كشف القائد العام لشرطة الشارقة، اللواء سيف الزرى الشامسى، أن السبب الرئيسى للحريق الذى اندلع في برج النهدة السكنى بالشارقة الأسبوع الماضي، هو عقب سيجارة أو جمرة متوهجة ، سقطت من أحد الأدوار العلوية للممر الخارجي للبرج المطل على شرفات شقق الدور الأول، بحسب نتائج 90% من التحقيقات ودراسة العينات في المختبر الجنائي للشرطة، فيما ما زالت عمليات التحقيق مستمرة للوقوف على التفاصيل الأخرى للواقعة.
ونقلت صحيفة الرؤية أن الشامسي قال خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عن بعد ، إن الحريق بدأ بالطابق الأول السكني للبرج، وامتد للطوابق العلوية بسبب الصفائح الخارجية القديمة للبرج التي ساعدت قابلية اشتعالها في امتداد النيران للأعلى بسرعة كبيرة، موضحاً أن هذا النوع من الصفائح تم الاستغناء عنه منذ عام 2016 في جميع الأبراج التي تم بناؤها بالإمارة لاحقاً، إلا أن البرج المشار إليه أنشأ قبل هذا العام.
وأفاد بأن الخسائر المادية بعد عملية الحصر والتدقيق كشفت عن تضرر أكثر من 33 مركبة، 16 منها كانت متوقفة تحت الواجهة الأمامية للبرج، و17 سيارة أخرى كانت داخل المواقف المخصصة لها بالبرج السكني، فيما أظهرت المعاينة الأولية للبرج من الداخل تضرر 50 شقة، منها 26 كانت بسبب الحريق و24 شقة تعرضت للمياه ودخان الحريق، في حين 40 شقة تم كسر أبوابها للتأكد من سلامتها وعدم انتشار الحريق داخلها، موضحاً أن البرج مكون من 333 شقة.
وأكد أنه جرى توفير مساكن ملائمة في 3 فنادق بالإمارة لــ250 أسرة متضررة من الحريق، إذ تم توفير احتياجاتها الأساسية والضرورية بعد عمل حصر كامل لها، وإجراء الفحوص الطبية اللازمة لهم، تنفيذاً لتوجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بتوفير غرف المبيت والسكن الآمن والاستقرار النفسي للأسر التي تضررت بفعل الحريق.
وقال إن فرق البحث الميداني توجهت إلى مقر إقامة الأسر بالفنادق لمعرفة أوضاعهم ودراستها عن قرب وتحديد حجم ونوع المساعدات اللازمة لهم، كون السكان لن يتمكنوا من الرجوع للسكن قبل انتهاء الصيانة فيه، والتي قد تستغرق أشهراً عدة، نظراً للأضرار التي سببها الحريق.
وأضاف الشامسي أن عدد مصابي الحريق الذين تعاملت الإسعاف الوطني والفرق الطبية والأمنية معهم وصل إلى 12 شخص بسبب الحريق، جميع إصاباتهم كانت بسيطة، وتم معالجتهم بموقع الحادثة، وبعضهم نقل للمستشفى للتأكد من سلامته، وجميعهم يتمتعون بصحة جيدة وخرجوا من المستشفى بنفس اليوم.
بدوره أكد مدير إدارة الدفاع المدني بالشارقة العقيد سامي النقبي خلال المؤتمر الصحفي أن تكاتف جهود الكوادر المعنية بالإمارة أثمر عن التعامل بحرفية مع الحريق الذي اندلع في أحد الأبراج السكنية بمنطقة النهدة في الشارقة الأسبوع الماضي، والسيطرة عليه في أقل من 6 دقائق قبل امتداد النيران إلى المباني المجاورة، وإنقاذ جميع السكان.
وأوضح أنه "شارك بعمليات الإطفاء 88 فرداً، و22 آلية من 6 مراكز بالإمارة، إضافة إلى الفرق الأمنية والكوادر المختصة من الشرطة والإسعاف الوطنى.
وحول التحديات التي واجهها فرق الإطفاء قال النقبى: "نظراً لأن الحريق كان كبيراً وامتد لأدوار علوية واجهتنا عوائق عدة تمكنا من التغلب عليها وتسجيل أقل الخسائر سواء المادية أو البشرية، إذ إن أقصى ارتفاع لوصول آليات الإطفاء هو على ارتفاع 22 طابقاً بينما يصل عدد أدوار البرج إلى 50 طابقاً، لذا رأينا ضرورة تخصيص فرق خلال الـ30 دقيقة الأولى لإخلاء جميع السكان في حين تولت فرق الإطفاء إخماد النيران المشتعلة فى الواجهة الخارجية للبرج، كذلك استخدمنا مواقف المركبات الواقعة بالدور العاشر داخل البرج كنقطة انطلاق لبدء عملية الإطفاء ما سهل علينا المهمة، فيما مكنت كفاءة وحرفية الفرق المختصة بالدفاع المدنى من السيطرة على الحريق دون وقوع إصابات بليغة أو حالات وفاة.
وبين أن هناك مواقف إنسانية جرى رصدها خلال التعامل مع الحريق من قبل السكان أبرزها إنقاذ شاب عربي لحياة طفلة تبلغ من العمر 11 عاماً كانت محتجزة في الشقة التي وقع الحريق بشرفتها بعد أن أغلقت والدتها الباب عليها وغادرت المبنى، إذ تولى الشاب كسر الباب وتحرير الطفلة ونقلها لخارج المبنى في وقت قياسي، وعليه تولت الإدارة تكريمه لعمله البطولي.
وأشار إلى وجود تنسيق مع الجهات المختصة لاستبدال الكسوات القديمة بالأبراج التي تم تركيبها قبل صدور القرار في عام 2016، إذ تبين وجود أكثر من 150 مبنى وبرجاًاً سكني واجهته الأمامية مستخدمة فيها هذه الصفائح، وجاري التواصل مع أصحابها للوصول إلى حلول مناسبة لاستبدالها بأخرى من أجل تجنب تفاقم الحرائق في حال وقوعها.