أعلن جهاز قوى الأمن الداخلي اللبناني (الشرطة اللبنانية) أن الحصيلة النهائية لأعمال الشغب والتعديات التي تعرض لها عناصر الجهاز خلال المواجهات التي وقعت أمس فى العاصمة بيروت، بلغت 142 عنصرا من قوى الأمن الداخلي، من بينهم 7 ضباط و 3 مصابين في حالة حرجة جراء تعرضهم لكسور في الجمجمة، جاء ذلك في بيان رسمي أصدره جهاز قوى الأمن الداخلي اللبناني اليوم.
من جانبه أكد قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون أهمية التنسيق بين القوات المسلحة والقوى الأمنية في سبيل حفظ أمن واستقرار لبنان، ومنع أية اعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة.
جاء ذلك خلال زيارة قائد الجيش اللبناني، اليوم /الأحد/، إلى ثكنة إميل الحلو (أحد القطاعات الشرطية المركزية لقوى الأمن الداخلي اللبناني في العاصمة بيروت)، حيث أطلع من المدير العام لجهاز لقوى الأمن الداخلي (الشرطة اللبنانية) اللواء عماد عثمان على الإجراءات والتدابير الميدانية المتبعة أثناء المظاهرات والاحتجاجات وأعمال الشغب.
وأثنى العماد عون على مستوى الجاهزية لدى قيادة قوى الأمن الداخلي والاحترافية في تنفيذ عمليات القيادة والسيطرة، منوها بأعمال جميع الأجهزة العسكرية والأمنية في المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان حاليا، معربا عن تقديره للتضحيات التي يقدمونها في سبيل الحفاظ على أمن اللبنانيين واستقرار البلاد.
واستعرض مع مدير قوى الأمن الداخلي الأوامر التي تُعطى أثناء عمليات حفظ الأمن والنظام لحماية المتظاهرين اللبنانيين، وتدرجها وفقا لتطور أحداث الشغب والعنف التي تطال الممتلكات العامة والخاصة والتعدي على عناصر قوى الأمن الداخلي.
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري قد كلفا، مساء أمس، الجيش اللبناني بالنزول لمؤازرة القوى الأمنية، لفرض الأمن والسيطرة على الاشتباكات والمواجهات الواسعة التي اندلعت بين المتظاهرين والقوى الأمنية، وما ترتب على ذلك من حالة شغب كبيرة عمت العاصمة بيروت.
من جانبه دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي إلى تشكيل حكومة طوارئ لإنقاذ لبنان وشعبه، على أن تخلو من منطق المحاصصة تجنبا لأن تفشل مثل سابقتها.
وشدد بطريرك الموارنة - في كلمة له تطرق فيها إلى تطورات الأوضاع السياسية في لبنان خلال عظة اليوم /الأحد/ - على ضرورة عدم الاستهتار بالانتفاضة الشعبية التي يشهدها لبنان ومطالب المحتجين بتشكيل حكومة إنقاذ، حتى لا تتحول ثورتهم من إيجابية إلى سلبية.
وأعرب عن تقديره لجهود الجيش اللبناني وجهاز قوى الأمن الداخلي (الشرطة اللبنانية) وانتشارهم على جميع المناطق، داعيا إياهم إلى بذل المزيد من الجهود في سبيل حفظ الأمن داخل المدن ومنع التصادم بين المواطنين.
وانتقد عرقلة القوى السياسية تشكيل حكومة على النحو الذي يطالب به المحتجون، لاسيما الشباب اللبناني منذ أكثر من 3 أشهر على الطرقات وفي الساحات.. قائلا "لو كان عند المسئولين في لبنان ذرة من الإنسانية لسارعوا منذ استقالة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وتكليف الرئيس الجديد للوزراء إلى تشكيل حكومة إنقاذ مصغرة مؤلفة من اختصاصيين معروفين ومستقلين عن الأحزاب".
وأضاف "السياسيون اللبنانيون شوهوا معنى السياسة وجوهرها ومبرر وجودها لخدمة الإنسان، وجعلوها وسيلة للتجارة في الحصص والمكاسب باسم الطوائف، داعيا إلى سرعة تشكيل حكومة على نحو ما يطالب به الشعب اللبناني ورئيس الوزراء المكلف الدكتور حسان دياب".
وحمّل البطريرك الماروني معرقلي تشكيل الحكومة مسئولية أحداث العنف والاشتباكات والتخريب التي وقعت أمس في وسط العاصمة بيروت ومن قبلها أعمال الاستهداف التي تطال القطاع المصرفي، وكذلك مسئولية تنامي الدين العام الذي بلغ 90 مليار دولار وارتفاع نسب الفقر والبطالة وأزمات المستشفيات ونقص الأدوية.