دعا رئيس وزراء السودان الدكتور عبد الله حمدوك، مجموعة "أصدقاء السودان"، إلى العمل مع حكومته على تحقيق تطلعات شعبه، وإنجاح تجربة السودان.
وقال حمدوك، فى افتتاح مؤتمر "أصدقاء السودان" فى الخرطوم اليوم الأربعاء، "إنه فى وقت يبحث العالم والإقليم عن قصص نجاح، تتوفر بالسودان كل عناصر النجاح، لذا نتوقع من شركائنا، أن نعمل سويا، لجعل السودان قصة نجاح".
وملتقى "أصدقاء السودان" أسس فى عام 2018، كمجموعة غير رسمية، ثم اكتسب صفة رسمية بعد اندلاع الثورة فى عام 2019، ويضم مجموعة من الدول، والمنظمات الملتزمة بالعمل المشترك، لتوفير الدعم للحكومة الانتقالية.
وشارك فى الاجتماع اليوم، وهو الأول الذى تعقده المجموعة فى الخرطوم، مجموعة من الدول أبرزها مصر، ومثلها مساعد وزير الخارجية للسودان وجنوب السودان السفير أسامة شلتوت، السعودية، الإمارات، الكويت، الولايات المتحدة، كندا، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، إيطاليا، وترأست النرويج الاجتماع، إضافة إلى ممثلين من الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الاتحاد الإفريقي، والبنك وصندوق النقد الدوليين.
واستهل رئيس وزراء السودان، كلمته بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء الثورة السودانية، موضحا أن البيئة مهيئة الآن لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، لافتا إلى أن "المخاطر الماثلة من عدم العمل على دعم السودان، والعمل على إنجاحه، تدعونا إلى العمل سويا، وأن نبقى موحدين فى هذا المسار".
وطالب الشركاء بدعم السودان، عبر الاستثمار، والعمل على معالجة برامج الإصلاح الاقتصادي، وكذلك دعم عملية السلام، مع الحركات المسلحة.
وأشار، إلى أن الحكومة الانتقالية وضعت على رأس أولوياتها تحقيق السلام، وإيقاف الحرب، موضحا أنه إذا لم نحقق السلام فى هذا الوقت سيكون حلما بعيد المنال.
وأكد، الدور المهم الذى لعبته الحركات المسلحة فى إحداث التغيير، ومصالح الطرفين (الحركات والحكومة)، تتلاقى لتحقيق هدف السلام، لافتا إلى أن الحكومة الانتقالية، بذلت جهدا كبيرا فى التحضير للسلام.
وأوضح، أن الحكومة اهتمت أيضا بمعالجة الأزمة الاقتصادية، وتوجيه الاقتصاد الوطني، وأن وزير المالية سيخبر الشركاء فى مجموعة "أصدقاء السودان"، بتلك الجهود.
وشدد، على أن الحكومة السودانية تواصل إرساء سياسة خارجية قائمة على عدم التدخل فى شئون الآخرين، والاحترام المتبادل، وتتوجه لمصالح السودان فى المقام الأول.
ونوه، بأن الحكومة تعمل على عقد المؤتمر الدستورى فى الفترة الانتقالية، لتتيح للشعب السودانى اختيار حكومته، التى ينشدها، لافتا إلى أنه لا يود أن يعكس صورة مثالية، فهناك تحديات كبيرة، لكن الحكومة مستمرة بدعم الشركاء، وإرادة الشعب السوداني، للتغلب على هذه المصاعب.
وقال رئيس وزراء السودان، إن بلاده على وشك تشكيل المجلس التشريعي، فضلا عن إصلاح الجهاز الأمنى والخدمة المدنية، منوها بأن زيارته لواشنطن كانت ناجحة للغاية.
وأعرب عن ثقته فى أنه، من خلال دعم الشركاء، سينجح فى إزالة السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، ما يفتح المجال للاستثمارات.
من جانبها، قالت رئيس مجموعة "أصدقاء السودان" ممثل النرويج فى الاجتماع، إن رئيس الوزراء بالسودان، نجح فى فتح حوار إيجابى مع حكومة الولايات المتحدة، لإزالة السودان من الدول الداعمة للإرهاب.
وأكدت أهمية إنشاء المجلس التشريعى، لأن الطبيعة الديمقراطية للفترات الانتقالية، لابد أن تكتمل، ما يوجب تشكيل المجلس التشريعي، الذى سيكون مسؤولا عن مراقبة الحكومة، وتعيين الحكام المدنيين.
وأوضحت، أنه "سيكون إنجازا كبيرا، الالتزام والوفاء بالمبادئ الديمقراطي، والوثيقة الدستورية، وفى هذا الصدد سيناقش أصدقاء السودان مبادئ مهمة، وسيمثل الاجتماع فرصة لمراجعة الأهداف الرئيسية للوثيقة الدستورية".
وشددت، على أن تحقيق السلام "عنصر مهم"، لأن أثره يمتد لكل الإقليم ودوله، معربة عن أملها فى أن ينضم "كل أصحاب المصلحة" إلى مفاوضات جوبا، موضحة أن أفضل ضمانة لتحقيق السلام، مشاركة النساء والشباب فى تلك العملية.
وبخصوص الوضع الاقتصادى، أكدت أنه من مصلحة الحكومة وضع أهداف التنمية المستدامة، والتزام الشفافية، كونها أمرا مهما للغاية فى هذا الصدد، والاعتماد على حشد الموارد المحلية، وتطوير القطاع الخاص والقاعدة الضريبية، لافتة إلى أن النرويج سوف تواصل دعم طموح السودان المستحق فى السلام والحرية.