رأت صحيفة "يو. إس. إيه. توداى" الأمريكية اليوم الأحد، أن العراق أصبح عالقا وسط معركة بين الولايات المتحدة وإيران لبسط نفوذهما بالشرق الأوسط،وذكرت الصحيفة، فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى، أنه منذ أن خرجت إدارة الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي الموقع بين إيران والقوى العالمية، وأعادت فرض العقوبات واتبعت سياسة "أقصى قدر من الضغط" على طهران، التي أصبحت معزولة اقتصاديا ودبلوماسي، وقف العراق في مركز معركة محتدمة بين طهران وواشنطن.
ونقلت الصحيفة عن أسامة خليل المؤرخ بجامعة سيراكيوز قوله "إن العراق أصبح ساحة معركة للنفوذ الأمريكي والإيراني".
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان بعض الأحداث الجسيمة التى شهدها العراق بسبب تصاعد التوترات بين البلدين المتخاصمين حيث قُتل مقاول دفاع أمريكي في هجوم صاروخى على القوات الأمريكية في أواخر ديسمبر الماضي في مدينة كركوك شمالي العراق، وقد ألقت واشنطن باللوم على جماعة تدعمها إيران في شن هذا الهجوم.
وردت الولايات المتحدة بضربات جوية على الحدود العراقية السورية أسفرت عن مقتل 25 مقاتلا من كتائب حزب الله الشيعية، وهي جزء من قوات الحشد الشعبي المتمركزة في العراق بدعم من إيران.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، قُتل أكثر من 400 عراقي وجُرح قرابة 20 ألفا في احتجاجات شهدتها بغداد ومدن عراقية أخرى، وفقا لأرقام الأمم المتحدة.. بينما رفعت هذه الاحتجاجات لافتات تدعو إلى وضع حد للفساد المستشري على نطاق وأدى إلى عجز الاقتصاد وانتشار البطالة وغير ذلك من مشاكل اقتصادية عديدة.
وتابعت الصحيفة: "إنه في حين انتهت الحرب في العراق رسميا في عام 2011، عندما أمر الرئيس السابق باراك أوباما بسحب القوات الأمريكية المقاتلة، لا يزال العراق يمر بحالة هشة بعد 17 عاما من الغزو الأمريكي الذي أطاح بحكومة صدام حسين".
وأضافت: "أنه تم إعادة نشر حوالي 5000 من قوات الولايات المتحدة وقوات التحالف إلى البلاد لمحاربة تنظيم (داعش) الإرهابي، حتى أصبح لدى الولايات المتحدة أكثر من 62 ألف جندي منتشر في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وتركيا".
وأوضحت "يو إس إيه توداى" أن العراق وإيران تشتركان في حدود يبلغ طولها 900 ميل تقريبا، فيما يعتمد العراق اعتمادا كبيرا على إيران في إمدادات الطاقة.. وغالبا ما تدين المليشيات المسلحة المنتشرة فى العراق بالولاء لإيران أكثر منها إلى الحكومة العراقية - مما يجعلها تشكل تهديدا كبيرا لأمن العراق".. محذرة من أن الانسحاب الأمريكي التام من العراق من شأنه أن يمهد الطريق أمام عودة تنظيم داعش.
من جانبه، قال السناتور كريستوفر مورفي عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي إن الانسحاب من العراق قد يكون بمثابة "هدية لداعش، ولإيران على حد سواء".