قال رئيس الوزراء اللبنانى السابق تمام سلام، إن رفضه العرض لتولي منصب رئيس الحكومة اللبنانية الجديدة، محسوم ولا تراجع عنه، مبررا ذلك بأن السنوات الثلاث التى مرت من عهد الرئيس ميشال عون غير مشجعة لأنها "كانت حافلة بالمخالفات الدستورية والفوقية والمكابرة والسعي للاستئثار بالسلطة من قبل فريقه السياسي". على حد تعبيره.
وأكد سلام – في حديث لصحيفة (الجمهورية) اللبنانية في عددها الصادر اليوم – أنه يرى أن الخيار الأفضل يتمثل في عودة سعد الحريري لترؤس وتشكيل الحكومة الجديدة، مشددا على أنه سيقف إلى جواره، ومعربا عن تقديره للحريري الذي اقترح عليه أن يترأس الحكومة المقبلة وبمعزل عن عدم تجاوبه مع العرض.
وقال إنه لم ير أية مؤشرات على أن سلوك الفريق الرئاسي سيتغير خلال السنوات المقبلة، وهو الأمر الذي دفعه لرفض عرض تولي رئاسة الوزراء في الحكومة الجديدة المرتقبة. وأضاف : "بالكاد استطعت أثناء وجودي في رئاسة الحكومة أن أضبط وزير الخارجية جبران باسيل، علما أن عمه العماد ميشال عون لم يكن رئيسا للجمهورية آنذاك، فكيف الحال وعون هو الرئيس؟".
وتابع قائلا : "باسيل حاول في مرحلة الفراغ الرئاسي أن يُنصب نفسه رئيسا ضمنيا للجمهورية وراح يتصرف على هذا الأساس، لكنني تصديت له".. معتبرا أن نهج التيار الوطني الحر برئاسة الوزير باسيل يقوم على العرقلة والتعطيل، وأن هناك رهانا لدى الفريق الحاكم على أن الاحتجاجات الشعبية ستضعف شيئا فشيئا، وبالتالي سيتراجع دورها وتأثيرها مع مرور الأيام بحيث يمكن أن يفرض هذا الفريق الحل الذي يجده مناسبا.
ودعا رئيس الحكومة السابق السلطة السياسية إلى الكف عن أي رهان من هذا النوع، واتخاذ إجراءات جدية لمحاولة كسب ثقة الناس فيها، مشددا على أن عدم الاتعاظ من دروس الانتفاضة الشعبية التي اندلعت منذ 17 أكتوبر الماضي، سيتسبب في تفاقم المأزق وتدحرج الأمور نحو الأسوأ.