وتوضيح الفائدة من أفكارهم وما تتمتع به من أبعاد، ومدى استخداماتها العملية، ولماذا يجب على المستثمرين تبني هذه الأفكار.
وتعد "جائزة الشركات الناشئة لتحويل الطاقة" منصة عالمية للابتكار تدعم تحقيق التنوع فيما يتعلق بتحول الطاقة. ومن بين عدد إجمالي قدره 450 طلبًا للمشاركة من 80 دولة، فقد تم اختيار العروض التي قدمتها عشر شركات ناشئة بفضل ما تتميز به من أفكار مبتكرة لكل من المعنيين وأصحاب المصالح والمستثمرين وأعضاء مجتمع الأعمال".
وتضمنت قائمة الشركات العشر التي وصلت إلى المرحلة النهائية في هذه المسابقة: شركة ONO المتخصصة في اللوجستيات بنسبة صفر انبعاثات، وشركة الطاقة والذكاء الاصطناعي BlueWave AI، وشركة الطاقة المتجددة المنزلية DC Power Company Limited.
قالت فيرونيكا لويس، مسؤولة الاتصال في شركة ONO: "يتمثل هدف الشركة في تحسين التنقل في المناطق العمرانية مع تسهيل إيصال السلع بشكل أسرع".
وأضافت "إن نظام التوصيل الذي تقدمه شركة ONO يساعد على تعزيز الوصول إلى المدن والبلدات المزدحمة مع خفض الانبعاثات والتلوث والازدحام".
وصرح بول ديفاشيش، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة الطاقة والذكاء الاصطناعي BlueWave AI أن برنامج الشركة يرتبط بموصلات الطاقة وأجهزة الاستشعار. وأضاف شارحًا: "نتج عن برنامجنا توفير حلول دقيقة ومفيدة لمشغلي الطاقة، تحسن من كفاءة توليد الطاقة، وتوفر ما يصل إلى 20٪".
فيما بينت إيما جنكينز، الشريك المؤسس والمدير المالي في شركة DC Power Company Limited، الفكرة التي أوصلتهم إلى النهائيات في المسابقة والقائمة على تمكين العائلات حتى تكون في قلب عملية تحول الطاقة عن طريق استخدام الألواح الشمسية في المنازل: "ستتمكن العائلات من بيع الطاقة الفائضة عن استخدامها في السوق وهذا ما يؤدي بدوره إلى الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة".