يستعد الفلسطينيون فى قطاع غزة اليوم، للمشاركة فى فعاليات الجمعة الـ74 من مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار شرق القطاع، والتى جاءت بالتزامن مع ذكرى توقيع اتفاقية أوسلو، وردا على مشاريع تصفية القضية الفلسطينية وإجراءات الولايات المتحدة الأمريكية بحق قضية اللاجئين ورفضا لتهديدات الاحتلال الإسرائيلى بضم الضفة المحتلة وتهويد المقدسات، وتأكيدا على رفض الشعب الفلسطينى للخنوع وحقه فى الحرية والاستقلال.
ودعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار فى بيان صحفي، جماهير الشعب الفلسطينى إلى المشاركة الحاشدة فى فعاليات هذه الجمعة التى تحمل عنوان "فلتشطب أوسلو من تاريخنا"، وذلك ردا على مشاريع الإدارة الأمريكية التصفوية ورفضا لمخططات الاحتلال.
وشددت الهيئة على استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار، وكذلك تعزيز الحضور الجماهيرى فيها، لافتة إلى "تماسك وسلامة الجبهة الداخلية بمواجهة الاحتلال ومخططاته".
وحذرت الهيئة من استمرار الاقتحامات للمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمى والاعتداء على الوقف المسيحي، داعية جماهير الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية للتصدى لمحاولات الضم والتهويد للأراضى الفلسطينية من قبل المستوطنين.
ويوم الجمعة الماضي، استشهد طفلان وأصيب 76 آخرون ومسعفان برصاص جيش الاحتلال فى مخيمات العودة شرق قطاع غزة.
يذكر أن اتفاقية أوسلو، أو أوسلو 1، والمعروف رسميا باسم إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتى الانتقالى هو اتفاق سلام وقعته إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية فى مدينة واشنطن الأمريكية فى 13 سبتمبر 1993، بحضور الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، وسمى الاتفاق نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية التى تمت فيها المحادثات السرية التى تمت فى عام 1991 أفرزت هذا الاتفاق فى ما عرف بمؤتمر مدريد.
وتعتبر اتفاقية أوسلو، أول اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ممثلة بوزير خارجيتها آنذاك شيمون بيريز، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية وقتها محمود عباس، وشكل إعلان المبادئ والرسائل المتبادلة نقطة فارقة فى شكل العلاقة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
واتفقت الحكومة الإسرائيلية وفريق منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا عن الشعب الفلسطينى على أن الوقت قد حان لإنهاء عقود من المواجهة والنزاع، والاعتراف بحقوقهما المشروعة والسياسية المتبادلة والسعى للعيش فى ظل تعايش سلمى وبكرامة وأمن متبادلين، ولتحقيق تسوية سلمية عادلة ودائمة وشاملة ومصالحة تاريخية من خلال العملية السياسية المتفق عليها.
والتزمت منظمة التحرير الفلسطينية على لسان رئيسها ياسر عرفات بحق دولة إسرائيل فى العيش فى سلام وأمن والوصول إلى حل لكل القضايا الأساسية المتعلقة بالأوضاع الدائمة من خلال المفاوضات، فيما قررت حكومة إسرائيل على لسان رئيس وزرائها اسحق رابين الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل للشعب الفلسطيني، وبدء المفاوضات معها.
ونصت الاتفاقية، على أن هذه المفاوضات سوف تغطى القضايا المتبقية، بما فيها القدس، اللاجئون، المستوطنات، الترتيبات الأمنية، الحدود، العلاقات والتعاون مع جيران آخرين.
وتبع هذه الاتفاقيات المزيد من الاتفاقيات والمعاهدات والبروتوكولات مثل اتفاق غزة أريحا وبروتوكول باريس الاقتصادى الذى تم ضمهم إلى معاهدة تالية سميت بأوسلو 2.
يذكر ان إسرائيل قد نفذت الكثير من الإجراءات أحادية الجانب بما يتنافى وتفاهمات "أوسلو" ابتداء بإعادة احتلال المدن والمناطق المصنفة(أ) عام 2002، ضمن ما أسماه الاحتلال بـ"عملية السور الواقي"، أو القيام بضم الأراضى وتوسيع المستوطنات، أو الاستمرار فى اقتحام المناطق الواقعة ضمن السيطرة الفلسطينية الكاملة وتنفيذ عمليات القتل والاعتقالات، وغيرها.