قالت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية، إنه على الرغم من الزيادة الكبيرة فى المساعدات العسكرية التى تقدمها الولايات المتحدة إلى تونس، إلا أن الديمقراطية تشهدا تراجعا.
وأوضحت الصحيفة أن واشنطن أعلنت بعد هجوم باردو الإرهابى الذى تعرضت له تونس العام الماضى، أنها ستضاعف ثلاث مرات الإنفاق العسكرى لتونس وتساعد فى تدريب قواتها المسلحة.
جاء القرار فى أعقاب تنامى العلاقة الامنية العسكرية، فباسم مكافحة الإرهاب حصلت ، أو ستحصل تونس على81.9 مليون دولار من المساعدات الأمنية والعسكرية فى عام 2016، منها 12 من مروحيات بلاك هاوك، يعتقد أن ثمانية منها سيتم تسليمها فى هذا العام، إلى جانب صواريخ وبنادق آلية ونظارات الرؤية الليلية وغيرها.
كانت مطالب البيت الأبيض للمساعدات العسكرية لتونس فى ميزانية عام 2016 أقل من 100 مليون دولار، لكنها تمثل زيادة 200% عما كانت عليه فى عام 2014 عندما قدمت الولايات المتحدة 32.9 ملبون دولار، وفقا لبرنامج مراقبة المساعدات الأمريكية فى مركز السياسة الدولية، ويمثل أيضا زيادة بنسبة 350% عما كانت عليه المساعدات قبل الثورة التونسية، إلا أن الرئيس التونسى قائد السبسى، البالغ من العمر ثمانين عاما، قد لا يكون مهتما بمحاربة الإرهاب، على حد تعبير المجلة، وربما يكون عازما على دحر مكاسب الديمقراطية لثورة الياسمين التونسية، والتركيز الأمريكى المتزايد على تعزيز علاقتها العسكرية مع تونس لن يؤدى إلى زيادة القدرات القمعية للحكومة التونسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة السبسى تعرضت لانتقادات من نشطاء وأنصار حقوق الإنسان لشن حملة على الصحفيين والمثليين والمتحولين جنسيا، وسمح باستمرار عنف الشرطة بلا هوادة وعفا عن مسئولى النظام السابق.
وتتابع الصحيفة قائلة عن الأيام التى كان يقال فيها إن تونس هى قصة النجاح الوحيدة للربيع العربى قد ولت، حيث تم تجديد حالة الطوارئ فى فبرار الماضى ، وتم تمرير قانون لمكافحة الإرهاب يمنح قوات الأمن سلطات مراقبة متسعة ويمد فترة الاعتقال بدون محاكمة للاشتباه فى صلتهم بالإرهاب، لكن برغم ذلك، فإن الولايات المتحدة تصنف تونس على أنها حليف هام من غير دول الناتو، وهو ما يسمح لها بالحصول على مساعدات دفاعية أكبر، وموافقة سريعة على التمويل العسكرى.