قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن لاجئا عراقيا يعيش فى الولايات المتحدة، والذى يعمل باحثا فى العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا، قد تعرض للطرد من طائرة أمريكية بعد حديثه هاتفيا باللغة العربية مع عمه فى بغداد.
وأوضحت الصحيفة أن خير الدين المخزومى، البالغ من العمر 26 عاما، استقل طائرة الخطوط الجوية "ساوث ويست" فى الولايات المتحدة فى السادس من إبريل الجارى. وعندما استقر فى مقعده أجرى مكالمة هاتفية عبر هاتفه المحمول لعمه فى بغداد. لأن عمه يعمل محللا سياسيا، أراد المخزومى أن يناقش معه أحداث الليلة السابقة.
وكان يتحدث باللغة العربية عندما لاحظ أن السيدة الجالسة فى المقعد الموجود أمامه قد التفت إليه وحدقت به. وعندما شعر بعدم الارتياح، قصر المخزومى من حديثه وقال لعمه "سأهاتفك عندما أهبط من الطائرة إن شاء الله". وبعدما أنهى مكالمته، لاحظ المخزومى أن السيدة غادرت مقعدها وتوجهت إلى الأمام عبر الممر وتشق طريقها بين الركاب الذين كانوا لا يزالوا يركبون. وأمل الشاب العراقى ألا تكون السيدة قد اشتكت منه، لكن هذا ما حدث. فبعد فترة قصيرة من مغادرتها، جاء إليه أحد العاملين بالشركة وطلب منه النزول من الطائرة فورا.
وعندما فعل، وجد ثلاثة من ضباط الشرطة بانتظاره. وقال إن الموظف الذى اصطحبه بدت لهجته شرق أوسطية، وبدأ يتحدث معه بالعربية، وأخبره الموظف أنه كان يعيش فى دبى وسأله من أين يأتى. ثم عاد بعدها للحديث معه بالإنجليزية. وقال له الموظف "لماذا تتحدث بالعربية على متن الطائرة؟ إنه أمر خطير، أنت تعلم البيئة المحيطة بالمطار، أنت تفهم ما يحدث فى البلاد".
وتقول الصحيفة إن نبرة الموظف جعلت المخزومى يشعر بالذل، ورد قائلا " أعتذر، لم يكن ينبغى أن أفعل هذا" لكن الموظف استمر فى موقفه. فأصيب المخزومى بالإحباط، وقال "هذا ما فعلته الإسلاموفوبيا". وهو ما أغضب الموظف بدرجة أكبر، ووفقا لما قاله المخزومى، بعدها قال أحد ضباط الشرطة عبر اللاسلكى "اطلبوا الإف بى آى".
وبعدما أقلعت الطائرة بدونه، انضم للمخزومى مزيد من ضباط الشرطة والكلاب البوليسية وفى النهاية ثلاثة من عملاء الإف بى آى. وقام أحد الضباط بضغط رأسه على الحائط وتقييد يديه خلف ظهره، وعندما سألته السلطات عما إذا كان لديه سلاح، رد قائلا إنه لا يحمل سكينا. وتم إجراء تحقيق معه من قبل عدد من عملاء الإف بى أى لساعات قبل أن يتم إطلاق سراحه.
من جانبها قالت شركة ساوث ويست للخطوط الجوية فى بيان لواشنطن بوست إن طاقمها اتخذ قرار إنزال الراكب من الطائرة بناء على شكوى من أحد الركاب حول تعليقات ربما تحمل تهديدا. ومع متابعة سلطات تنفيذ القانون الأمر مع المخزومى أقلعت الطائرة.