علم "انفراد" أن هناك توجها بدأ يتنامى داخل الحكومة الإيطالية بضرورة عودة العلاقات بين القاهرة وروما إلى سابق عهدها والتراجع عن الخطوات التصعيدية التى تمت فى الفترة الماضية على خلفية مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى فى القاهرة فبراير الماضى، متوقعا عودة السفير خلال فترة وجيزة.
وكشف مصدر مسئول مطلع على ملف المباحثات بين القاهرة وروما أن هناك اتصالات ولقاءات غير معلنة، على أعلى المستويات بين الجانبين، لبحث خطوات فعلية لعودة العلاقات، وتخطى مرحلة التوتر، مشيرا إلى أن قرار إيطاليا مؤخرا تعيين سفير جديد بمصر يأتى ضمن حزمة من القرارات سيتم الإعلان عنها قريبا.
وشدد المسئول على أن هناك إدراكا داخل الحكومة الإيطالية بحجم المؤامرة للوقيعة بين البلدين، وأنه تم استغلال الحادث من جانب المعارضة الإيطالية لتحقيق مكاسب سياسية فى الشارع الإيطالى، ولهذا الهدف عمل البعض على تأجيج الرأى العام الإيطالى ضد مصر بترويج معلومات خاطئة.
وأكد المصدر أن العلاقات ستعود بطريقة تدريجية بناء على طلب المسئولين الإيطاليين قائلا: "حكومة رينزى لا ترغب فى إحراجها أمام الرأى العام ولذلك سيتم عودة الأمر تدريجيا حتى لا يواجه المسئولون معارضة داخلية أو أى استغلال من الداخل"، لافتا إلى أن هناك مصالح قوية تربط بين القاهرة وروما وملفات قوية للتعاون سواء كان ثنائيا أو إقليميا، وخلال شهور الأزمة الماضية أدرك المسئولون استحالة انفصال التعاون بين البلدين، خاصة فى ملف ليبيا، وهو الأكثر أهمية حاليا لإيطاليا بشكل خاص وأوروبا بوجه عام.
وتحضيرا لذلك بدأت الصحف الإيطالية تتراجع عن موقفها تجاه مصر فى قضية مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى وبدأت الأمور تهدأ بشكل كبير، فى محاولة لتهيئة الرأى العام الإيطالى لقرار عودة العلاقات دون إحداث أزمة سياسية داخلية.
كما أن الصحافة بدأت تكتشف وجود مؤامرة على البلدين بهدف قطع العلاقات بينهما وضرب المصالح المصرية، مشيرة إلى وجود جهات مجهولة تقوم بذلك وقالت صحيفة سيثيليانفورماثيون الإيطالية، إن هناك محاولات لضرب العلاقات بين مصر وأوروبا، ولكن صاحب المصلحة الأولى لتدمير تلك العلاقات مجهول.
وأشارت إلى أن تلك الجهات المجهولة قامت بمحاولة لضرب العلاقات بين مصر وإيطاليا فى البداية على خلفية قضية مقتل ريجينى، وأوضحت الصحيفة أن علاقات مصر بأوروبا قوية إلى حد كبير ومع إيطاليا بشكل خاص، على خلفية حقل النفط الذى اكتشفته إينى فى المياه المصرية، ولكن تلك الجهات عندما ترى قوة علاقة مصر مع أى دولة أوروبية فتسارع لتدميرها، مثلما حدث مع إيطاليا ومن ثم فرنسا بحادث الطائرة المنكوبة.
وأكدت الصحيفة أن إيطاليا ومصر كانتا ضحية تلك الجهات المجهولة فتلك الجهات تسمم العلاقات بين البلدين تحت شعار "الحقيقة لريجينى"، ومحاولة لتوسيع الفجوة بدلا من إيجاد حل للقضية، وكلها أكاذيب تافهة تستخدم فقط للتصعيد ضد مصر، وكل شىء مما حدث ومما يحدث وسيحدث تم التخطيط له، ولكن المشكلة أن تلك الجهات بالفعل مجهولة تعمل من وراء الستار.
كما أن الإعلام الإيطالى بدأ يدرك دور مصر المهم فى ملف ليبيا، ووجود مصالح اقتصادية كبيرة بين روما والقاهرة تجعل قضية ريجينى لا تمثل أهمية كبرى بالنسبة لدور مصر الفعال فى قضايا المنطقة، وأقل كثيرا من قوة العلاقات مع روما.
كما أن المصالح الاقتصادية هى التى جعلت الحكومة الإيطالية تتراجع عن موقفها فى قضية ريجينى، خاصة في ظل وجود حكومة تكنوقراط بإيطاليا، كما أن مصر أيضا تحتاج إلى إيطاليا بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التى تمر بها.
وقالت صحيفة سيثيليان فوراماثيونى الإيطالية إن الأزمة الليبية جعلت موقف إيطاليا تجاه مصر يتراجع فى قضية ريجينى بسبب القلق على الأمن القومى الذى يتعلق بتعاون مصر فى الملف الليبى، ولذلك فإن إيطاليا تسعى للإبقاء على القاهرة داخل الشأن الليبى وذلك حرصا على مصلحتها القومية.
وأكدت الصحيفة أن مصر وإيطاليا يتعاونان فى محاولة تحسن الوضع واستقراره فى ليبيا ، مشيرة إلى أن هناك حاجة ملحة للدبلوماسية فى رغبة إيطاليا بالتعاون مع مصر بخصوص ليبيا.
وأضافت أن إيطاليا تنشغل بـ3 مصالح قومية أساسية في ليبيا، أولها أنها ترى الاستقرار فى ليبيا ضروريا للحد من تدفق اللاجئين والمهاجرين إلى جنوبى البلد الأوروبى، والمصلحة الثانية تتمثل فى محو التهديدات التى يفرضها تنظيم داعش فى ليبيا، جارتها الجنوبية، أما الثالثة والأخيرة فهى حماية أصول النفط والغاز الطبيعى المملوكة لشركات الطاقة الليبية.