مشهد هتاف أنصار زعيم التيار الصدرى العراقى مقتدى الصدر ضد تدخلات إيران فى الشئون العراقية، بعد اقتحام المنطقة الخضراء المحصنة فى بغداد، وصعود البرلمان الأسبوع الماضى واعتصامهم تعبيرا عن غضبهم من فشل نواب البرلمان فى إقرار التعديلات الوزارية، أثار موجة من التساؤلات حول دعم طهران للصدر.
فالشائع فى العلاقة بين طهران والصدر هو وقوف إيران بقوة إلى جانب مقتدى الصدر، واللافت للنظر أيضا كان تناول إعلام إيران للأزمة فى العراق، وغضبها من الهتافات ضدها، ومحاولاتها للهجوم عليه عبر نواب مواليين لها داخل البرلمان العراقى.
ومنذ بداية الأزمة اتخذ الخبراء الإيرانيون موقف الهجوم من التيار الصدرى، وعلق خبير الشئون الدولية سعد الله زارعى، قائلا "إن تيار مقتدى الصدر فى الأسبوعين الأوليين للأزمة بالعراق كان يناصره 150 نائبا عراقيا فى البرلمان، أما الآن فمناصروهم أصبحوا أقل من 70 نائبا، وهو ما يشير إلى قدرة هذا التيار على خلق الأزمات.
وأثارت الأنباء التى سربتها المصادر العراقية على سفر العبادى مباشرة بعد الأزمة إلى طهران، ردود أفعال فى طهران، ما جعل الإعلام الإيرانى ينفى ذلك، وقال الخبير الإيرانى، إن سفر الصدر لطهران لا أساس له من الصحة.
لكن وسائل إعلام إيرانية نقلت عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية جابرى أنصارى خلال رده على سؤال سفر الصدر بشكل سرى إلى طهران، قائلا "لا أؤيد ولا أنفى".
وصرح الخبير الإيرانى زراعى أن تيار الصدر اليوم اضطر إلى قبول الحقيقة، وهو ما يشير إلى أنهم فى موقف ضعيف، مضيفا يأتى تحريض هذا التيار بينما فقد دعم جزء كبير من مجلس الوزراء. وقال الواقع إن قدرة هذا التيار كبيرة على خلق الأزمات، لكنه غير قادر على إدارة هذه الأزمة.
وعلق مستشار المرشد الأعلى على أكبر ولايتى على ما أزمة تيار الصدر بالعراق، قائلا "أى عمل غير قانونى فى أى بلد سيواجهه شعب هذا البلد".
لكن الواضح خلال تعليقات كتاب وخبراء طهران أن بلادهم ستضطر للوقف أمامه إذا عرقل مشروعها وتدخلاتها فى الشأن العراقى خاصة بعد هتافات أنصاره ضدها، وهاجم الكاتب الإيرانى سعيد جعفرى فى مقاله بموقع خبر أونلاين، قائلا "ربما سيكون من الضرورى الوقوف أمام المغامرات المكلفة عديمة الفائدة للشاب الطموح لعائلة الصدر". ووصف الكاتب الصدر بأنه لم يشم رائحة العقل والمنطق.
وقال الكاتب الإيرانى: إن الصدر من أجل بلوغ السلطة يسلك أى طريق، ولا يهمه تخليه عن أفكاره ومعقداته، اليوم ينسق مع طهران، وغدا مع الرياض، فى عصر يقف أمام الولايات المتحدة الأمريكية، وفى أخر يخطوا نحو أهداف أمريكا على حد تعبيره.
وانتقد الكاتب هجوم تياره على البرلمان وتهديد المسئولين السياسيين وغلق مطار بغداد، قائلا: "بيد أنه لا علاج لمعضلة الصدر ربما يستلزم ذلك الوقوف أمام مغامرات هذا الشاب المكلفة.